الجزء الحادي عشر

7.8K 210 4
                                    

انتبه الأستاذ سيف إلى يد مي التي كانت تمررها على شعر سارة؟ كانت ترتجف بوضوح. بدت متوترو وقلقة جدا.
" مي!" ناداها بنبرة خفيفة " لا تقلقي سوف تكون بخير "
لم تتكلم بل هزت رأسها مجيبة.
نهض الأستاذ سيف وهو يقول سوف اتصل بزوج حنان، ثم اتجه مبتعدا ععدة خطوات و أجرا عدة مكالمات كما وهو واضح ثم عاد وجلس مكانه
" يقول بأنه سيأتي على أول رحلة "
" استاذ سيف !" كأن صوتها ندا قلبه أحس بنغمة غريبة في صوتها وهي تنطق اسمه.
التفت إليها ب " نعم" تخرج من أعماقه.
قالت وهي مطرقة بصرها على الصغيرة النائمة " هلا أخذت سارة سأذهب لأصلي "
" طبعا " أجابها وانحنا يلتقط البنت. كان قريبا جدا منها مما جعلها تتوتر أكثر، لكن رائحة عطره لها أثر المخدر على دماغها يشل تفكيرها وتصرفاتها.
قالت وهي تنهض في محاولة لابعاد المشاعر التي اجتاحتها " لا أعرف لم تنام كثيرا اليوم فقد كانت نائمة قبل أن نأتي "
رد عليها يطمئنها وهو يضعها على كرسي فارغ طويل " الصغار ينامون حال شعورهم بالملل"
قالت وهي تنسحب بهدوء " حسنا سأذهب الآن"
غمز لها الأستاذ سيف محاولا تلطيف الجو " لا تنسي أن تدعي لي "
سرت رعشة في جسدها وانعقد لسانها ما كان منها إلا أن تترك المكان على عجل. سمعته يضحك من خلفها، اذا لاحظ احراجها.

انتهت عملية حنان على خير الحمدلله وبقيت تحت الملاحظة حتى آخر اليوم. المولود كان ذكرا وصحته جيده لكن هو الآخر بقي أيضا تحت الملاحظة.
حين نقلت حنان إلى غرفة خاصة تمكن الأستاذ سيف ومي من رؤيتها والاطمئنان عليها. كانت شاحبة و متعبة من بعد العملية.
" الحمدلله على سلامتك اختي" كان هذا الأستاذ سيف الذي أعقب قائلا " كنت تخفين في ذلك البطن الكبير بطلا كخاله"
ضحكت حنان لتتألم " سيف لا أستطيع أن أضحك أرجوك" كانت تمسك مكان الألم
مي كانت مستغربة كل يوم تكتشف شيئا في شخصية الأستاذ سيف فلم تتوقع أنه يحب النكت.
" حمدلله على سلامتك حنان"
نظرت حنان إلى مي الواقفة في الزاوية لتقول بأسف " عزيزتي مي آسفة لأني جعلتك تخوضين هذه التجربه بهذه الطريقة "
هزت مي رأسها نفيا وهي تحمد الله في داخلها أن الأمور سارت على مايرام. " سلامتك أهم "
سارة كانت تطل من الباب بين فنية وأخرى ثم سألت والدتها " أمي متى يحضرون أخي "
وما أن أنهت جملتها حتى دخلت الممرضة تدفع سريرا زجاجيا و هي تبتسم ببشاشة و تقول " حان وقت اللقاء " ثم حملت الصغير بعد أن لفته جيدا بالأغطيه وناولته برفق لأمه التي ما ان احتضنته حتى انهمرت دموع الفرح. قفزت سارة " أريد حمله أيضا أرجوك أمي "
" انتظري يا سارة " ثم التفتت نحو سيف وقالت وهي تناوله اياه " اذن في أذنه يا سيف "
ابتسم سيف مجيبا لأخته وحمل الصغير برفق وقرب شفتيه من أذنه وبدأ يأذن بصوت خافت" الله أكبر الله أكبر......." التقطت حنان الهاتف وبدأت تصور
مي كانت تقف وجميع انواع المشاعر الجياشة تجتاحها تقاوم دموعها التي تكاد تسقط لمنظر هذا الجو الأسري التي لأول مرة في حياتها تعيشه. لأول مرة ترى هذا الحب وهذه الأخوه و الحنان. كانو يتبادلون مشاعر دافئه فيما بينهم لا تعتقد بأنها ستعيشها يوما من الأيام أو ستتشاركها مع أحد. فضلت الانصراف فقد خشيت ان تحسدهم على ما هم فيه، وحال ما استدارت " مي!!" هتف باسمها يستوقفها " هل تريدين حمله "
قالت وهي تداري دمعتها " لا أعرف كيف "
تقدم منها يشجعها وهو يناولها اياه " لفي يدك حوله فقط" وضعها امام الأمر الواقع فماكان منها الا أن تتلقفه وتحيطه بذراعيها. شعور غريب وكأنها تحمل كائن غريب بين يديها. كان الصغير يحرك يديه ويفتح عينيه ثم يغلقها بكسل. كم هو مخلوق لطيف، حاولت أن تحافظ على هدوئها لم تحمل مولودا قط. ارتجفت يديها وخشيت أن تسقطه لكن سيف وضع يده خلف ظهر الصغير وهو يقول " مارأيك ماذا سنسميه؟ "
هل يسألها هي عن اسم المولود ؟ أليس امه من يجب أن تسميه أو والده ؟
كان قريبا جدا، ينظر الى عينيها مباشرة ويبتسم لها. قالت تتهرب من الموقف " اتمنى أن تأخذه مني أخشي أن أسقطه"
حمله وهو يوجه كلامه لحنان " ماذا ستسمينه يا اختي "
قالت حنان وهي تتناول صغيرها " سيف...فلا أحد أحب على قلبي منك يا أخي"
طوق سيف كتفي اخته بيد يضمها اليه ويقبل رأسها " وانتي أيضا غالية علي "
سارة بكت فجأة " ما الأمر صغيرتي " سألتها مي
قالت الصغيره " أنتم لا تحبونني كلكم تحبون سيف " ضحك الجميع عليها وعلى براءتها. حملها الأستاذ سيف ثم رفعها عاليا وهو يقول " أنتي حبي الأول والأخير يا سارة " ضحكت الصغيرة وهي تحلق عاليا. مي لم تحتمل احست نفسها تقف في مكان خاطئ فهذا الجو لا يناسبها. حملت نفسها وخرجت.

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن