الجزء التاسع

7.9K 285 16
                                    

ملاحظة : لا تحرموني من رايكم و دعمكم
انا تاخرت في تنزيل الاجزاء لان مافي دعم

" ملاك نزل من السماء يا سارة "
اصطبغ وجه مي باللون الأحمر من شدة الخجل، مما جعلها تتظاهر بجمع اللعب الممرية على الأرض. هتفت حنان لهم " هيا للداخل لقد غابت الشمس والجو بدأ يبرد"
دخلت للمنزل لتلحق بها مي هاربه و ينضم إليهم الأستاذ سيف وسارة. بعد أن أدو صلاة المغرب انشغل سيف مع سارة وحنان تعد العشاء برفقة مي.
" انتي بارعة في الطبخ " قالت مي لحنان التي كانت تتجول في المطبخ بكل خفة رغم حملها وبدت مستمتعة. " أحب الطبخ منذ صغري، وأنتي ؟"
هزت حنان كتفيها وهي تكمل عملها في تقطيع الطماطم " لا أعرف، أنا أطبخ للضرورة فقط "
قالت حنان " ستستمتعين بالطبخ لا شعوريا عندما تطبخين لمن تحبين "
ابتسمت حنان ابتسامة حزينة هل سيرزقها الله بشعور كهذا يوما ما؟ " حنان لم ليس لديك خادمة ؟ انه أمر متعب وانتي حامل تعتنين بالبيت والصغيرة سارة "
قالت وهي تأخذ الطامطم المقطعه وتضيفها لطبختها " لا أحب الغرباء في حياتي أنا أعتبر البيت مملكتي الخاصة كما أن سارة تذهب للحضانة في النهار "
وحين استدارت تجاه مي أحست بأن كلامها جرحها، قالت متداركه " لم أقصد شيئا يا مي أعذريني كل ما قصدته هو ...."
قاطعتها مي وهو تهز رأسها " لا بأس يا حنان أفهم قصدك" لكن في داخلها تعترف بأنها تطفلت على حياة الآخرين. يجب أن تكلم سيف بخصوص هذا الموضوع وترحل من هنا فلا أحد مجبر على تحملها.
" أشم رائحة طيبة، ماذا تطبخون"
كان متكأ على الباب ويديه في جيبه يرسم ابتسامة جذابة على محياه. بدا مرتاحا وسعيدا. قالت حنان " معكرونه "
ثم قالت لمي " هلا حملتي الأطباق الى المائدة؟"
نهضت الأخيرة وحملت الأطباق و حين أرادت أن تعبر خارجة ظل الأستاذ سيف واقفا مكانه " هلا افسحت لي " كان صوتها بالكاد يسمع و تشتت نظراتها عنه. لم يسمح لها بل عدل وقفته وانحنى هامسا بعد أن لاحظ انشغال حنان " حين تكلمينني أنظري إلي" لا إراديا رفعت بصرها إليه لتلتقي بعينيه، سرت رعشة في جسدها جعلت الأطباق في يديها تكاد تسقط. أخذ الأطباق عنها قائلا وهو يبتسم لها بمكر " سأخذ أنا هذه واحضري أنتي الباقي "
أحست بالغضب، انه يتعمد احراجها. وضعت يدها على قلبها الذي يدق طبوله بقوة وكأنها تحاول تهدأته لكن سرعان ما ابتسمت. ايقظها صوت حنان من عالمها " مي هيا بنا "

كان يلتفون على المائدة ويتناولون وجبة العشاء الذيذة التي أعدتها حنان. علق الأستاذ سيف " حنان لا أحد يضاهيكي في الطبخ حتى أرقى المطاعم" قالت معاتبة " هذا لأنك لم تذق طبخي منذ مدة طويلة "
مي كانت تجلس وتصغي لأحاديثهم الودية بصمت فهي طوال حياتها لم تعرف مثل هذا الجو العائلي. رن هاتف الأستاذ سيف قاطعا أحاديثهم. نظر الى الرقم لتتغير ملامح وجهه ثم ظغط على زر الهاتف ليعود ليبتسم وهو يجيب. حمل هاتفه وابتعد عنهم، رجع وانضم اليهم بعد دقائق. علقت حنان وعلى وجهها علامات الأسى " هل هذه أمي ؟" أجاب الأستاذ سيف وهو يجلس مكانه " نعم هي، اتصلت لانها افتقداني اليوم"
استغربت مي لما حنان حزينة هكذا كما أنها فقدت شهيتها بالأكل. كانت الصغيرة سارة تتثائب انتبهت عليها والدتها " هيا سارة دعيني آخذك إلى السرير لقد تعبت كثيرا اليوم " لكن سارة اعترضت " أريد ان يحكي لي خالي حكاية قبل النوم " ومن فوره نهض الأستاذ سيف وحملها معه " وهل يستطيع أحدا قول لا للأميرة الصغيرة " كانت سارة تضحك ومسرورة بخالها يبدو انهما منسجمان مع بعضهما ويحبان بعض كثيرا، فكرت مي بذلك. ان للأستاذ سيف شخصية أخرى عما هو عليه في الكلية لم تتوقع أن يكون ذلك الأستاذ الجاد شخصا حنونا يحب اللعب مع الاطفال هكذا. قالت حنان وكأنها تقرأ أفكار مي " انهما متعلقان ببعضهما كثيرا لكن سارة لا ترى خالها كثيرا لذا تتدلل حين تراه "
سألت مي " لماذا ؟" أجابتها حنان بشيء من الأسى " انه لا يزورنا كثيرا "
قالت مي " ألا تذهبون أنتم إلى منزل عائلتك "
هزت حنان رأسها نفيا " أمي لا ترغب برؤيتي "
لم تسأل مي عن السبب فضلت الصمت على أن تفتح باب للمواجع.
ساعدت حنان في جمع الأطباق والتنظيف وحين انتهت فكرت أن تذهب وتتحدث مع الأستاذ سيف بخصوص عودتها إلى منزلها. بحثت عنه في غرفة الجلوس لكن لم تجده. تمنت بأنه لم يذهب قبل أن تحدثه، لا بد وأنه لايزال في غرفة سارة. طرقت الباب بخفة تحسبا بأن تكون سارة نائمة. فتحت الباب على مهل حين لم تسمع جوابا لتجده نائما والصغيرة ترقد في حضنه. أخذت تتأملهم وموجة من الأحاسيس تعتريها لا تعرف مصدرها ربما لم تألف مشاهد مثل هذه في حياتها. ابتسمت، أنهما يحبان بعضهما كثيرا. لابد و أنه متعب حتى نام هكذا في سرير سارة لن تستطيع التحدث معه على مايبدو.
" ما الأمر ؟" سألتها حنان حين رأتها تقف هكذا. مي أحست بالخجل قالت تبرر موقفها " كنت أبحث عن الأستاذ سيف لأتحدث معه عن أمر ما "
تقدمت حنان وأطلت عليهما ثم أطفأت النور وأغلقت الباب. " ماذا هناك؟" أجابتها مي " أريد أن أعود إلى منزلي" تابعت " شكرا لكم، وجودي معكم حسن من حالتي كثيرا " أطرقت رأسها بشيء من الحزن " حتى أنه لم يكن لدي المجال للتفكير بالموضوع" تقصد وفاة الخالة مريم.
جذبتها حنان لتجلسان على الشرفة " لاتذهب هذه المرة من أجلي فقد استمتعت برافقتك، ابقي معي "
أحست مي بالامتنان لحنان فقد تغير موقفها من وجودها في منزلها. نهضت حنان وهي تقول دعيني أعد الشاي ونتسامر معا" اعترضت مي قائلة " أنا سأعد الشاي لقد أتعبتي نفسك كثيرا" اتجهت مي نحو المطبخ وهي تفكر. تشعر بنفسها شخص آخر منذ أن قدمت الى هذا البيت. تحس بنفسها منفتحة اكثر تجاه الآخرين، كما أنها تحس بالسكينة والهدوء. لأول مرة لا تتوتر من وجود أشخاص غرباء من حولها.

ألم في رقبته أيقظه من نومه لينتبه بأنه غفا في غرفة سارة. خرج من السرير بهدوء وغطى الصغيرة بعد أن طبع قبلة على جبينها. حين أغلق باب الغرفة سمع أصوات حديث آتية من الشرفة، كانتا مي وحنان. نظر إلى ساعته واذا بها تشير الى الحادية عشرة. اتجهه نحوهما وقبل أن ينضم إليهما توقف حين سمع قهقهات مي التي كانت تضحك وتغطي فمها بيدها. كانت مندمجة في أحاديث حنان المرحة وتركت غطاء رأسها مرخيا مما سمح بخصلات تفلت منه وتلتف حول وجهها. لم يرها بهذا الجمال من قبل. بدت مسترخية ومرتاحة، فعل صواب باحضارها الى هنا. اطرق بصره وتحنحن لتقفز مي مجفلة وترتب حجابها حول رأسها. " هل أزعجاناك يا أخي ؟" سألته حنان. جلس قربها ومقابل لمي وهو يفرك رقبته " لا أعتقد بأن النوم في سرير الأطفال مريحا"
" ماما؟!" كانت هذه الصغيرة سارة استيقظت وجاءت تبحث عن أمها. قال الأستاذ سيف " يبدو أنني أيقظتها "
نهضت حنان قائلا " تعالي لأعيدك إلى سريرك". تنهد الأستاذ بتعب وهو يمرر أصابعه في شعره ليقول " يجب أن أذهب " ثم مد يده الى الكوب الفارغ " لكن لأخذ كوب شاي يعيدني إلى وعيي أولا" كان على وشك ملئه حين مدت مي يدها إلى الكوب وهي تقول "انتظر، هذا لي" لكن الشاي انسكب من الابريق على يدها لتشهق متألمة و تفلت الكوب ويتحطم على الأرض. " آسفة " ثم انحنت تلتقط شظايا الزجاج، الا أن الأستاذ سيف جثا قربها والتقط يدها ينظر إليها " لقد احترقت " قال غاضبا من تصرفها " لكن الكوب كان لي " قالت مرتبكه " وهل كنت سأتسمم حتى حتى حرقت يدك هكذا!!" سحبت يدها وذهبت مبتعدة عنه، لم تحتمل غضبه وصراخه عليها.

جاء إليها وقد أحضر معه مكعب ثلج. كانت تجلس في الصالة تنظر إلى يدها المحروقة وتذرف دموعها ليس ألما في يدها وانما ألم في قلبها. لكن مابالها أصبخت حساسة لهذه الدرجة. حاولت اخفاء دموعها حين رأته. " خذي ضعي هذه كي يخف الألم "
" ما الأمر ؟ سمعت ضجه" سألت حنان. قال الأستاذ سيف قبل أن يغادر " مي أحرقت يدها بالشاي ان كان لديك مرهم ما قد ينفعها" ثم خرج.

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن