الجزء السادس

10K 265 2
                                    

كانت صوت أقدامهم وهم يركضون في أروقة قسم الطوارئ تملؤ المكان. مي تسأل كل من تلقفه وهي مرعوبة و الأستاذ سيف ومعه الأستاذ لمى يلحقان بها. وأخيرا وصلت للغرفة التي كانت ترقد فيها خالتها والأجهزة موصولة لكل جزء من جسدها. نظرت مي من خلف الزجاج وهي تذرف الدموع على منظر تلك المرأة الشاحبة الفاقدة الوعي. كانت ممرضة تقف قربها وتسجل قراءات الأجهزة حين خرجت تلقفتها مي " كيف هي ؟"
الممرضة نظرت إليها بارتباك " هل أنت وحدك ؟"
هنا تقدم الأستاذ سيف " لا ليست وحدها نحن معها "
قالت الممرضة وهي تضع يدها على كتف مي " اطمأني إن وضعها مستقر الآن سيأتي الطبيب ويشرح لكم التفاصيل " قالت مي على عجل " هل يمكنني الدخول ؟"
ردت الممرضة وهي تضغط على الزر ليفتح الباب " لدقائق فقط وحاولي أن تبقي هادئة"
دخلت مي وهي تمسح دموعها وكأن خالتها ستراها. حين أصبحت قربها، انحنت لتقبل رأسها ثم قالت وهي تمسح عليه سوف تتحسنين أليس كذلك؟ ستكونين بخير ؟ كان صوتها مخنوقا فهي تحس بغصة في حلقها. ضمت يدها الذي رسم الزمن خطوطه عليها لتقبلها. ظلت تنظر إليها بصمت وقلبها يعتصر ألما عليها، ممددة على السرير بلا حول ولا قوة والابتسامة الحنون الدافئة قد تلاشت من على وجهها. خالتي مريم لقد احتضنتي وربيتني كأنني ابنتك من لحمك ودمك لا اعلم ماذا سيصيبني ان حدث لك مكروه. سالت دموعها مجددا التي ما كادت أن تجف لتمسحها بسرعة بظاهر يديها. خرجت حين أشار لها الأستاذ سيف، لتو ادركت وجوده، لقد لحقها من الكلية إلى المشفى!! جاء الدكتور ليشرح لهم عن وضع الخالة مريم. " كانت أزمة قلبية جادة" شهقت مي ووضعت يدها على قلبها. تابع الدكتور " ستبقى في العناية حتى يتبين لنا وضعها ويستقر جيدا".

كانت تقف تنظر من خلف الزجام وصوت الدكتور يتردد في أذنيها " كانت أزمة أوشكت أن تودي بحياتها لكن الحمدلله لم يحدث هذا "
" هل تودين الاتصال بأحد من أهلك " كانت هذه الأستاذة لمى تسألها وهي تضع يدها على كتف مي. هزت مي رأسها نافية وهي لا تقوا على الكلام. " لم لا ؟" سألتها متعجبة " تحتاجين الى أحد بقربك " تقدم الأستاذ سيف منهما ليقول للمى " يمكنك الذهاب سأبقى أنا لبعض الوقت" لكن مي قالت معترضة " تستطيعان الذهاب سأتدبر أمري " ثم تابعت شاكرة " شكرا لكما "
مضى وقت مي و هي تنتظر أمام باب غرفة العناية، تارة تطل على مريضتها لتطمئن عليها وتارة تجلس ترتل كلام الله وتدعو لها بالشفاء العاجل.
كانت تجلس في صمت وهي غارقة في التفكير حين قدم لها الأستاذ سيف كوب من القهوة " تفضلي " رفعت بصرها إليه متفاجئة " ألم تذهب ؟ "
" لقد عدت"
" لم؟"
أجابها " كيف لي أن أتركك وحدك ... هيا خذي اشربي سوف تفيدك " قال ذلك ليجلس قربها يفصل بينهما مقعد فارغ أسند رأسه الى الجدار وهو يتنهد مما لفت انتباه مي إلى الوقت كانت الساعة المعلقة على الجدار تشير إلى الثالثة مساء. هل كانت تجلس على هذا الكرسي كل هذا الوقت؟ ثم التفت نحو الأستاذ سيف يبدو أنه جاء مباشرة بعد أن أنها عمله، ياله من شخص شهم!
عادت ونظرت إلى كوب القهوة دون أن تحتسيه لتقول لنفسها " هل أصبح الغريب أحن عليك من القريب يا مي ؟"
" لا أعرف ذوقك لكنني خمنت، جربيها لنرى إن كانت تعجبك " كان يحاول تلطيف الجو واخراجها من حزنها على مرض الخالة مريم. ابتسمت لتجرب قهوتها ثم قالت "انها جيدة"

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن