( 11 )

33.6K 1.3K 210
                                    

التفت علي خان نحو حسن ووالده .. يصافحهما ويرد عليهما التحية قائلا بصوته الرجولي العميق :
- لا .. يبدو انها لم تعرفني ...

ثم اردف بعدما عاد بأنظاره نحو تلك الفاتنة بثوبٍ أزرق ناعم .. وعلى كتفيها شال ملونٌ بالازرق النيلي والاسود منسوج من الموهير ... تلفه حول ذراعيها وكتفيها حرصاً من برودة نسمات الهواء الخريفية .. تمعن بملامحها الهادئة والساكنة وهي تحتضن بين يديها قطة صغيرة .. تطالعها بابتسامة ناعمة ثم تعود بأنظارها إليه .. يقطع تاملاته صوت ذلك العجوز وهو يصرّ عليه قائلا :
- تفضل بالدخول بني ... لنتكلم بالداخل ..

قال كلماته تلك ثم اتجه بانظاره نحو حياة رادفا :
- أما أنتي ابنتي فانتظري هنا رجائا

مشى علي وبرفقته صديقه ساركان خلف ذلك العجوز وعينا علي تخطف بعض النظرات نحو حياة .. نظرات ثاقبة ثابته .. دفعتها لأن توجست منه بعض الشئ .. طلته .. مشيته حتى صوته يدعون اي شخص لأن يرتجف فكيف بها لا تخاف ؟! ..

اتجه اربعتهم نحو غرفة الضيوف .. يتركونها في الخارج مع القطط .. يجلس علي خان على الاريكة وبجانبه ساركان ..ليجلس مقابله حسن ووالده .. يحمحم ذلك العجوز بلحيته البيضاء قائلا بحذر :
- أريد أن أعرف شيئا مهما قبل ان نحتسي قهوة اهلا وسهلا آغا وقبل أن اترك ملاك ... أقصد حياة في عهدتك .. باختصار بنيكانت في حال يرثى لها عندما وجدتها .. بدت كمن عُذب حتى الموت .. هل لك ان تخبرني اذا كنت تعرف السبب ؟..

تنهد علي خان بملامح باردة يلتفت نحو ساركان واللذي بدى التوتر على وجهه ليعود نحو ذلك العجوز قائلا بثبات وثقة :
- زوجتي مفقودة منذ أربعة أيام .. وخلال هذه الايام لم يغمض لي جفن ... من أخطأ بحقها سيأخذ عقابه لا محال ...

شبه ابتسامة ارتسمت على تجاعيد وجهه السبعينية ليهتف قاىلا براحة :
- هي الآن بعهدتي وآمانة لديّ .. وأريد حمايتها بكل ما اوتيت من قوة .. لذلك اعذرني بني ..

- أنا حفيد الاغا ابراهيم اوغلو .. واللذي عُرِف بعدله .. برأيك ألست جديرا بالثقة !!

في تلك اللحظة هتف حسن بملامح ثابته مع دخول شقيقته سلوى تحمل بيدها صينية القهوة ، تمد الجميع بها :
- حاشا آغا ... كل ما في الأمر أن وضع ملاك كان مزرٍ جدا .

انتهت سلوى من مد القهوة .. لتقف بجانب إطار الباب تطالع علي خان ببرود .. كان مخيفاً بعض الشئ .. نظراته الحادة وملامحه الباردة .. نبرة صوته اللتي بدت كالبرق تنذر بعواصف وأعاصير .. جميعها دفعتها لان هتفت بحدية :
- ربما تكون حفيد الاغا .. ولكننا لا نعرفك كفاية لنمنحك الثقة ..

التفتت الاعين جميعها نحوها ، ليجيبها والدها قائلا بتواضع :
- مالذي تقولينه ابنتي .. الاغا ضيفنا ..

التفت علي نحو والد سلوى ليهتف قائلا بحدية خفيفة :
- لا بأس .. دعها تقول ما تشاء .. في النهاية معها حق .. ولكن عليها ان تعرف أن حياة زوجتي .. أُدين لها بروحي .. أي لا يمكن لأي شخص كان ان يكون اكثر خوفا عليها منّي ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن