هو في نفسه :" لكن ليس هذا ماأريده ؟"صار يغيب خارجا ويتركها بالساعات لمفردها ، لم يعد يهتم بالمناسبات التي تجمعهم ولم يعد يسمع أنينها في جوف الليل وهي تدعو الله أن يعود الي سماءها من جديد .
تنهدت بعمق بعد عودتها الي الواقع ,شبكت يديها خلف ظهرها وهي تقف مرة اخري أمام النافذة تتطلع للأفق البعيد كحمامة أشتاقت للتحليق فقد تم سجنها ونسيانها ,يجب أن يتغير كل شيء هذا مارددته في نفسها .
يجب أن تتخد قرارها الان قبل فوات الأوان يكفي أربع سنوات وهي تنتظره ، عليها أن تنفض عنها حبه الذي أصبح كالعلقة يمتص منها طاقتها ويضعفها ، رددت دون وعي منها :
" نحن لا نحب حين نختار ولا نختار حين نحب ,وإنما الحب قدر يأتي دون إختيار ,أما الفراق فهو قرار وسوف يكون إختياري ."سالت دموعها المحبوسة وكأنها تنتظر التحرر كالزئبق الرجراج علي وجنتيها مع ذكراها اللاخيرة ,لتعلو بعدها شهقاتها لتتمتم بين دموعها : "لن أضعف ....لن أسقط .........أنا سأصبح حرة من قيدك يازوجي العزيز ،سوف أبحث عن المرأة القوية الساكنة في داخلي بعيدا عنك ، سوف أجد بقايا الأنثى التي فقدت طاقتها وهي تحارب للحفاظ عليك ,وانا أتخبط في بحر لم أتعلم الغوص فيه ."
مسحت دموعها بأناملها المرتجفة رافعة وجهها الي البعيد أتبعتها بنزع خاتمها الذي قيدها بزواج مع وقف التنفيد ملقية به بعيدا ......******************************
في هدوء وسكينة كان يجلس خلف مكتبه الأنيق، يستمع الي موسيقي هادئة كعادته بعد أن حقق نجاحا في الصفقة الاخيرة ،لم يشعر بمن حوله فقد رجع به الزمان الي تلك الايام التي مهما حاول نسيانها الي أنها تعشعش في ذاكرته,أخرج من درجه تلك الصورة التي طالما حاول التخلص منها الا انها تسحره كل مرة ليعيدها الي مكانها فقد وجدت لها مستقر هناك .
وقفت يارا تتأمل ذلك المبنى الشاهق سرت قشعريرة باردة في سلسلة ظهرها شعرت في الحال بتلك العواطف المختلفة التي تنهكها وتضعفها ، فقد خانتها شجاعتها الي الدخول :
"هل تدخل وتبدأ صعود السلم درجة درجة أم تعود أدراجها لتعيش تحت أطلال الماضي الذي يسحبها كل ليلة لتعيش الندم علي سنوات عمرها التي مضت ."
وقفت أمام المصعد تنتظر وصوله لتجد شخصا يقف أمامها تأملته بنظرة خاطفة خفية هذا الرجل المفرط في الجاذبية الذي يقف أمامها مهيبا بقامته المديدة وكتفيه العريضين وعطره النفاذ الذي يسبقه أينما حل والذي يسكر كل من يشمه .
ذلك العطر تتذكره جيدا تلك الرائحة التي حركت قلبها بطريقة لا تحبها ,زادت من جرأتها نظرت إليه لتقابلها تلك العينان البنيتان عميقتا الاسرار ، صاحب الشعر الذي يماثل عيناه لونا ، وتلك البنية الضخمة التي تتعاكس مع طريقته الأنيقة ومظهره الحظاري , أرتدت يارا لدي رؤيته وأخفضت رأسها هروبا من نظراته التي كان ينظر اليها بعين متسلية فقد تعرف عليها ,أما هي فقد تاهت في عالم آخر , لتقطب بعدها عيناها أمامه بعد أن أدركت مافعلته فقد أطالت التحديق فيه لترتبك بعدها ..
![](https://img.wattpad.com/cover/157683010-288-k455982.jpg)
أنت تقرأ
حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )
Randomحياة الرجل تبدأ في رحم أنثى ، وترتب في حضن أنثى ، ولا تصبو وتنضج إلا في عين أنثى ماذا لو تغيرت نظرة الرجل لها وتتأثر بمن حولها ، هل تستطيع تلك العلاقة الاستمرار في ظل تلك العواصف . روايتي تناقش نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، وكيف لها أن تواجه مجتمعه...