السابع والعشرون

7.3K 209 3
                                    

طرق باب غرفة والدته بخفة ليفتحه حين سمع صوتها يأذن بالدخول.
" صباح الخير يا أمي " كانت تجلس تتصفح احدى المجلات.
التفتت إليه حال سماع صوته. عينيها كانتا تحكيان لهفة وشوقا لابنها الا انهما كانتا معاتبتين أيضا. آلمه كثير حين أشاحت بوجهها عنه وهي اللتي كانت تهلل مرحبة كلما لقيته. اسرع نحوها يقبل رأسها وكفيها.
" يكفي عتابا يأمي "
دمعت عينها بحزن ليضمها اليه " أمي انك تعذبينني كثيرا أرجوك كفى "
قالت له وهي تبعده عنها " ألا تظن بأنه آلمني كثيرا ما فعلته بي أنت؟ "
قبل يدها مرة أخرى " أمي جئت أخبرك بأني سأحضر مي لنعيش هنا و أطلب اذنك لذلك "
نظرت إليه "ماذا اقول لعائلتك وللناس حين يرونها فجأة هنا "
صمت لم يعرف بما يرد فهو مهما قال لن تقتنع. وضعت مابيدها جانبا لتقف متجهة الى خزانة ملابسها لتقول وهي وتتظاهر بالانشغال " سنقيم عرسا يليق بنا أولا وستدخل البيت بفستان الزفاف كأي عروس ..." لم تتم جملتها لأن سيف قفز يعانقها مسرورا. قبل رأسها ممتنا " شكرا لك يا أمي "
اخفت ابتسامتها على تصرفه الطفولي وهي تقول " هذا لا يعني بأنني راضيه "
اسرع مغادرا الغرفه دون أن يسمع بقية كلامها انه لا يطيق صبرا حتى يزف الخبر لمي حتما ستفرح لسماعه. فكر بأن يمر عليها في المركز ويصطحبها للغداء و يخبرها بهذا النبأ السار وفرصة كي يقضيان وقتا معا يزيلان توتر الايام الاخيرة.

كانت تحمل ملفها متجهة نحو الادارة حين سمعت الموظفات يتحدثن فيما بينهن وينظرن الى اتجاه معين " يبدو وسيما للغايه " لتقول الأخرى " انظري الى طوله وعرض منكبيه الرجولة تتحدث هنا"
استغربت مي من تصرفهن كالمراهقات. انتبهن لها لينادينها تنضم اليهن. ضحكت عليهن وهي تقول لهن " عيب يا بنات " وما ان وقع بصرها على الشخص الواقف برفقة المديرة حتى تفاجأت لتقول هاتفه " سيف!!"
ليهتفن هن أيضا " أتعرفينه؟"
اتجهت مباشرة نحوه لتسأله " ماذا تفعل هنا؟!"
استغربت المديرة من تصرفها الا أنها لم تعرها انتبها بل كانت تنتظر جوابا من سيف الذي قال " جئت كي اصطحبك "
ردت عليه وهي تمسك بيده تبعده عن مدى رؤية الموظفات " لم لم تتصل بي كنت أتيت بدلا من أن تأتي الى هنا"
ثم التفتت تنظر الى الموظفات. سيف فهم مقصدها ليقول مبتسما بصوت قريب من الهمس " هل تغارين علي يا مي ؟"
حدجته بنظرة أثبتت كلامه " اذهب الى السيارة سآتي حالا"

صعدت الى السيارة وهي تشتعل من الغيرة. شعور لأول مرة في حياتها تحس به. شعرت بأنه ليس من حق أي أحد أن يشاركها النظر اليه حتى.
" لقد اتصلت بك عدة مرات "
نظرت الى هاتفها دون أن تقول شيئا، بالفعل هناك خمس مكالمات لم يرد عليها.
قال مغيرا الموضوع " لدي خبر سيفرحك حتما "
نظرت اليه متسائلة. كان يبتسم ابتسامته الجذابة تلك التي افتقدتها كثيرا مؤخرا. اذا فالخبر سار فعلا حتى جعله يأتي لاصطحابها و هو يبتسم هكذا.
ابتسمت لمبسمه، لم ينتابها الفضول لتعرف ما الذي سيقوله بقدر سعادتها لسعادته. مرت لحظات وهي تتأمل ابتسامته ليقاطعها قائلا باستغراب " ألا تريدين أن تعرفي"
قالت وهي تشيح ببصرها عنه " هات ما عندك "
مد يده ليتناول كفها ليقول وهو يشد عليه " أمي تريد أن نقيم حفل زفاف "
ذهلت مما سمعت حتى أنها لم تستطع استيعابه نظرت اليه تتأكد مما قاله " ماذا تقول ؟"
اطلق قهقهة قصيرة وهو يرجع رأسه للخلف كان يتوقع عدم تصديقها " عرس يا مي عرس" تابع يشرح لها " سترتدين فستان زفاف وتزفين الى منزل عرسيك "
أبدا لم تتوقع شيئا كهذا، بل لم تحلم به حتى! ظلت صامته تحلل كلماته واحدة تلو الأخرى كي تسطيع استيعابها.
تغيرت نبرة صوته الى الاستغراب " ألم يسعدك هذا الخبر يا مي "
قالت وهي تجذب يدها وتضعها في حجرها بارتباك " لا أدري "

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن