الثالث و العشرون

6.6K 207 1
                                    

دفع بها داخل السياره ليغلق الباب خلفها بقوة مما جعلها تنكمش على نفسها، ليستدير ويجلس خلف المقود الذي صفعة بقوة. كان يعقد حاجبية ويزم شفتيه بغضب. انطلق بالسيارة مسرعا دون أن يقول لها شيئا. لم تتجرأ على سؤاله فهو كالبركان على وشك الانفجار. لابد وأن والدته اثارت غضبه بكلامها. أطرقت مي بصرها، كانت تعرف أن الأمور لن تسير على خير. طوال الطريق لم ينطق بكلمه او حتى ينظر اليها.
توقف عند الشاطئ الرملي ليسير مندفعا نحو البحر سامحا للهواء بأن يصفع وجهه عله يوقظه من صدمة ماقلته امه.
وقفت خلفه تراقبه لتسأل بصوت متردد " ماذا قالت ؟"
لم يلتفت اليها بل ظل ينظر نحو البحر وكأنه لم يسمعها. اقتربت منه أكثر لتضع يدها على ذراعه " أرجوك لا تبقى صامتا "
التفت اليها وهو ينفث بغضب " ماذا أقول يا مي ؟"
وقفت قباله مباشرة ترفع بصرها اليه برجاء " لا تغضب هكذا"
مرر أصابعه في شعره وهو يحاول أن يتمالك نفسه " كيف لي أن لا أغضب "
" ما الذي قالته ؟" سألته وهي في حيرة من أمره
ابتعد عنها عدة خطوات وهو يقول " تعلم بزواجنا ورغم ذلك ترغب بأن أتزوج أمل "
صمتت مي تستوعب مايقول، لتقترب منه مجددا وتجلس على الرمل قائلة " سيف سبق وأخبرتك زواجنا لا يعني شيئا كما أنه لن يقبل به بأي شكل من الأشكال "
" مي أرجوك لا تعيدي نفس الكلام في كل مرة " انضم ليجلس قربها.
قالت بحدة " ماكان عليك ان تتزوجني لقد سبق ورفضت ذلك"
عقد حاجبية " نعم كان علي تركك عند والدك تواجهين مصيرك "
هبت واقفه " كنت اتدبر امري "
وقف هو الآخر يواجهها " نعم رأيت كيف كنت تدبرين أمرك" أردف ساخرا " تركضين هاربة في الشارع"
أحست بالاحراج حين ذكرها بالموقف مما زاد من عصبيتها " لم يطلب أحد منك المجيء كنت سأحل أموري"
" كيف كنت ستحلين أمورك ؟ هل كنت ستقتلين نفسك مجددا" أحست بكلماته تصفع وجهها بل تضرب رأسها بقوة. مما جعلها تقف مصدومة.
هو لم يعرف كيف افلتت منه هذه الكلمات لقد كان غاضبا غير مدرك مايقول.
حل الصمت في المكان حتى موج البحر قد هدأ ليحل السكون.
اخيرا قالت " ان كنت تخشى بأني سأقتل نفسي ان تزوجت فاطمئن؟ لن أفعل ذلك "
مشت الى البحر لتسمح له بأن يبلل قدميها، ومن جهة أخرى تحاول أن تبتعد عن سيف كي لا يرى دموعها التي تسقط رغما عنها. نظرت الى الأفق وهي تسحب نفسا مرتجفا مصحوبا بشهقة بكاء صامته. مكان عليها اخباره، مستحيل أن يتفهم أحد ما عاشته من عناء. رفعت بصرها الى السماء " الاهي أرح قلبي "
بقي واقفا مكانه لم يحاول حتى الحديث اليها. خيم الصمت عليهم حتى عادا الى المنزل، دخلت هي وذهب هو. لم تسأله الى أين أو ماذا سيفعل هي حتى لا تستطيع النظر الى وجهه. بكلماته تلك أحست به كمن يضع الملح على الجرح. انه يسخر منها، صحيح أنها ارتكبت غلطة لا تغتفر لكن ماكان عليه أن يسخر منها فهو لم يعش ما عاشته. رفعت معصميها تنظر الى تلك الندوب وتلعنها. ركضت الى الحمام وبمحاولات يائسه أخذت تغسلها بالصابون بعصبية." لن تزول، لن تزول، ستبقى أثرا عميقا في حياتي تذكرني بماضي المر "
في ذلك المساء لم يعد سيف كما توقعت، كما أنها لم تستطع النوم فقد باتت طوال الليل خائفة وفكرة أن تخسر وجوده الى جانبها لم تفارقها. احساسها بالخوف يزيد، لم تكن تستطيع التحرك بحرية في المنزل هل لانها اعتادت وجود سيف معها في الأيام الأخيرة. في صبيحة الليوم التالي حين استيقظت أول شيء فعلته هو النزول الى الأسفل ركضا والتفقد ما اذا كان سيف قد عاد ونام دون أن يوقظها، لكن أملها قد خاب. مشت بخطا متعثرة لتجلس حيث اعتاد أن ينام، استلقت وغطت نفسها بذات الغطاء. أخذت نفسا تشم رائحته. ما الذي حدث له يا ترى؟ ماكان عليها اغضابه أكثر ، أساسا هو كان غاضب من لقاء والدته. تكورت على نفسها، هاتفه مقفل منذ البارحة هل يفعل ذلك ليعاقبها؟ هي أخطأت في حقه حين قالت بأنه ماكان عليه الزواج بها. أبعد أن ضحى لأجلها تقول له مثل هذا الكلام. سئمت من نفسها كل ماتفعله هو البكاء. ما الذي حدث لها كانت قد استجمعت نفسها وعاشت قوية. كان ذلك والخالة مريم تدعمها، كان ذلك قبل تلتقية، قبل أن تحبه. قبل أن يدخل حياتها ويبعثر أوراق الماضي.

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن