السادس عشر

6.7K 210 1
                                    

هتفت مي " ماذا تقولين يا هذه ؟ " تقدمت نحوها مستنكرة " أي خطوبة وأي زواج؟ من قال بأني أريد أن أتزوج"
تكلمت منى متفهمة وهي تحاول تهدئة مي " عزيزتي هذه سنة الحياة لابد وأن تتزوجي في يوم ما"
قالت " أية حياة هذه " أردفت " هل لا خرجتي من غرفتي وحملتي أشياءك "
وما ان أنهت جملتها حتى دخل والدها وهو يقول " اتركينا وحدنا يا منى "
منى نظرت اليهما بقلق وخرجت مترددة. جلس والدها على كرسي وأمرها بأن تجلس لكنها لم تنفذ طلبة بل قالت وهي لا تزال واقفة " لا أريد أن أتزوج"
قال لها بعد أن تنهد وبصوت هادئ استغربته مي " مي يا ابنتي اسمعيني جيدا"
ظلت تحدق به مستغربه هل هذا والدها فلا وجهه البائس ولا صوته يدلان على ذلك.
تابع كلامة " أحضرتك الى هنا في محاولة لتعويضك عن ما مر من سنوات لكنك لم تعطني فرصة "
ضحكت منال بهستيرية حين سمعت كلمة تعويض
" أي تعويض يا سيد؟ عن ماذا بالضبط ستعوضني ؟ " رفعت يدها وهي تحسب على أصابعها أمامه " عن الأم ؟ الأب ؟ أم الطفولة التي لم أعشها؟ عن سنين عمري التي قضيها في البكاء والخوف والحزن؟ أم عن ماذا وماذا؟ ليس لديك فرصة أبدا في تعويضي " قالتها وهي تهز رأسها بحسرة.
تابع وكأنه لم يسمع ما قالته " أنه رجل معروف له سمعة جيدة سوف تكونين معه عائلة وترزقين بأطفال تقضين معهم حياتك"
تقدمت منه بخطوات ثابته غير خائفة من ردة فعلة وهي تقول بغصة " ماتبقى مني لايصلح بأن يكون زوجة أو أما"
ضرب بعصاه أرضا ليقف وهو يقول مجابها اياها وجها لوجه " ما هذا الهراء مالذي ينقصك أصبحت امرأة ناضجة على الأقل أعطي نفسك فرصة لتكوني لك حياة جديدة"
نظرت اليه غير مصدقة لتقول وهي تلوح بيديها في الهواء " بالطبع ما الذي ينقصني كل ماعرفت فعله طوال تلك السنوات هو صرف المال علي" ثم تابعت بقهر " وأي مال ؟ مال شريفة التي تركت والدتي لأجلها "
وبعصبية رفع يده يصفعها ومن قوة الصفعة ارتطمت بالأرض.
صرخت في وجهه " هذا كل ماتستطيع فعله، أنت آخر شخص أتوقع أن يفهمني "
قال لها مصدوما بنفسه " تجعلين أعصابي تنفلت رغما عني" ثم أشار له باصبعه السبابة " سوف تجهزين خلال ساعة وتتصرفين كما يجب " ثم صرخ مزمجرا " منى تعالي وباشري عملك "
وقفت مي وجسدها يرتعش من القهر والغضب. قالت منى متوسلة " مي عزيزتي دعي الليلة تمر بسلام وبعدها نحل الأمر "
نظرت اليها مي بحقد وكأنها هي المسؤولة عن كل هذا مما جعل منى ترتعب من نظراتها.
" أي سلام يا هذه، ما من سلام في هذا المنزل"
ذعرت منى منظرها وتوترها كانت تنتفظ بأكملها و وتتنفس بقوة، تذرع الغرفة ذهابا وايابا مما جعل منى تعجز عن القيام بأي تصرف.
" أرجوك مي اهدئي اليوم فقط سوف تلتقين بالرجل هذا لا يعني الزواج " تابعت وهي غير واثقة من أن ماستقوله أمر صائب " ان شئت أعلميه برفضك"
بمعن عينا مي وهي ترا طريق الخلاص أمامها تماما سوف ترفضه مباشر ويذهب.
قالت منى وهي ترى تعابير الاقتناع على محياها " هيا الأن دعيني أزينك قليلا قبل أن يغضب عمي "
امتثلت مي لطلبها لكنها كانت طوال الوقت تهز ركبتيها بتوتر مما جعل مهمة منى أصعب.
قالت منى بعد أن انتهت من لمساتها البسيطة وهي تنظر اليها بانبهار واعجاب " ما شاء الله تبدين جميلة للغاية "
لا اراديا احست مي بالخجل. رفعت منى المرآه أمامها " انظري أصبحتي رائعه"
فكرت مي في نفسها كيف اجتمعت انسانة طيبة مثل منى مع ابن شريفة علي الفاسد؟
" هيا الآن دعينا نختر لك ما تلبسينه " قالت منى ذلك وهي تتجه مباشرة نحو الخزانة التي انصدمت اول ما فتحتها، كانت تحوي القليل من الملابس وكلها لا تصلح لمناسبة كهذه. لم تعلق بل قالت سوف أعيرك شيئا من عندي. مي بقيت صامته لم يترك لها أي خيار أساسا كل ما تعرفه هو انها مستحيل أن تتزوج.
ألبستها فستان أحمر من الشيفون الناعم ذو ياقة واسعه وكركشه بسيطة عاري الذراعين. لأول مرة مي ترى نفسها بهذا المنظر شعرها الناعم الكستنائي منسدل بتموج حول وجهها وعلى كتفيها. هل حقا هذه هي؟ ليتها كانت تتزين لمناسبة تسعد بها حقا. قفز الى ذهنها عرض الأستاذ سيف بالزواج بها. أي فتاة مكانها كانت لتفرح بذلك بل كانت لتطير من الفرح فشخص كالأستاذ سيف تتمناه كل فتاة الا أنه لا يستحق أن يتزوج واحدة مثلها. أحست بوخزة في أعماق قلبها جعلتها تتنهد بألم.
قالت منى وهي ترتب خصلات شعر مي " ماشاء الله تملكين جمالا ربانيا ناعما" قالت بعد أن انتبهت الى حزنها وألمها وهي تديرها نحوها " ما الأمر عزيزتي ؟"
نظرت الى عينيها التي اغرورقت بالدموع " ماذا بك؟"
قالت مي بعد أن أخذت نفسا مرتجف وتزفر بألم " قلبي يوجعني "
ضمت منى وجه مي بين كفيها وهي تقول بأسى " هل هناك من تحبينه يا عزيزتي؟"
سألت مي وهي تغالب دموعها كي لا تسقط بصوت حزين منكسر " وما هو الحب ؟"
عانقتها منى مشفقة على حالها " الحب الذي تشعرين به يا مي "

اغتصبت ولكن أحببت........مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن