الواحد و العشرون

6.4K 226 4
                                    

رفعت أصابعا المرتجفه تتلمس صفعة حنان وكأنها شعرت بها متأخرا الا أن الصفعة التي وجهت الى روحها كانت أقوى. تخيلت حياتها من دون سيف وتخيلت نفسها تعود الى عالمها المظلم كما تخيلت سيف يصب اهتمامه وحنانه على امرأة أخرى ويمضي تاركا اياها في ظلمتها.
شهقت وبكت بصوت عال، الهذا لم يأتي لزيارتها لعدة ايام،؟ هل يحاول أن يقطع علاقته بها بالتدريج؟ تعالت شهقاتها وألمها في قلبها يزيد. لكن ما بها أليست هي من رفضت عرضه الأول بالزواج بها؟ أليس من حقه أن يرسم طريقه وحياته الخاصة؟
حاولت أن تمسح دموعها المنهمره دون توقف.

" أمي أرجوكي لا تجبريني على معاندتك لن أذهب " قال لها بنفاذ صبر. لكن والدته رفضت وعقدت حاجبيها قائله " أنت لا تجبرني على تصرفات لا أستحبها"
تقدم منها وجلس قربها " أرجوك أمي أتوسل اليك أنا أحترمك وأحبك ولا أرضى أن أجرحك لكن هذه حياتي وانا حر فيها "
" أي حياة هذه التي انت حر فيها " جاءه صوت والده مزمجرا من خلفه.
هب واقفا يعلم تماما بأن مجابهة والده أكبر من مجابهة والدته " انها حياتي يا أبي "
تقدم منه والده " بل حياة الجميع " أردف " أنا لن أقطع علاقاتي بأخي بسبب طيشك "
نظر اليه غير مصدق " أي طيش؟ أتسمي تفكيري واستقلاليتي بحياتي طيش ؟ ولم تربطون حياتكم بحياتي "
احمر وجه والده غضبا وقال بنبرة أعلا " لأن رفضك لابنة أخي الوحيدة سيضعني في موقف محرج معه" تابع " ثم ألا تخبرني متى ستتزوج ؟"
أبعد سيف نظره عن والده وقال بشيء من الامتعاض " حين أقرر ذلك وسأجد الفتاة المناسبة"
تعلقت والدته بذراعه وهي تقول متوسلة بعد أن فقدت الأمل تقريبا " عزيزي ابنة عمك امرأة كاملة والكمال لله" ثم تغيرت نبرة صوتها تغرية " حسب ونسب وجاه ومال وجمال وثقافة لا ينقصها شيء"
نظر اليها سيف بحزم " حين أقرر الزواج أخبرك يا أمي "
قالت والدته في قرار نهائي ومحاولة أخيره " اتبرأ منك الى يوم الدين ان لم تتزوجها "
صعق سيف " ماهذا يا أمي ؟ الأمور لا تؤخذ هكذا؟"
زمجر والده " لقد دللته بما يكفي والآن لا يعمل لك أي اعتبار " التفت الى سيف " صدقني ان توترت علاقتي باخي بأي شكل من الأشكال لا أنت ابني ولا أنا أعرفك "
نفذ صبر سيف واستشاط غضبا من هذه العقليات الرجعية والمبادئ التي لا قيمة لها " هل ستفعلون بي كما فعلتم بحنان؟ تبرأتم من فلذة كبدكم لا تعلمون باي حال هي؟! كم أن قلوبكم قاسية "
وجه والده صفعة قوية اليه وهو يصرخ في وجهه " قليل التربية"
أحس سيف برأسه يرتج لا من الصفعة بل من الصدمة. جال بنظره بين والدته التي تقف مصدومة و والده الذي يقف لاهثا بعد أن انهكه الجدال. ليخرج غاضبا من المنزل لم يشعر بنفسه الا وهو ينطلق بسيارته ضاغطا على بنزين السيارة بسرعة جنونية. حتى وقف أمام الموج الهادر كهدير غضبة. من أي أرض خرجت يا مي حتى قلبتي كل موازين حياتي ؟ رغم أنك رفضتني الا أني لا أزال متعلقا بك! غضب من نفسه كثيرا لأنه اضطر على أن يغضب والديه. وغضب أيضا لانه غير قادر على اتخاذ أي قرار بخصوص علاقته بمي، فقط ينتظر، انه يخشى أن يضغط عليها وتبتعد عنه مجددا يكفيه هذا القدر الآن. يكفي وجودها في حياته. تنهد كل ما يعرفه الآن بأنه يحتاج لرؤيتها حتى يهدأ فهذا الجدال العقيم قد ارهقه كثيرا.

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن