الرابع عشر

7.4K 240 4
                                    

استيقظت وهي تحس بالدوار، لقد كان نومها متقطعا طوال الليل من شدة جوعها. فبعد ان صادفت ابن شريفة علي في المطبخ لم تستطع النزول مجددا. كما أن صورة الأستاذ سيف ونظراته لا تغيب عن ذهنها أبدا.
نظرت إلى هاتفها، انها السادسة والنصف صباحا. كما أنه لم يرسل لها شيئا. هل ترسل هي له بدلا من أن تنتظر منه شيئا؟ لكن ماذا لو تجاهلها؟ ومالذي سيفكر به؟ لا يهم هي لا تتحمل الوضع هذا، لا بد وانه منزعج منها لذا يتعامل معها ببرود هكذا. كتبت بسرعة قبل أن تتراجع " صباح الخير" ثم ضغطت زر الارسال وانتظرت الرد وقلبها يكاد يخرج من مكانه. صدرت نغمه فز قلبها معها، كان رده " صباح الخير " ابتسمت بسعادة لانه لم يتجاهلها.
ظلت تحدق بالهادف هل تكتفي بذلك؟ انتبهت الى أنه يكتب شيئا انتظر بحماس حتى يرسل " هل نمت جيدا؟"
لم تتوقع سؤاله؟ هل يشعر بها أنها عانت تطوال الليل كي تنام. فكرت في الرد قبل أن تكتب " ليس جيدا " حاولت أن يكون جوابها عاديا، أضافت " ماذا عنك". أرسل " ليس جيدا" أحست بأجابته مقتضبه كاجابتها. أرسلا معا " لماذا لم تنم جيدا؟"
ابتسمت لتصادف السؤال، انتظرته يجيب " كنت أفكر بك "
يفكر بي ؟؟ ارتجف قلبها وكذلك اصابعها التي تمسك بالهاتف. ظلت تحدق بكلماته لم تعرف بما ترد. كتب هو " لم أشأ أن أعاملك بتلك الطريقة" من بين مشاعرها المرتبكه تسلل شعور بالفرح الى قلبها، اذا هو يريد أن يعتذر . كتبت تسهل الموضوع عليه فهي تعلم بأنه يكره الاعتذار " لا بأس لقد كنت غاضبا"
رد عليها وكأن شعور الغضب عاد إليه " تعلمين موقفي من جاسم"
ماذا الآن هل سيتطرق الى الحديث عن جاسم؟ كرهت ذلك لذا ارادت أن تنهي الموضوع " أعدك أن تبقى علاقتي رسمية معه، لن أغضبك مجددا"
ارسل مع ايقونة وجه مبتسم " هذه تلميذتي "
تخيلت وجهه المبتسم أمامها و أحست بالسرور لأنه لم يعد غاضب عليها " لكن لا تعاملني كما فعلت مجددا "
أرسل " لن أتحمل رؤيتك معه"
ماذا يقصد ؟!! فكرت مي ببلاهه، أرادت أن تسأله لكنه سبقها " أراك في الكلية" منهيا الحديث.
تنهدت بارتياح، فكرت والابتسامة تعلو وجهها المرهق من قلة النوم، حسنا فعلت بمراسلته.
نهضت بحماس من مكانها وتجهزت للذهاب للكلية فهي لا تطيق صبرا حتى تراه.

كان والدها زوجته وابنها يتناولون الفطور. لم تستطع العبور فيجب عليها أن تتناول شيئا قبل الذهاب. جلست قرب والدها بعد أن ألقت التحيه. وبدأت تتناول طعامها على عجل فهي لا تشعر بالارتياح ابدا وسط هذه العائلة. رغما عنها كانت تحس بشيء من الخوف والتوتر. كان الجميع يرمقها بنظرات متفحصه خصوصا علي الذي كان لا يرفع بصره عنها ابدا. سمعت صوتا انثاويا يلقي التحية وحين رفعت بصرها كانت امرأة لاول مرة تراها جلست قرب علي، لابد أنها زوجته قالت " لابد أنك مي " كانت تبتسم لها بصدق " كيف حالك؟ " سألتها لتجيب برسمية " بخير " ثم نهضت مي من على السفرة على عجل فقد تناول مايقيم صلبها.
حين نزلت من السيارة أرادت أن تطير حتى تلقاه. لكنها استتفهت نفسها على هذه اللهفة وأنبت نفسها بأن تتعقل فماذا سيظنه عنها.
حين كانت تطلب قهوتها فكرت بأن تلطب له هو الآخر. سألت المضيفة ان كان طلب قهوته أم لا فهي حتما تعرفه بما أنه يتردد على المكان. أجابتها بالنفي. أخذت القهوة وسارت الى مكتبه وحمدت الله أنه موجود. قرعت الزجاج بخفة ليلتفت نحوها ويبتسم حين رأها. رفعت كوب القهوة مشيرة بأنها أحضرتها له. فتح الباب لتقول بمرح " صباح الخير "
قال مسرورا برؤيتها سعيدة "ما سر نشاطك هذا اليوم؟"
التقط الكوب منها " تفضلي بالجلوس "
قالت بصراحة " لا أدري أحسست بطاقة ايجابية حين زال التوتر الذي بيننا"
ارتشف من قهوته وهو ينظر اليها مسرور بسعادتها أكثر من السبب نفسه. أطرقت رأسها لشعورها بالخجل من نظراته.
بالنسبة لمي كانت هذه اللحظة أسعد لحظة عاشتها في حياتها، كانت تشعر بسعادة غامرة، تحلق في سماء وردية. وقلبها يرقص فرحا. ففكرة أن الاستاذ سيف يهتم لامرها يجعلها تتنفس الحياة من جديد. وفكرة أن هناك علاقة مجهولة الهوية تربطهما يجعل العالم يتلون من حولها.
رن هاتفها لتلقي عليه نظرة، كان جاسم لذا لم تجب ووضعته على خاصية الصامت كما لم تفتها ردة فعله وهو يضع كوب قهوته على الطاولة امامه حتى كادت تنسكب منه.
" وهل أعطيته رقم هاتفك؟ " لم يستطع تجاهل الأمر على مايبدو.
قالت تحاول أن تمتص غضبه الذي لا تجد له مبررا " نحن نعمل معا فطبيعي أن يكون بيننا تواصل "
عليها أن تهرب منه قبل أن يزداد الأمر سوءا لتقول على عجل " لدي عمل كثير علي انجازه كما أن اليوم هو موعدنا مع المدرسة "
أجاب " اذا نلتقي هناك"

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن