الثامن و العشرون

7.4K 226 4
                                    

أمسك بكتفيها العاريين يغرس أصابعه في لحمها من شدة الغضب " ذلك الحقير يتباها بأنه من لمسك قبلي "
شد قبضته أكثر حتى كاد يسحق عظامها " كان علي أن أقتله " صرخت متأوهه، أفلتها لتتأرجح مترنحه وترتطم بالجدار. أما هو رما بثقله على السرير جالسا واضعا رأسه بين كفيه يضغط عليه " ماكان علي تركه يذهب "
تقدمت نحوه فحالته هذه آلمتها. جثت أمامه واضعة كفيها على ركبتيه تقول له " هل معرفة الشخص ستغير شيئا من الوضع "
نظر اليها بألم ليضم وجهها بكفيه " كيف استطعتي أن تعيشي معه في مكان واحد "
وضعت يدها على كفه " لم أكن أعيش وقتها "
انسابت دمعة ليتلقفها باصابعه " كان يتفاخر بأنه أول من حصل عليك "
جذبت كفه ووضعتها على موضع قلبها " لكنه لم يحصل على هذا "
تأملها بصمت فكيف تمتلك القدرة على تهدئته بهذا الشكل. وضع قبلة طويلة على جبينها ليقول والحزم في عينيه " سوف لن ينجو بفعلته أقسم لك "
وقف وقد عاد الغضب يتأجج في داخله الذي مالبث أن يهدأ " حرام عليه أن يعيش يوما بعد هذا الوغد "
وقفت قباله مرتعبة " ما الذي ستفعله "
قال و هو يتوجه نحو الباب خارجا مرة أخرى " ماكان يجب علي فعله من قبل "
اسرعت اليه مرعوبه لتتعلق بذراعه " ارجوك سيف أن تهدأ "
انتزع ذراعه من يديها " اتركيني يا مي سوف لن أرتاح حتى أراه جثة هامدة "
أسرعت تدور بينه وبين الباب تتوسل إليه وتترجاه " أرجوك سيف لا تذهب على الأقل الآن غدا تحل الأمر "
كل ما تريده أن يهدأ فهذا الشخص الهائج أمامها قادر على ارتكاب جريمة.
" أتوسل إليك أن تهدأ لا تتسرع " صمتت لبرهه قبل أن تلقي قمبلة في وجهه " إن علم أهلك بأمري لن يقبلو بي مجددا "

لاحظت أنه بدأ يصغي إليه قالت ودموعها بدأت تجد طريقها على خديها " لا تفعل شيئا يؤذيك لن أسامح نفسي أبدا إن أصابك مكروه "
قال بيأس يترجاها هو الآخر " مي دعيني أشفي غليلي "
أحتضنت وجهه بين كفيها " دع العدالة الإلاهية تأخذ مجراها "
قال وهو ينظر في عينيها " ليس عدلا أن يبقا حرا طليقا وقد عانيتي الأمرين منه "
مدت يدها الى شعره تمسح عليه كطفل صغير وهي تذكره بالآية القرآنية " إنما يؤخركم الى أجل مسمى "
ابعد يديها بلطف عنه ليمد يده نحو الباب خلفها ويفتحه ليخرج " لا تقلقي سأتمشى قليلا ثم أعود "
قالت في محاولة أخيره " عدني بأن لا تتهور "
لمس خدها ليقول بصوت مجهد " لا تقلقي لن أغادر الفندق حتى "
أمسكت بكفه وقبلتها " أنا أثق بك "

جلس في حديقة الفندق ينفث الدخان بقهر وصوت علي يتردد في اذنه، يسحق أعواد السيجارة واحدة تلو الأخرى تحت قدمه. سيف ينتقم منه لن يجعله يهنأ بحياته. لقد أجرى عدة اتصالات للتحري عنه وحتما سيجد ثغرة لذلك الحقير.
بعد أن شارفت الشمس على الشروق عاد الى الغرفة ليجد مي متكورة على طرف السرير دون غطاء واثر الدموع على وجهها. شعرها متناثر حول رأسها قميصها الرقيق لا يكفي لتدفئتها. لعن تلك الساعة التي جعلته يخرج من الغرفة. لقد كانت تنتظره وذلك الوغد لم يكفيه أنه أفسد حياتها فتعمد أن يفسد هذه الليلة أيضا. لابد أنها جاهدت كثيرا لتستجمع قواها. حين هم بتغطيتها انتبه الى الكدمات التي خلفتها قبضته لها. مرر أصابعه عليها يتلمسها لتفز مي مجفلة تتلفت حولها. وحين انتبهت له قفزت تطوقه بذراعيها وتبكي " الحمدلله انك عدت "
" كيف لا أعود اليك يا مي " قالها بصوت هامس مرهق. نظرت اليه " لقد قلقت عليك كثيرا "
مسح دموعها " لقد وعدتك "
عاد ليتحسس ذراعيها " آسف لاني آلمتك لم أشعر بنفسي "
هزت رأسها نفيا لتقول بعد أن اتبهت لرائحته " هل كنت تدخن "
رد عليها " عادة عادت الي بطريقة ما "
قال وهو يتوجه نحو دورة المياه " سأستحم "
عل التعب يخف عنه محاولا طرد ذلك التافه من تفكيره.
تذكر كلام الطبيب حين أخبره عن نفور مي منه " يجب أن لا تضغط عليها بالعكس هذا سيجعلها تقرنك بماحدث لها سابقا، امنحها الشعور بالأمان قبل كل شيء حتى تستطيع أن ترتاح لك و تعرف أنك معها لن تكون كمن اغتصبها "
بالفعل لاحظ تغيرا كبيرا في تصرفاتها لم تعد تنفر من لمسه لها ولا التشكيك في تصرفاته يكفي أنها حاولت. لن يضغط عليها أبدا كي لا يفسد التقدم الذي هو فيه. المهم ان تنسى ذلك النذل الذي ستكون نهايته حتما على يده.

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن