الجزء العاشر

8K 241 5
                                    

تقلبت على السرير في الغرفة التي حضرتها لها حنان وهي تستنكر ردة فعلها مع الأستاذ سيف، لكن ماكان عليه ان يصرخ في وجهها هكذا. جفلت عندما سمعت صوت نغمة الهاتف تنبئ بصول رسالة. أخذت هاتفها، انه الأستاذ سيف !! فتحت الرسالة على عجل
" هل لازلت مستيقظة؟"
تعجبت كيف عرف أنها لم تنم حتى الآن، انها ثانية صباحا. هل ترد عليه ؟ لم هي متردده. أرسلت له " نعم".
انتظرت رده لكن تفاجئت بالهاتف يرن. ارتبكت، لكن سرعان ما أجابت.
جائها صوته " لم لم تنامي حتى الآن "
أحست بصوته غريبا على الهاتف، كان هادئا وربما أكثر جاذبيه.
بلعت ريقها قبل أنت تفكر بأجابة منطقية " هذه أول ليلة أنام فيها هنا" حاولت أن يبدو صوتها هادئا هي الأخرى. سمعته يتنهد قبل أن يقول " كيف هي يدك "
يدها!! انها نسيت أمرها تماما. رفعتها تنظر إليها كانت محمرة قليلا. قالت " انها جيدة"
قال " ماكان علي أن أصرخ عليك هكذا"
انه يحس بالندم " لا بأس "
قال مبررا " خفت أن يصيبك مكروه"
صمتت لم تعلق فمعرفة أنه يخاف عليها يعني أنها تعني له شيئا.
حين لاحظ صمتها " مي؟ هل لازلتي على الخط "
ردت " أجل"
ثم عاد الصمت من جديد. أخيرا قال " تصبحين على خير، أراك غدا"
ابتسمت " وأنت من أهل الخير"
أخذت تحدق الى هاتفها وكانها تنظر إلى الأستاذ سيف. لقد اتصل ليعتذر منها. هو أيضا لم ينم لأجل نفس الموضوع. شعور جميل جعلها تستلقي وهي تضم هاتفها إلى صدرها حتى غطت في نوم عميق.

كان الجميع يجلس على طاولة الاجتماع بانتظار الأستاذ سيف الذي أول شيء فعله حين دخل إلى الغرفه هو البحث عن مي. ارتاح لرؤيتها جالسه تتحدث مع صديقاتها، لكن شعوره هذا تعكر لرؤيته جاسم يجلس قبالة مي ويحدق بها كالمراهق.
الق التحية وانضم إليهم. " كيف حالك الآن يا مي " كان سؤاله رسميا وصوته خاليا من أي مشاعر.
أجابت " بخير "
" اذا دعونا نبدأ " ثم أعطاهم أوراق يمررونها بينهم توضح المخطط الزمني للمرحلة التالية من المشروع.
" سوف تنقسمون إلى مجموعات وتذهبون إلى مدارس اخترناها لكم كي تطبق كل مجموعة فكرتها "
طوال الاجتماع كان الاستاذ سيف منهمكا في عملة وشرحه لكن لم يفته جاسم واستغلاله أي فرصة للحديث مع مي ومراقبتها مما يجعله يشعر بعدم الارتياح.
" كل شخص يختار رفيقة والمدرسة التي سيعمل عليها من ضمن هذه القائمه" ثم التفت لجاسم " خذ هذه الاوراق ووزعها" بدا فظا بعد الشيء لكن هذا لم يكن بيده. كان يريد أن يلهيه عن الانشغال بمي. أمهلهم بعض الوقت ليختارو واخذ ينجز شيء ما على حاسوبه. كانو يتهامسون بينهم ويضحكون ثم قالت هند " لقد حددنا المجموعات التي سنعمل بها أستاذ "
" طيب ،كل فريق عليه أن يقدم لي مسودة عن ماسيعمل عليه كي نعتمد الموضوع "
أحس بدمه يغلي حين لاحظ أن جاسم ومي بدءا العمل معا. جمع أغراضه ووقف ليقول " سوف أناقش المواضيع معكم غدا " ثم التفت إلى مي " مي هلا أتيت إلى مكتبي" ثم انصرف.
كان يطرق بالقلم على المكتب بتوتر ونفاذ صبر منتظرا قدوم مي. لم تأخرت هذه، ألم يكن طلبه واضحا؟؟
لمحها من خلف زجاج مكتبه " وأخيرا أتت " لم ينتظرها تطلب الاذن بل أشار لها بالدخول. كانت تبتسم لكن ابتسامتها سرعان ماتلاشت حين سألها " هل ستعملين مع جاسم " كان يحاول أن يحافظ على هدوءه.
أجابت " نعم "
رمى القلم الذي بيده على طاولة المكتب ليتدحرج ثم يسقط أرضا. " لا يمكنك أن تكوني معه"
استغربت " لم لا، أساسا بقينا أنا وهو معا "
قال و بالكاد يلجم غضبه " قلت لا يمكن أن تكوني معه"
انزعجت وبدت نبرتها حادة بعض الشيء " ولم لا، مع من غيره سأعمل "
تنهد في محاولة لعدم افلات أعصابة " بدلي "
مي انزعجت من اصراره دون سبب مقنع " ما المانع يا أستاذ في أن يكون شريكي"
قال من بين أسنانه المتراصة " الشاب معجب بك وسيظن أنك تبادلينه نفس الشعور "
صدمها!! هي لم تفكر بالأمر من هذا المنظور. قالت بعصبية قبل أن تخرج " ان الموضوع هنا هو انجاز المشروع وليس علاقات عاطفية" أردفت " ثم هل تظن بأن التقارب الذي حدث بيننا في الفترة الأخيرة يسمح لك بالتدخل في أمور كهذه؟"
خرجت وهي تشعر بالغضب من تفكيره، ماذا يظنها ؟!
أما هو ماكان منه غير أن يضرب بيده على المكتب كاهرا تصرفه الأحمق. ماباله؟ ليس من عادته التسرع والتهور هكذا، ثم معها حق ما شأنه بها، قد تكون هي الأخرى معجبة به. هذه الفكره جعلت رأسه يفور كالبركان.

مي حاولت أن تنجز عملها على أكمل وجه وتعزض مافاتها، كما أنها كانت حذرة في التعامل مع جاسم كي لا يفسر تصرفاتها على نحو خاطئ. لكن سؤال ظل يدور في رأسها، لم لا يريدها أن تعمل مع جاسم؟ لم هو مهتم لدرجة أنها كان غاضبا؟
عاد مي إلى منزل حنان بعد معاناة في التركيز على الطريق. فذلك الأستاذ لا يخرج من رأسها أبدا. اليوم سوف ستذهب حتما، لن تكون عالة على أحد. وجدت حنان قد جهزت الغداء وتجلس بأعياء تقلب التلفاز. ألقت عليها التحية. " مسا الخير حنان" ابتسم الأخرى قائلة " وأخيرا أتيتي كنت أنتظرك لنتناول الغداء معا"
نظرت مي إلى المائدة المعدة " أتعبت نفسك كثيرا"
قالت حنان وهي تنهض من مكانها بتثاقل بسبب بطنها المنتفخ " حياتي ممله يا مي أقضيها في الطبخ " ثم أشارت لها بالجلوس " هيا تعالي فأنا اتضور جوعا" قالت مي وهي تحس بشعور الارتياح تجاه حنان يزداد " سوف أغسل يدي وانضم اليك "
سالت مي بعد ان انضمت الى حنان " أين سارة لا أرها "
أجابت حنان " لقد غفت انها تعود متعبة من الحضانة "
تنغمة تنبيه الرسائل في هاتف حنان جعلتها تنظر إلى السالة ثم تبتسم وهي تكتب شيئا ثم ترسله. قالت بعد ان وضعت الهاتف " هذا سيف يسأل ان وصلتي أم لا "
اضطربت دقات قلب مي لدى سماعها اسم الأستاذ سيف، لم تعرف ما تقول فضلت صامته، لكن قلبها لم يصمت حتى انها خشبت أن تسمع حنان دقاته. ترى لما يسأل؟ هل يود الاطمئنان عليها أم يتأكد أنها لم تعد لمنزلها. خطفت نظرة جانبية لهاتفها لاعتقادها انه من الممكن أن يكون اتصل بها أو أرسل لها شيئا لكن أملها قد خاب. مابالها للتو كانت تشعر بالغضب تجاهه والآن تترقب منه شيئا؟؟ هذا ذكرها بانها يجب أن تخبر حنان بذهابها. حين التفت إليها وقبل أن تبدأ بالكلام انتبهت لحنان تتألم. هتفت وهي تتجه نحوها " حنان هل أنت بخير " قالت حنان وهي تغمض عينيها من شدة الألم " لا بأس سيزول الآن " ثم سرعان ما أن زال الألم " هل أنت بخير ؟ " طمئنتها حنان " هذه آلام عادية ترافق الحمل " لكن سرعان ما اشتد عليها الألم لتقول مذعورة " مي أخشا أن ألد الآن" ثم قالت " لا يمكن أن ألد هذا مبكر جدا وزوجي لم يعد "
ارتعبت مي لمنظر حنان وهيه تتألم " ماذا أفعل "
قالت حنان من بين أسنانها المتراصه فالألم يتزايد عليها " اتصلي بالاسعاف "
ظلت مي تحدق بحنان وهي متجمدة مكانها. " هيا مي اتصلي بالاسعاف يبدو أنني ألد". أخذت مي تضرب على أزرار الهاتف حتى أصابت الرقم المطلوب. لأوب مرة في حياتها تتعرض لموقف كهذا.

" كيف هي؟" سأل الأستاذ سيف حين وصل إلى حنان التي كانت تجلس عند قسم الانتظار هي والصغيرة سارة تغفو على حجرها. " لم أعرف بمن أتصل غيرك فليس عندي رقم احدا غيرك"
لم يعلق على كلامها، بل قال " أين هي " هل لا يزال غاضبا عليها حتى الآن؟
قالت قلقة " أخذوها للعمليات"
" ماذا !! " هتف الأستاذ سيف
قالت مي متوترة " لم أفهم جيدا السبب "
تجاوزها متجها نحو اللوحه اللتي كتب عليها غرقة العمليات ممنوع الدخول. فجأة خرجت ممرضة على عجل. قالت وهي تبعده " سيدي ابقى بعيدا عن هنا حالما تخرج سنخبركم"
ثم عاد وجلس بالقرب من حنان " الأفضل أن تتصل بوالدتك كي تكون معها" هز رأسه نفيا وعلامات القلق واصحة على محياة. " لن تأتي يا مي "
سالت " لم ؟"
قال وهو يتنهد ويريح ظهره على الكرسي " أمي لا تريد رؤيتها أبدا "
لا تحب أن تتدخل في خصوصيات الآخرين لذا لم تسال عن السبب. لكن الأستاذ سيف قال " هذه ثاني ولاده لحنان وأمي لا تريد رؤيتها،أمي لا تحب أن يكسر أحدا كلامها فهي لم تكن موافقة على زواج حنان. وهذه الأخيره عاندتها وتزوجت"
ابتسم مي بسخرية ابتسامة شاحبة لتذكرها لشيء ما وهي تقول " يبدو أن جميع الأمهات قويات وعنيدات"

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن