(لا تتحدى انثى ليس لديها ماتخسره )
تطلعت يارا إلى القصر الذي قصدوه , ظلت تجول بناظرها كل شبر من القصر بأثاثه الفاخر وألوانه الساحرة , وحتى الجداريات والصور التي تشغل كل شبر من القصر , كان إسلام مبهورا مثلها ،إلا أنه كان يتشبث بها , خائف من أن يتوه في هذا الفضاء الواسع , إستقبلتهم أماني بالترحاب وأخذت إسلام بأحضانها , شعرت بالألفة بوجوده ، إلا أنه كان يحاول التملص من بين أحضانها , فقط متمسك بيارا يستشف منها إنقاذه من الموقف , تمسكت بيده الصغيرة تبثه بعض الأمان , والذي تفتقده هي أيضا .
بخطى بطيئة تحركت نحو الغرفة التي إقتادتها إليها أماني , وإسلام متشبث بها كطوق النجاة مرت الليلة ثقيلة وكأنها دهرا، حاولت فيها يارا النوم وهي تلوم نفسها لتصرفها الغير مخطط له .
أما هو كان يلازم غرفته فقد علم بحضور زوجته , لم يستطع المواجهة شعر بقلاعه كلها قد إنهارت بمجرد ذكر شقيقته الأمر فكيف برؤيتها , حاول إستراق النظر من بعيد لم يراها , لكنه لمح الطفل الصغير , إنه يشبهها تقريبا , يمتلك نفس لون الشعر وتلك العينين ، إنها نفس عينين زوجته , عاد بذاكرته إلى تلك الايام التي قضاها معها , هو لم ينسها يوما , أراد تناسيها عمدا ,واضب على إشغال نفسه بشتى الطرق لينساها , لأنه بعد إهماله لها شعر بعدها بمدى تعلقه بها.
غريب هو الانسان يشعر بقيمة من حوله إلا بعد أن يفتقدهم , كان ينتظر منها عقابا ،لكن لم يتصور أن يكون مدمرا، أن تخونه , وأن يكون الطفل الذي طالما تمناه ليس من صلبه , والان قد فقد الأمل في أن يشعر بذلك الاحساس وكأن الله يعاقبه على مافعل من إستهتار.
دلفت شقيقته الغرفة لتقطع عليه خلوته ¸وشريط ذكرياته الذي لم يفارقه ولو ساعة , حاول الإنشغال ببعض الاوراق أمامه , إلا أن أماني كانت تعلم علم اليقين أنه يتهرب من اللقاء .
نظرت إليه بحنان الام الذي إشتاقت وجودها في هذه اللحظة لمواساته ¸ومده بالنصيحة اللازمة في مثل هذا الموقف . وضعت يدها تربت بها على كتفيه ولينتبه لها , ونظرت مباشرة إلى عينيه تستكشف اغوارها وقالت :
" ماذا قررت أن تفعل ياحبيبي ؟"
نظر إليها وكأنه يستعطفها أن تساعده على إتخاذ القرار المناسب , فهو مشتت , جزء منه يريد أن يصدق أن الطفل الذي رآه إبنه ,يريده وبشدة ليغمس أنفه في شعيراته ويشتم عطره الطفولي , يتلمس أصابعه البيضاء الغضة الطرية , أن يسمع كلمة قلبه ظمآن لتغرد كموسيقى خيالية تطرب أذناه , كلمة أبي , وفي نفس الوقت طباعه الشرقية , وحميته تجعله يصدق أن هذا الولد ليس إبنه كما سمع ليلتها .
نظرت إليه أماني وهو مازال يسبح بتفكيره , وكأنه هائم في صحراء الشك والحيرة , التي أحرقت قلبه ولمدة طويلة أمسكت بكفيه القويتين , محاولة منها مده بالقوة لمنحه بداية للطريق:
" أظن لا ضير في مقابلتها , فمن الممكن أن تتذكرها , ومنها , يمكنك سؤالها , يجب أن تسمع منها قبل أن تحكم , لا تنسى الآن بينكما طفل عليكما التفكير فيه أولا ."
أنت تقرأ
حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )
Randomحياة الرجل تبدأ في رحم أنثى ، وترتب في حضن أنثى ، ولا تصبو وتنضج إلا في عين أنثى ماذا لو تغيرت نظرة الرجل لها وتتأثر بمن حولها ، هل تستطيع تلك العلاقة الاستمرار في ظل تلك العواصف . روايتي تناقش نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، وكيف لها أن تواجه مجتمعه...
