الجزء التاسع عشر

194 8 0
                                    

كلما نظرت في عينيك ينهار طولي وتنحني قامتي إجلالا لجمالك ، فأنا أنتظر ثورتك لتحطمي قيود الصمت ، وتستعمري ميادين العشق..
يا سيدتي ثوري شوقاً وولهاً ،  ثوري هياماً فقد جعلت صدري ميدان لإعلاء حريتك ، فعينيك بحر غرامي لأشد فيهما أشرعة شوقي ، فنختصر عظمة الكون في لحظة عناق تحتويني أنا وأنت ، تعالي تأبطي تحت ذراعي وأدخلي محراب عشقي مطأطأة الرأس وحافية القدمين  ، فأهمس لك بتراتيل الغرام أجمل سمفونية فتتحرر أنفاسك لتقاسم و تفاصيل وجهي ، فأهيم فيك بثورة جنوني و لا أستفيق منها ... فأحضنك بين همساتِ شفاهي ، ودقات قلبي فأرسم على شفتيك قبلة العمر، ليَبقى تَمَيزي من بين الحضور فتحبّيني فتذوبين بين شفاهي كاقطعة السكر فأحبّكِ أكثر فأكثر...

من بين تلك الهمسات الرقيقة التي داعبت أحلامها الوردية  إستيقضت يارا على وقع تفكيرها المنصب إتجاه الطفل إسلام  ،  كيف لها أن تباشر عملها وتتركه بمفرده , أدارت وجهها وراحت تتطلع أمامها بنظرات زائغة ,تركت سريرها وهي تمعن النظر إلى إسلام الذي نام بجوارها , قررت أن تلجأ الي عمته أماني فهي من الممكن أن تساعدها  بالإهتمام باأسامة.
تركت الغرفة  وهي تتلفت من حولها فهي لا تعرف المكان الذي تتواجد فيه , أرادت السؤال عن أماني ، إلا أنها لم تجد أحدا ، لتطالعها عيون كالصقر تراقب تحركاتها , كان خارجا هو من مكتبه لتقابله هي تتجول باحثة عن شخص ما , تسللت إبتسامة متسلية علي شفتاه وأقترب منها متسائلا :

"صباح الخير , هل تحتاجين شيئا ما ؟"

فوجئت هي بوجوده أمامها , لمحت وجهه المنير يشع من خلال إنارة مكتبه , تلعثمت في الكلام وردت :

" صبااااح الخير , أنا.... أنا أريد معرفة أين أجد الأنسة أماني؟"

نظر هو إليها مستفسرا :

" وهل تحتاجينها في شيء لا أستطيع أنا تقديمه لك ".

قال ذلك وأستدار إلى  مكتبه يحثها علي اللحاق به.
توجهت هي بخطى متثاقلة تملكها شعور بالرهبة ، هواجس كثيرة تراودها مثيرة  للقلق والإنفعال .
ماإن خطت قدماها غرفة المكتب حتي أمرها بإغلاق الباب ، هنا إستشعرت الخطر , فصار تفكيرها يحثها علي إتخاد الإحتياطات اللازمة لمواجهة أي موقف غير محسوب من طرفه،  فهي تعتبر زوجته أمام الجميع كما إدعت ، عليها فقط أن تتجنبه لبعض الوقت لحين عودة مريم .
لمح هو التردد يغزو ملامحها , وأحتل اللون الأحمر تلك الوجنتين فأصبحت تشبه زهرة الاقحوان في فصل الربيع ,
إقترب هو منها بخطوات حذرة ، يلامس الارض بخفة فهد يريد إصطياد فريسته , أصبحت المسافة بينهما تنذر بالخطر مما جعل يارا تتراجع للخلف.

قال هو متهكماو إحتلت ملامحه لحظات نظرة قاسية :

" مابك هل أنت خائفة مني ، اولست زوجك أم أنا مخطئ ؟"

كانت عيناه الداكنتان تحدق بعينيها بسحر غريب جعل جسمها يجمد لحظات ،إنه يستعمل سحره الذي لطالما أغري به قلوب العذاري ، هو متمرس جدا بخصوص النساء ، يعلم جيدا نقاط الضعف والقوة لديهن ، ويعلم تأثيره عليهن ،وهو لم يفقد مهارته بل هو في أوج عطاءه وتركيزه .

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن