كانا يتبادلان النظرات، هو كان يبحث عن الإجابة على سؤاله في عينيها وهي تبحث عن مايقصده ويريد أن يسمعه منها.
لأول مرة تحس بالخوف وهي معه، ليس منه بل من أن تخسره إن أجابت هلى سؤاله بجواب لا تعرفه.
أشاحت عنه وأعادت تركيزها الى البحر أمامها. لِمَ يسألها هذا السؤال ؟ هل يهمه رأيها به؟ لكنها هي تهتم لرأيه بها غير أنها لن تُحَوِل السؤال إليه.
" آسف ان كان سؤالي أزعجك " قالها معتذرا
هزت رأسها نفيا وهي تحاول أن تنتقي كلماتها
" أي فتاة في مكاني كانت ستعتقد بأنك مطارد للفتيات"
رفع حاجبيه مستنكرا " أنا ! مطارد للفتيات!"
ثم ضحك مقهقها بصوت عال ليضحك قلبها معه لتبدأ بالضحك هي الأخرى. حال سماعه ضحكتها توقف ليتأملها صمتت هي الأخرى حين انتبهت إليه. لكنهما كانا لا يزالان يحتفظان بالابتسامة على شفتيهما.
" أتمنى بأن تضحكي هكذا دائما يا مي " كانت نظراته تذيبان جليدا كيف بقلب مي و عبارته هذه جعلت خديها يشتعلان، أما هو أحس بجملته هذه أفلتت منه دون تفكير. لكنه لم يندم عليها.
كي تبقى ضحكتي ابقى انت أيضا معي. قالتها لكن ليس له بل في قلبها. هي الأخرى توقف عقلها عن التفكير في هذه اللحظات.
رنين هاتف الأستاذ سيف أخرجهم من الجو الذي هم فيه. قال وهو ينظر إلى المتصل " هذه حنان" هتفت مي وهي تقف واضعة اطراف اصابعها على فمها " لقد تأخرت عليها "
أعاد الهاتف إلى جيبه دون أن يجيب. " لم لا ترد؟" سألت مي مستنكره. قال وهو يغمز لها " فلتتدبر أمرها مع زوجها "
قالت مي محتجة وهي تحاول أن تخفي احراجها " هذا لا يجوز يا أستاذ "
عقد حاجبيه ليقف قبالتها " على ماذا اتفقنا؟"
اصبح قريبا جدا منها عليها أن ترفع رأسها وتنظر إلى الأعلى. سألت مرتبكة " على ماذا؟"
قال " ألم أقل لك لا داعي لكلمة أستاذ "
ردت وهي تعود لتشتت نظراتها عنه فهي لا تقوا على مواجهة عينيه " لكن هذا لا يجوز "
اقترب خطوة أكثر منها ليقول بنبرة دافئة أقرب إلى الهمس جعلت مي تحس بالحرارة " مي هل تقبلين صداقتي ؟!"
"ماذا!!" رفعت بصرها إليه لا إراديا. لتنهار جميع حصونها المنيعة أمام تلك العينين العميقتين وتبقى أسيرة تلك النظرات.
" اقبليني صديقا يا مي كي أستطيع أن أبقى قريبا منك وأهتم بك "
لم تجب بل سألت " لِمَ تهتم بي؟"
تنهد بنفاذ صبر من هذه العنيدة " لأنني أريد ذلك "
مشت خطوتين مبتعدة عنه لتقول " إن كانت وصية المرحومة عبئا عليك فأنا أعفيك من ذلك"
هذه المرة قال من بين أسنانه المتراصة في محاولة لكظم غيظه " من أين لك ذلك؟ هل اشتكيت أنا من شيء؟" قالت وهي لا تزال تدير ظهرها له " لا تهتم لما قالته أنا لست طفلة وأستطيع تدبر أموري "
تقدم منها ليقف قبالتها " ألم أعدك و أقسم لك في ذلك اليوم يا مي بأن لا أتخلى عنك؟"
ذكرى ذالك اليوم وكيف ارتمت في أحضانه جعلتها تنصهر خجلا في مكانها. التفى فمه بابتسامة ماكره وهو يقول " لم تبكي يومها وتقولي اقسم لي؟" غطت وجهها بكفيها من شدت الخجل. أمسك بهما ليبعدهما ثم قال دون أن يفلتهما وهو ينظر إلى عينيها وصوته مليء بالمشاعر " أنا لست من النوع الذي يخلف بوعوده أو يحنث بقسمه"
ثم أردف مترجيا حين رأى صمتها وحيرتها " مي لا تفكري يوما في ذلك وكوني واثقه بأنني سأكون إلى جانبك متى تحتاجينني"
سالت دموعها رغما عنها فكونها وحيدة مقطوعة بلا أهل يجعلها تحس بالانكسار والأسوء من ذلك آخر شخص تتمنى أن تكون عالة عليه يحس بالمسؤولية تجاهها.
أجابت " نعم"
ابتسم " هل هذه نعم على سؤالي ؟"
هزت رأسها وهي تمسح دموعها كالطفلة
" هذه هي تلميذتي النجيبة "
قال ذلك في محاولة لتلطيف الجو ليتابع وهو ينظر الى ساعته
" هيا الآن لقد تأخر الوقت "
ثم تحرك من مكانه متوقعا أن تلحقه إلا أنها بقيت مكانها
" سيف!" نادته كما طلب، نطقت اسمه دون رسميات. وكأنه لأول مرة يسمع اسمه يُنْطَق. أحس به يخترق قلبه قبل أن يصل إلى مسامعه.
استدار لها مستجيبا لنداءها
قالت بصوت مليء بمشاعر الامتنان والعرفان
" شكرا لك على كل شيء"
ابتسم لها وهو يشير بأن تلحق به. مشت بخطوات سريعة نحوه حتى عادلته. وضعت يدها على قلبها الذي بدأت ضرباته تخفق بنغمة جميلة. قد يكون الله أخذ منها شخصا غاليا لكنه أرسل لها أحدا آخر.
أنت تقرأ
اغتصبت ولكن أحببت........مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة رواية رومنسية تحكي عن فتاة تعاني أزمة نفسية بعد أن تم اغتصابها في الماضي ثم تقع في الحب