الفصل العشرون
دلف ليث لغرفة والدته بالمشفى .. فوجدها مستندة بظهرها على الفراش مغمضة عينيها بسكون ..أقترب منها ثم جلس على طرف الفراش .. أخفض رأسه قليلا وقبلها بحنان من جبينها .. فتحت كاميليا عينيها .. وأبتسامة تزين ثغرها ولكنها أختفت سريعا ما ان لاحظت عينيه الدامعة وملامحه التي يرتسم عليها الخوف والحزن
كاميليا بقلق :
- مالك يا ليث
أرتم ليث على صدر كاميليا يبكى بحرقة كالطفل الصغير .. فيما تسارعت دقات قلب كاميليا بقلق وخوف على حال ابنها الوحيد .. ربتت على ظهره بحنان أمومى وقالت بحنان ممزوج بخوف :
- إيه إللي حصل يا حبيبي
أبتعد ليث عنها .. وحدق بها بقلق فهو قرر ان يخبرها كل شيء .. أبتلع ريقه الجاف بتوتر وهتف يصوت مبحوح من اثر البكاء :
- أنا عايز أحكيلك على حاجة ..
على أثر كلماته زاد قلق كاميليا .. تنهدت كاميليا بخوف وهتفت بهدوء مصطنع :
- أحكى يا حبيبي
أخذ ليث نفسا عميقا ليهدأ ثم .. أخذ يقص عليها من تكون كادي .. وكيف تزوجها ولماذا ؟
وما فعله بها منذ تزوجها .. حتي الآن .. نظر ليث لوالدته بأستغراب فهي لم تبدي أي رد فعل على ما قاله .. فكانت ملامحها هادئة تماما .. لكن ! نظرات عينيها مليئة بالعتاب والضيق لما أرتكبه بحق كادي وعقابها على شيء ليس لها ذنب به
تنهدت بضيق وهتفت بهدوء :
- طبعا مستغرب إني هادية مش كده
أومأ ليث بالإيجاب وهو ينظر لها بدهشة وترقب
تابعت كاميليا .. ده لإني كنت عارفة كل حاجة من لحظة ما شوفت كادي .. بسبب الشبه الكبير بينها وبين والدتها
ليث بحيرة :
- طب ليه معاملتيش أي رد فعل لما عرفتي
أبتسمت كاميليا بهدوء :
- بالعكس .. رد فعلي كان سعادتي بجوازكم .. عارف؟! خلال السنين اللي فاتت دي ماحستش بالسعادة غير لما عرفت بجوازك
وزادت سعادتي لما عرفت انك اتجوزت كادي برغم إني كنت شبه متأكدة من ان سبب جوازك منها هو الانتقام على اللي حصل زمان .. بس للأسف يا ليث انت أنتقمت من الشخص الغلط .. حاسبت كادي على ذنب هي مالهاش ذنب فيه
اللي غلط كان حامد الاسيوطي وهو مات .. وأكيد هو بيتحاسب دلوقتي بسبب أفعاله وجرايمه اللي ارتكبها في حقنا وحق ناس كتير ظلمها
أزداد شعور ليث بالذنب لما فعله بكادي .. فهو لم يرأف بها .. أعتدي عليها وضربها و دائما ما كان يهينها .. وأتهمها بأنها ذات أخلاق سيئة .. عندما أصطنع تفاجئه بأنها مازالت عذراء .. فهو يعلم جيدا بأنها فتاة ذات اخلاق حسنة وتحافظ على نفسها ولم يكن لديها اي علاقة بالطرف الاخر برغم المجتمع الراقي الذي تحيا به والذي يسمح بنشأة علاقة بين رجل وامرأة تحت اي مسمي .. تساقطت دموعه بألم على ما فعله وقال :
- أنا عارف إني غلط بس أنا موجوع من اللي حصل زمان مش قادر الماضي .. أنا كل اللي كنت عايزه إني اشفي غليلي منه واخدت كادي بذنبه لأنها حفيدته
