الجزء الثامن

9.1K 271 3
                                    

يا إلاهي كيف ارتمت في حضه هكذا، غطت وجهها بيديها محرجة. ماذا سيقول عنها الآن؟ كيف سمحت لنفسها بأن تنهار أمامه. دمها يغلي من شدة الاحراج والخجل، كان تصرفا غبيا وطفوليا. لقد غاب عقلها كليا في تلك الحظة.
أخذت تجمع أشياءها في حقيبة عملية وهي غاضبة من نفسها والآن كيف تذهب معه؟ ماهذا الغباء رمت حقيبتها أرضا حتما هي لن تذهب معه، طبعا، عادت وتراجعت ماذا لو انهارت مجددا ودخلت في حالة الهذيان تلك وسمحت لنفسها أن تنهار وتخرج عن السيطرة على تصرفاتها؟ ماذا لو فكرت مجددا كما قال؟
هل تثق به وتذهب معه؟
وجدت نفسها تقف أمامه وهي تحمل حقيبتها " إلى أين ستأخذني؟ " كان لايزال ينتظرها عند الباب
قال لها وهو يرى مدى ترددها " سآخذك إلى منزل أختي "
" أختك!!" فاجأها فهذا آخر شي كان من الممكن أن تفكر به
" سيكون من الأفضل لك أن تبقي عندها بضعة أيام فأختي شخص طيب، هي متزوجة ولكن حاليا تعيش وحدها لأن زوجها خارج البلد"

أحست بشيء من الارتياح حين فتح الباب وخرجت منه شابة في الثلاثين من عمرها بشوشة الوجه شعرها ناعم قصير يلتف بنعومة حول وجهها الممتلئ، ترتدي فستانا أصفر واسع فهي تنتظر مولودها خلال شهر على أغلب الظن.
" سيف " هتفت الشابة ثم قفزت إليه تعانقه " لم أرك منذ فترة " ثم حولت نظرها إلى مي وسألت بارتياب
" من هذه ؟!"
أشار لمي بأن تتقدم ليقول " هذه مي" ثم عاد ليشير ناحية اخته " وهذه أختي حنان"

"سيف من هذه ؟!!"
أحست مي بالاحراج وبأن موقفها هذا سخيف وخاطئ ماكان عليها المجيئ معه. استدارت تريد العوده لكنه منعها " مي توقفي " ثم قال لأخته و في صوته نبرة من التحذير لكي لا تقفز بأفكارها. " لا تتسرعي يا حنان سوف أخبرك بكل شيء " ثم تنهد ليقول بعدها " والآن هل سيطول وقوفنا على الباب هكذا؟"
" تفضلا بالدخول " قالت ذلك وهي لا تزال تتفحص مي بعينيها.
جلست مي على كرسي منفرد في غرفة الجلوس حائرة، مترددة، نادمة على مجيئها. خجلة وغاضبة من نفسها. تبادلت النظرات مع الأستاذ سيف الذي كان يشجعها ويدعوها بأن تثق به، في الأساس أصبحت تثق به كالعمياء لكن منذ متى حدث ذلك لا تعلم. إن زمام الأمور بين يديه الآن. قالت حنان التي همت متجهة نحو المطبخ " سيف هلا ساعدتني قليلا" مي تعلم بأنها تريد أن تنفرد به كي تعرف حكايتها.

" هيا من هي تلك الفتاة ؟" كانت أخته مستاءة تطلب توضيحا فهي حتما تشك بأن هناك أمر ما خاطيء. قال لها بهمس " اخفضي صوتك لا أريد لمي أن تسمع "
وضعت يديها على خصرها " وتخاف على مشاعرها أيضا" ثم سرعان ماغطت يدها بفمها وهي تشهق " أم أنك تزوجت بالسر ياسيف سوف تقتل أمي حتما " صفقت بيديها وهي تقول " لا حول ولاقوة إلا بالله "
اقترب منها سيف وأمسك بكتفيها ليقول بنفاذ صبر " أي زواج يا حنان أعطيني فرصة كي أخبرك "
قالت وهي تجلس على كرسي قريب " دعني أجلس أولا فأنا لا أتحمل الصدمات " جلس قربها وهو يتوسلها أن تفهم " أرجوك مي أنصتي إلي جيدا " أكمل حين صمتت مصغية " مي هي إحدى طالبات التي تعمل معي على مشروع ما "
هتفت مصدومه" ماذا؟؟ "
ثم عقدت حاجبيها " سيف تكلم ولا تحرق أعصابي "
" إنها وحيدة لتو توفيت المرأه التي تعتني بها ليس لديها عائلة والمرأة أمنتني عليها "
قاطعته " خيرا إن شاء الله ولماذا وضعتها أمانة عندك "
أجابها " لا أعلم"
" وماذا تفعل عندي ؟"
قال مختصرا " كي تبق معك بضع أيام حتى يزول حزنها وتتدبر أمورها إنها منهارة يا حنان"
ثم أردف " أنت طيبة وستعتنين بها لبضعت أيام وكما أنها ستسليكي في غياب زوجك"
نظرت إليه بطرف عينها وهي تفكر ثم قالت " انهض لقد تأخرنا عليها"
أعدت القهوة بسرعة بالجهاز الذي معها وحملت الأكواب إلى غرفة الجلوس
مي نهضت من فورها حين رأتهم مقبلين " كان مجيئي إلى هنا خطئا سوف أذهب حالا"
تنهد الأستاذ سيف بنفاذ صبر لتقول حنان وهي تضم كفي مي بين يديها " سوف أكون مسرورة باستضافتك يا مي" ثم تابعت " دعينا نتعرف جيدا على بعضنا وقد نكون صديقتين جيدتين من يدري "
تنهد الأستاذ سيف هذه المره مرتاحا وهو يبتسم. ابتسمت مي وأومأت مجيبه.
أحس بها اطمئنت. في داخله شكر اخته على تفهمها للوضع. أحس بالارتياح وكأن عبئا إنزاح عن كاهله. أخذت حنان تثرثر بينما هما كانا يحتسيان القهوه ويتبادلان النظرات بين الفنية والأخرى. ومي كعادتها تحاول أن تهرب بعينيها عن الأستاذ سيف. قال الأخير وهو يقف بعد أن أنها كوب القهوة خاصته " سوف أذهب الآن " نهضت مي خلفه وكأنها خائفة من أن يتركها ويرحل لكنها بقيت صامته لم تعترض. قال لها " هلا رافقتني إلى الباب يا مي " لحقت به ليقول لها " مي ستكونين بخير هنا لكن إن احتجتي إلى شيء اتصلي بي وغدا ستذهبين إلى الكلية يكفي مافاتك " أومأت مطيعة دون أن تقول شيئا. شعر بها تخفي غصة في حلقها " مي ؟" لكن مي أشاحت عنه
" ابقا على الغداء يا أخي " نادته حنان من غرفة الجلوس
" في المرة القادمة يا حنان " ثم عاد ليقول لمي هامسا
" مي لا أريد أن أرحل وأنا منشغل عليك"
نظرت إليه وهي تجبر نفسها على الابتسام لتطمئنه " سأكون بخير "
نبهها قبل أن يرحل " من المؤكد بأن أختي ستطرح عليك عدة أسئله لا داعي بأن تجيبها إن لم تريدي ذلك"
ثم خرج وهو يدعو الله أن لا تدخل في حالة هستيريا كسابقتها. كان يود البقاء معها دون أن يتركها ولو لدقيقة واحده لكن ماذا عساه أن يفعل.

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن