الجزء الثالث

13.3K 312 12
                                    

استلقت على سريرها في غرفة الفندق المشتركة بينها و بين ريم وهند اللتان كانتا تغطان بنوم عميق. حسدتهما على ذلك، فهي منذ أكثر من ساعتين تحاول النوم لكن لم تستطع فعينا الأستاذ سيف لا تغيبان عن مخيلتها. إنها لا تكف عن التفكير به منذ أن التقته. لا تدري لما ينتابها شعور غريب حين تراه او حتى حين تسمع صوته ولو من بعيد، شعور يجعلها تحس بالسلام و الطمئنينة. أحاسيس افتقدتها منذ أن كانت طفلة.
نعم منذ أن ابتعدت عن أحضان أمها لم تشعر بالأمان. أغمضت عينيها بشدة وهي تتذكر تلك الطفلة التي جلست بأمر من أمها على كرسي في قارعة الطريق تتناول المثلجات وفي يدها الأخرى قصاصة ورق كتب عليها اسم أحدهم ورقم هاتفه. رأت أمها تدخل في زحام المارة وتختفي، انتظرت عودتها لكنها لم تعد. ارتعبت الصغيرة من تحديق الناس إليها وأسئلتهم المتكررة. هرعت تركض الى حيث ذهبت أمها، لكن لم تجدها، فأخذت تصرخ وهي تتلفت تبحث بهلع، رافضة المساعدة مِن مَن حولها.
رفعت الغطاء على وجهها وانكمشت تضم ركبتيها، لم عليها أن تقلب ذكرياتها الآن، ذكريات تجاهد كي تنساها.

في صبيحة اليوم التالي وبينما هي في المصعد تهم بالنزول الى مطعم الفندق كي تتناول إفطارها إذا بمجموعة من الشباب اليابانيين يدخلون معها. أحست بالتوتر وحشرت نفسها في الزاوية. حاولت أن تشغل نفسها بأي شيء معها وتصب تركيزها عليه. بينما كانت تبحث في حقيبتهاإذا بها تسمع صوته
" سوميماسين"
كان يستأذنهم للعبور نحوها
" أوهايو جوزاي ماس "
صباح الخير
قال محييا ايها بابتسامة
نظرت اليه مشدوهة
" صباح الخير"
نسيت توترها بل قد غاب عنها كل شيء إلا هو. المكان امتلأ برائحة عطره المميزة، شعره كان مسرحا بطريقة مرتبه، يردتي قميصا أسود غير محكم الاغلاق مم يبرز عضمتي الترقوة، كميه مثنيان الى منتصف الذراع.
أطرقت بصرها خجلة من نفسها وتحديقها به. وتابعت بحثها في حقيبتها بتوتر لكن هذه المرة بسبب قربه منها. قال مرتابا " هل أنت بخير "
أومأت مجيبة تعلم تماما بأنه يقصد الحالة التي مرت بها سابقاً وبأنه دخل كي يكون معها، كيف لها أن لا تشعر بالأمان معه وهو يتصرف نحوها هكذا.
توقف المصعد لتدخل سيدة أخرى وزوجها. ليزدحم أكثر ويزداد قرب الأستاذ سيف منها. أحست بنفسها كالطفلة أمام طوله وبنيته. يا إلاهي لما رحلة المصعد أصبحت طويلة هكذا؟ بدأت ضربات قلبها تتسارع. أخذت ترتب حجابها تبعد التوتر عنها ومن ثم تقلب هاتفها. وأخيراً فتح الباب سامحا للفوج بالخورج والانتشار في الردهة.
" عن إذنك " قالتها على عجل وسارت مبتعدة.

كانت جالسة تحتسي قهوتها لم تشعر برغبة في تناول الافطار. "
" هل أستطيع الانضمام اليك ؟!"
لم يكن هذا الأستاذ سيف هذه المرة، أحست بخيبة أمل لم تستطع تبريرها، بل كان جاسم أحد الشباب الذين معهم في المجموعة. يبدو بأنه لم يكن يستأذنها فقد جلس قبالها بالفعل. نظرت إليه دون أن تجيب وتابعت عبثها في هاتفها.
" أرى أنك تجلسين لوحدك، أين البنات؟"
لم تجب ظلت صامتة. في الحقيقة مي شخصية غير منفتحة و ليست إجتماعية، كما أنها غير معتادة على التحدث مع أحد غريب عنها.
حين رأى جاسم ردة فعلها أعتقد بأنها فتاة متحفظة فقال يستحثها
" هيا يا مي نحن نعمل معا منذ فترة و سنعمل أيضا معا للفترة ليست بقصيرة"

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن