الخامس والعشرون

5.9K 120 3
                                    

جذبتها هند من يدها وأجلستها " اجلسي مكانك يا حمقاء كيف ستذهبين اليه "
قالت ريم متذمرة " ولكنني أريد أن أعرف من تكون"
أخيرا علقت مي وهي تطفئ لهيب الفضول الذي بداخلها " من ستكون برأيك؟ اما خطيبته أو زوجته أو حتى أخته "
" أنهيا طعامكما ولنذهب تأخر الوقت كثيرا "
حثتهما هند كي يغادرن المكان. عقل مي بقي معلقا عند تلك الطاولة خلفها. لم يخبرها بعودته؟ أم أنه لم يسافر أصلا؟ وهل هذه أمل التي معه؟ كم تتمنى أن تخيب كل توقعاتها. أحست بقلبها ينقبض للأفكار التي تدور في رأسها.

عادت الى المنزل وأخذت تفكر وهي تذرع المكان ذهابا وايبا. تمسك هاتفها في يدها تنتظر أن يتصل بها و تقاوم الاتصال به. عقلها مشوش تماما. وجدت نفسها تتصل به أخيرا " مرحبا مي " جاءها صوته الهادئ. ردت عليه " مرحبا، كيف حالك " قال مختصرا " بخير، نصف ساعه وأكون عندك "
لم تتوقع هذا الرد، ارتبكت لم وتعرف ما تقول " حسنا اذا اراك بعد قليل"
اغلقت الخط وأخذت تنظر إليه وقلبها يدق طبوله. سيصل بعد لحظات، ماذا تفعل؟ هرولت مسرعة تنظر ال شكلها في المرآه لقد استحمت حال وصولها الى هنا شعرها مبعثر بطريقة فظيعة، وبحركة سريعة جمعته على شكل كعكة فوق رأسها بطريقة عشوائية وتركت خصلات خفيفة تحيط بوجهها. أخرج مرطب لشافاه وضعته بحركة خفيفه على شفتيها المكتنزتين. نظرت الى ملابسها قميص بيتي طويل ذا ياقة مفتوحة من الأعلى، ليس لديها وقت لتغيره. لا تدري لما أحست بالاحراج من نفسها لأنها تتهيأ للقاء سيف بينما هو قد عاد لتو من أمسية مع فتاة تفوقها أناقة وجاذبية. نزلت بسرعة لتجلس وتضع كتاب على ركبتيها تتصفحه وتستمع الى موسيقى كلاسيكيه من هاتفها. لا تريد بأن يعرف بأنها كانت تنتظره بينما قلبها كان يدق بسرعة شوقا للقاءه.
فتح الباب، التفتت اليه وهي تخفي لهفتها لمعانقته، ربما لو لم تره مع أمل لكان لقاؤهما مختلفا. " الحمدلله على سلامة " قالت له ذلك وهي تضع الكتاب على الطاولة أمامها ثم تقف ترحب به. تقدم منها ليقول برسمية هو الآخر " سلمك الله " جلس على أقرب كرسي باعياء وهو يتنهد ليضع ليضع غترته وعقاله جانبا ممررا أصابعه في شعره. لم تستطع كبت السؤال في داخلها " متى وصلت؟" نظر اليها بنظرات متفحصة " اليوم صباحا "
ارتبكت من نظراته لذا قالت متهربه " هل أعد لك القهوة ؟"
رد عليها " سيكون جيدا لو تكون ثقيلة "
اتجهت نحو المطبخ تفكر وتتمتم لنفسها " اليوم صباح ولم يعد حتى الآن ؟ أكاد أجن حتى أعرف ما الذي يفعله مع أمل تلك "
عادت بقهوتها ووضعتها عاى الطاولة أمامه. كام يرجع رأسه الى الوراء مغمض العينين. أخذت خاصتها واحتست منها قبل أن تقول " أرا أنك متعب "
تناول قهوته و ارتشف منها ليقول " قليلا " ثم جال ببصره في أرجاء المكان قائلا " أرى أنك أضفتي بعد اللمسات على المنزل "
ابتسمت لأنه لاحظ التغيير الذي أجرته " كنت أشغل أنفسي بأشاء مفيدة "
ابتسم " حقا ؟ والمذي فعلته أيضا "
تحمست وهي تخبره حتى أنها نسيت أمر أمل للحظات " لقد تقدمت لعدة وظائف كما أنني اقوم ببعض الأمال التطوعيه "
تحمس هو أيضا لحماسها " هذا رائع يا مي "
تأملها قليلا قبل أن يقرص خدها مداعبا " هل امتلأت وجنتيك قليلا يا ترا "
اصطبغ وجه مي باللون الأحمر، أشاحت عنه لتقف وتهرب عنه بارتباك. ضحك على خجلها بصوت ليقف ويلحق بها. أدارها نحوه " لم كل هذا الخجل يا مي "
ارتبكت لقربه منها وارتبكت اكثر للبتسامته التي تفقدها توازنها. كانت لا تزال تمسك بكوب القهوة الذي أوشك على الانزلاق من يدها. وجدت نفسها تقول " لم كنت مع أمل " صمت لبره وكأنه يستوعب سؤالها ليسألها " من أين علمت..." قاطعته مندفعة " كنت بصحبة البنات في نفس المطعم الذي تناولتما فيه طعام العشاء " اردفت ساخرة " كنتما منسجمين للغاية.
اقترب منها أكثر وهو يبتسم لها بمكر مما جعلها تتراجع للوارء. قال بصوت أقرب للهمس " ماذا يا مي هل تغارين؟"
تسارعت ضربات قلبها، وعينيها تعلقت بعينيه الساحرتين أوشكت على اسقاط الكوب لو لم يلتقطه ويضعه جانبا.
" هل تغارين منها الآن وأنتي التي كنتي تشجعيني على الزواج منها. "
أخذ صدرها يعلو ويهبط. تلمس بأصابعه موضع نبضها ليقول بصوت أجش " مي افعلي شيئا غير النظر إلي بهذه الطريقة"
تسللت أصابعه من على عنقها الى وجنتها الملتهبه لينحني ويلثم خدها بخفة. رفع رأسه ينظر الى ردة فعلها. كانت تقف متخدرة. قال وهو يمرر ابهامه على شفتها السفلى " ماذا فعلت بنفسك حتى ازدت جمالا هكذا " ادرأت ريقها لتحاول تحريك لسانها المنعقد. جذبها نحوه أكثر يضم جسدها الضئيل اليه و يعانقها بشوق. لا إراديا استجابت له لتجتاحها مشاعر لأول مرة تختبرها في حياتها جعلت رأسها يدور وكأنها في حالة سكر. قدميها لا تلامسان الأرض بل كانت متعلقة به وهو يضمها بلهفة إليه.
دق ناقوس الخطر عندها. حاولت أن تتملص منه. أخذت تتلوى بين ذراعيه. أخيرا أفاق من دومة لهفته ليتركها فجأة حتى كادت تسقط أرضا.
كان جسدها يرتجف ونفسها ضيق تأخذ شهيقا بصعوبه. قال لها " ما الأمر، هل أنتي بخير "
حاول الاقتراب منها يتفقدها الا أنها ابتعدت عنه تلهث. " ما الذي أصابك " كانت تنظر اليه بعينين غريبتين وهي ترتعش.
" مي أرجوك قولي شيئا"
كان خائفا عليها، بدت غريبة، أما هي فقد كانت تنظر إليه وكأنه شخص آخر ليس سيف الذي تعرفه. جثت على ركبتيها تلتقط أنفاسها وتمسح بعصبية دموعها المنهمره. ركع قربها بعد أن فهم ما الذي حصل لها " هل تذكرتي..."
قاطعته باكية " أنا آسفة آسفة آسفة ..."
أخذت تردد بهستيرية و تمسح كل دمعة تسقط بيديها المرتجفتين. تردد قبل أن يضمها عليه ويقول متأسفا" أن من يجب عليه الإعتذار يا مي " تألم على حالها ولام نفسه كثيرا لأنه فقد السيطرة على نفسه انجرف خلف مشاعره.
بكت بحرقة كما لم تبكي من قبل لأنها لا تستطيع النسيان، لأنها تخيلت ذلك الحقير مكان سيف، لأنها حولت مشاعر الحب المشاعر خوف ورعب.
سألها بعد أن شربت كمية من كوب الماء الذي بين يديها " هل تشعرين بتحسن "
هزت رأسها مجيبة دون أن تنظر اليه فهي تشعر بالاحراج منه. التقط يدها " انسي الأمر "
قالت تغير الموضع " لم تجب على سؤالي "
فهم أن أنها تقصد أمر أمل. أجابها بصراحة " كنت أخبرها بأن لا تبني آملا علي "
نظرت اليه مذهولة فهذا آخر شيء توقعته. تابع " كان علي أن أوضح لها موقفي من الموضوع و ستخبر والدها بأنها لا ترغب بالزواج مني" أردف منهيا الموضوع " أساسا والدينا من رتبا أمر زواجنا والمسكينه تعتقد بأنها رغبتي "
سألت مي قلقة " كيف كانت ردة فعلها ؟ هل حزنت ؟"
نظر سيف الى عيني مي " هل تهتمين لمشاعرها ؟"
تهربت مي من نظراته " لا شيء أصعب من كسر قلب امرأة "
" اطمئني فقد كانت ممتنة لي لأني وضحت لها الأمور وأخبرتها بأني وضحت لوالدي كل شيء لكنها طلبت مني أن تخبر هي والدها برفضها"
تنهدت مي بارتياح ثم سألت " كيف كانت سفرتك ؟ "
قال " نفذت القسم الأول من شروط أمي وهو أن أعمل مع والدي وكمهمة أولى أرسلني لتعاقد مع أحد الشركات خارج البلاد "
ارتحل بفكره بعيدا الى ذلك اليوم الذي تشاجرا فيه والاقتراح الذي قدمه الطبيب النفسي " هل سمعت بمقولة اللبوة تلقي بصغارها في الوادي ؟"
أجاب سيف " نعم يا دكتور وما علاقة ذلك في موضوعنا؟"
قال الطبيب وهو يترك كرسية خلف المكتب ويجلس قبالة سيف " أنت أخبرتني أنك أول ما التقيتها كانت شخصية قوية أو هذا ما ظننته. هي الآن تتعلق بك أكثر لذا تتكل عليك أكثر لأنها تجدك دائما معها لتساعدها."
" أنت تقول بأن أترك لها مجال تتدبر أمورها وحدها؟" استنتج سيف قصد الطبيب الذي أكمل عنه " طبعا في ظروف مناسبة وبيئة آمنة بالنسبة لها"
تابع الدكتور " يجب أن تدعمها لا أن تكون لها حلا في جميع مشاكلها وبالتدريج ستلاحظ الفرق "
قال سيف مترددا " ألن تنتكس حالتها "
أجاب غير واثق " هناك دائما مجازفة "
عاد الى أرض الواقع وهو يسمعها تقول " تستطيع استخدام الغرفة الأخرى "
الحمدلله هناك تقدم ملموس فهاهي استطاعت أن تشق لنفسها طريقا من دون مساعدته.
قال مداعبا اياها وهو يقف و يمدد ذراعية " وأخيرا سأنعم بسريرا مريح "
صعدا الدرج معا ليفترقا عند نهايته.

في اليوم التالي استيقظت مي متأخرة. فتحت عينيها لكنها لم تنهض بل ظلت تحدق بالسقف وتسرح بفكرها بعيدا . ليلة البارحة بالكاد استطاعت أن تنام فقد ظلت صور من الماضي تدفق من مخيلتها مصطحبة ذكرة تلك الليالي السوداء معها. انقلبت على جنبها وهي تتذكر ما حدث ليلة البارحة وكيف ارتعبت من سيف فجأة وقرنته بذلك المتوحش. لكن سرعان ما ندست تحت الغطاء وهي تتذكر نظرات سيف لها ولمساته وكيف قبلها بحرارة. وضعت يدها على قلبها وهي تعض على شفتها. أزاحت الغطاء فهي تحس بحرارة في جسدها. وضعت يديها على خديها المشتعلين لتتذكر كيف قال أن وجنتيها امتلأتا. ركضت نحو المرآة تنظر اليهما ربما هما كذلك. وقع بصرها على الساعة على طاولة الزينة، انها العاشرة والنصف يجب عليها أن تنزل وتجهز الافطار قد يكون سيف صحى قبلها. اخذت تجهز نفسها بسؤعة لكن بعناية. ارتدت فستان نهاري باللون الزهري من الشيفون. كان بسيطا للغاية طويل الا أنه يكشف الذراعين وينعقد على خصرها بشريط أزرق منساب بنعومة على جسدها. ربطت شعرها الى الخلف ورشت عطرا برائحة خفيفة وباردة. بعد أن تأكدت من شكلها همت بالنزول لكنها قبل ذلك مرت على غرفة سيف تتفقده. كان الباب مغلقا. فتحته على مهل. كان لا يزال نائما. نزلت لتعد الافطار الذي جهزته بأدق تفاصيلة ورتبته على طاولة في الحديقة فالجو لطيف وفي غاية الروعة. التقطت القطة اللتي كانت طوال الوقت تلاحق خطواتها " ماذا يا قطر الندى دعيني اليوم فقد أنشغل عنك"
" يبدو أن قطتك تعودت على الدلال " جاءها صوته من الخلف. التفتت تحييه بابتسامة " صباح الخير "
اقترب منها ليطبع قبلة على خدها بخفة " صباح الخير زوجتي العزيزة"
انتعش قلبها لسماعها كلماته. يبدو مرتاح جدا اليوم فقد انزاح عبئ كبير عنه كما يبدو.
جلس قبالها ليظل ينظر عليها قائلا " هلا وضعت هذه القطة جانبا فقد بدأت أغار من اهتمامك بها "
وضعتها على الأرض برفق وانضمت اليه. قال بنبرة جادة " مي سآخذك الى منزل العائلة وقد تنتقليز للعيش هناك "
فغرت فمها من الصدمة. أكمل " يجب عليهم تقبل فكرة أنني أخترت زوجتي وحياتي الخاصة"
لم تعرف ماتقول فهي تعلم ردة فعل والدته حتى الآن فكيف ستكون ردو فعل والده. مد يده عبر الطاولة ليمسك بكفها " لقد تحدثت الى أبي وهو يرغب برؤيتك "
ذهلت أكثرت وانعقد لسانها جزء منها سعيد بما سمعت وجزء منها خائف مما سمعت. أخيرا استطاعت أن تتكلم " لكن كيف أقنعته " قال سيف وهو يسرح بعيدا " لم اقنعه أخبرته فقط " أردف هذا ليس مهما، نظر إليها برجاء " المهم أنت هل أنت مستعدة على العيش معي في منزلنا "
أطرقت بصرها عقلها تشوش تماما لقد فاجئها. ثم قال بجدية أكثر " هل أنت مستعدة ليكون زواجنا حقيقة ونعيش كزوجين ؟"

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن