الفصل الثامن
بعد أن انهت وفاء حديثها مع كادي دلفت إلى داخل الفيلا ثم صعدت إلى غرفتها هي وزوجها دلفت إلى داخل الغرفة فوجدت زوجها جالس على السرير ويقرأ كتاب واقتربت منه إلى أن جلست على طرف الفراش وقالت بهدوء :
- فؤاد .. انتبه لها فؤاد فوضع الكتاب جانباً ونظر لها وقال بهدوء مماثل :
- نعم يا حبيبتي
قالت بارتباك :
- ك..كنت عايزاك في موضوع
قطب فؤاد حاجبيه باستغراب بسبب توترها الواضح وقال مستفهماً :
- موضوع إيه
اخذت نفساً عميقاً وزفرته ثم اخذت تقص عليه الحديث الذي دار بينها وبين كادي
وبعد أن انتهت وجدت أن هناك دمعة قد تسللت على وجنته اليسرى وهو يخفض رأسه بانكسار
فقالت بقلق :
- فؤاد
رفع فؤاد نطره لها وقال بمرارة لشعوره بالذل :
- أنا السبب في كل ده .. أنا السبب في إني أخلي بنتي تشتغل .. عشان تصلح اللي عملته
اقتربت منه وفاء وربتت علي كتفه وقالت بحنان وهي تحدق به بحب :
- إيه اللي بتقوله ده بس .. اللي حصل ده كان قضاء ربنا .. واختبار لينا .. ربنا بيختبر صبرنا .. واهو ربنا بعتلنا النجدة في هيئة الراجل ده
أومأ لها فؤاد بالإيجاب وهو يقول بحزن :
- ونعم بالله .. بس إيه ذنبها انها تتحمل ذنب مش ذنبها
تنهدت وفاء وقالت بهدوء :
- يا حبيبي كادي مش مضايقة أو بتحملك أي ذنب بالعكس دي مبسوطة أوي أنها هتثبتلك أنها قادرة تواجه أي مشكلة وانها سند ليك وليا ولدانه وكمان متنساش أن كادي كانت عايزة تعمل ماجستير والشغل ده هيخليها تكتسب الخبرة
تنهد فؤاد بحزن على ما وصل إليه حالهم
وهتف بنبرة مقهورة :
- أنا موافق .. ربنا يعينها يارب
- ياربعلى الجانب الأخر ( عند كادي )
كانت تتحدث مع كمال المحاميكمال بجدية :
- آنسة كادي ليث بيه وافق على شروطك وأعطاكي مهلة أسبوعين عبال ما صحة فؤاد بيه تتحسن
تنهدت بخفوت وهتفت بهدوء :
- تمام يا أستاذ كمال
هتف كمال بجدية :
- آنسة كادي .. أنا محتاج حضرتك تبعتيلي الأوراق اللازمة عشان إجراءات الجوازشعرت كادي بانقباض في قلبها عند ذكر أمر الزواج وحاولت أن تبدو طبيعية وهي تتحدث هتفت بهدوء مصطنع :
- أوكي .. كل الأوراق المطلوبة هبعتها لحضرتك مع اونكل محسن .. بس قبل أي حاجة لازم ينفذ شرطي الأول وهو تسديد الديون
اجابها كمال بجدية :
- اطمني حضرتك .. بس حضرتك ها تمضي على ورق يقول أنك لو طلبتي الطلاق قبل انتهاء الفترة المحددة كل الأملاك هاتروح لليث بيه أو حضرتك ملزومة تدفعي المبلغ اللي هيدفعه كامل وكاشكادي متنهدة بضيق :
- مافيش مشكلة .. بس المهم شرطي يتنفذ
أكد لها كمال أن كل ما تريده سيحدث قبل إتمام أي شيء .. ثم انهوا المكالمة وسريعاً قامت كادي بمهاتفة محسن وأخبرته عن طلب المحامي فقال بجدية :
- أوكي يا كادي انا هابعت الأوراق .. المهم طمنيني عملتي إيه
زفرت كادي بضيق وتحدثت :
- أنا قولت لماما .. وهي راحت من شوية تفاتح بابا في الموضوع .. المتر كمال قال أن الباشا بتاعه أداني مهلة اسبوعين
محسن بجدية شديدة :
- اسمعي يا كادي لما يتم كل حاجة وتسافري عايزك كل يوم تكلميني وتطمنيني عليكى
ولو اذاكي بأي شكل من الأشكال تكلميني فوراً مفهوم
ابتسمت كادي لسماع كلام محسن ولنبرته التي تحتوي على الحرص على سلامتها واهتمامه بها
فهتفت بهدوء :
- مفهوم يا اونكل
وظلوا يتحدثوا قليلاً إلى أن اغلقوا الخط
دلفت عايدة مكتب زوجها بعد أن استمعت إلى صوته يأذن لها بالدخول
فوجدته يضع هاتفه على سطح المكتب فسألته :
- خير يا محسن .. كنت بتكلم مين
نظر لها محسن قليلاً ثم تنهد وهتف بهدوء:
- كنت بكلم كادي
امتعض وجه عايدة لمعرفتها بأن المتصل كان كادي