الجزء الثامن

261 11 0
                                        

" أنت مالذي تفعله هنا ؟ أترك يدي ".

زاد ضغطه علي ذراعها حتي سمعت طرطقة عضامها بين يديه .

" مالذي تفعلينه هنا ؟ ومن هذا الذي تنزلين من سيارته ,هل هذا ماكنت تسعين لأجله أن تتحرري لتصبحي لعبة في يد الرجال ."

رفعت كفها وهي تشحنها بغضب السنين العجاف التي قضتهم تحت رحمته , لم تشعر إلا وهي تطبعها علي خده تاركة أثرا وإحمرار عليها .

توسعت عيناه فلم ينتظر منها رد الفعل ذاك
أمسكها من خلف حجابها ورفع كفه ليرد لها الصفعة , إلا أن يدا ثابثة تصدت له :

" لا أظن من اللائق أن تضرب سيدة , خصوصا إن كانت معي ."

لم يتمالك محمود أعصابه , كور قبضته ووجهها بإتجاه إلياس الياس ,شهقت يارا وألقت بنفسها لتواجه الضربة ,إرتدت بفعل قوة الضربة لتسقط بين يدي إلياس ,لوهلة إستكانت بين يديه باحتة عن الامان ,رفعت رأسها لتنظر إليه و بعينيها البريئتين ، وخدها الذي تلون بالأحمر من أثر الضربة , وضعت يدها علي خدها تخفف من أثر الألم الذي شعرت به و ولتمسح آثار الدموع التي ترقرقت ، ليس فقط من أجل الألم الذي تشعر به بل شعورا بالظلم , والوحدة و وفقدانها للسند من أهلها وحمايتهم , فلو وجد من يقف له لما تجرأ علي ذلك .

نظرت بإتجاه محمود الذي إبتعد بعد مافعله ,رأته يستقل سيارته التي لم يكن بها وحده , إنه يستقلها معها إنها نفس المرأة التي رأتها في الصور ,ظهرت إبتسامة علي شفتيها تحمل مرارة الأيام التي خدعت بها ، إنه لا يضيع الوقت أبدا .

قاطع تفكيرها سؤال إلياس لها :

"هل أنت بخير ,هل تحتاجين لمستشفى. "

أغمضت عينيها محاولة تنظيم أنفاسها , وتهدأ دقات قلبها , وتلك الرجفة التي تسبب فيها ذلك الهمجي وردت :

" أعتذر منك سيدي , أنا بخير فقط سأصعد الي غرفتي لأستريح ."

تركته وهو يقف مشدوها من الموقف يتلفت من حوله يرى مجموعة من الناس تراقب الموقف من بعيد ، تمتم بين شفتيه :

" قلتها قبلا بداية غير مبشرة , من أولها مشاكل ."

********************************

{ أهدتني الحياة أملا زائفا , فأهديتها صبرا ,فأرسلت بسماتي للقبر , وتركتني عالقا في دنيا البشر ..........}

إتكأ حكيم علي حافة النافدة وراح ينظر إلي السماء ، وهو يبتعد فأحس بغربة قاتلة إقشعر جسده لها ، أخذ يستنشق النسيم الذي يلامس وجهه ويلاعب حواسه ويتلذذ بنور الشمس الدافئ الذي يحي القلب البارد عسى أن يحيا قلبه من جديد, وتنتعش ذاكرته ، غير منتبه للشخص الذي يراقبه.

كان الفضول يشغلني , أظنني إندمجت بسرعة في عملي الذي لم أضمن بعد تحصلي عليه .
وأنا على هذا الحال إذا بي أشعر بيد توضع علي كتفي ,ففزعت وماإن رفعت رأسي حتي رأيت فتاة في مقتبل العمر,ذات ملامح هادئة تشبه كثيرا ذلك الشخص في الداخل وكأنهما توأم ،إلا أن ملامحها جميلة جدا جدا , ظللت أحملق فيها ,لمحت السؤال في نظرتها فأرحتها بجواب غير مقنع ، بحيث رأيت التكذيب في عينيها لكنها لم تكثرت لجوابي وسارعت بالسؤال :

"هل أخي بالداخل "

أجبتها في تردد وأنا لا أعلم ماصلة القرابة بينهما "أااجل" فدخلت دون قرع الباب .
أخذني الفضول وأستمريت في التجسس دون حياء مع أنها ليست من صفاتي ،لكن الغموض المفروض جعلني أود معرفة سر هذا الشاب اليافع.

فجأة سمعته يصرخ في وجه أخته صرخ بكل قوته وكان الشجار يتمحور بينهما علي مجموعة من الأوراق ، أرادت أخته لمسها تعجبت من سلوك الشاب حكيم : { أنتم تتساءلون كيف عرفت إسمه , هذا طبيعي أمتلك حاسة سمع خارقة كأبطال التلفاز , ههه لا أنا امزح نادته شقيقته عند دخولها بعد أن تجاهل وجودها.} , فجأة حملت الأوراق كلها ورمت بها أرضا ,ثارت ثائرته فقام بصفعها ،فخرجت تركض ومرت بي من دون أن تشعر بي وتبعها حكيم بعد أن قام بتمزيق بعض الأوراق وركض هو الآخر وراءها .

تسللت إلي الغرفة وإلتقطت بعض الأوراق الملقات أرضا بسرعة وأخفيتها تحت قميصي، بعد برهة دخل الغرفة أغلق الباب وكأنه يودع الدنيا للمرة الاخيرة ، كان الباب يصدر صريرا كأنها موسيقي حزينة عزفت ليسدل الستار علي مسرحية بائسة لشاب حياته كالشجرة المثمرة مليئة بالحياة الي أن أتى إعصار الشتاء الموحش الذي زعزع إستقرارها ، ونزع الإبتسامة من فمه وكان عامل بؤسه وهلاكه.

أحسست بشعور غريب أظنه فضول الطبيب لأول مريض يقابله فهذا الشاب يملك سر في حياته ويحتاج مساعدتي , هذا ماقررت أن أفعله أول شئ بعد تحصلي علي الوظيفة .

وراء هذا الباب إنسان محطم ذا عينان ذابلتان من كثر النزيف قلب تصلبت شرايينه جسم هزيل ومنهار شاحب الوجه لم يبقي منه سوى روح تنتظر اللحظة التي تامر فيها بالخروج منه ,ظلام دامس خيم تفكيره ألا يكفيه أنه لا يتذكر شئ ,حياته السابقة محيت في لحظة بكبسة زر , لا بل بحادث كاد أن يفقده حياته وهو متواجد في أوربا.
بدأت أنزل السلم درجة درجة ، وأنا أسترجع ماحدث بالتفصيل في ذهني ،إذا بي أسمع صوت شئ يرتطم أرضا ، صعدت بسرعة فتحت الباب كاد أن يغمي علي :

"مالذي فعلته ايه الغبي ..."

يارب يعجبكم الجزء هذا حاولت يكون اطول للاستمتاع به انتظر رأيكم وتفاعلكم تحياتي لكم

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن