سقطت ارضا مرة اخرى تدفعه لان هم بها يسندها بذراعيه قاىلا ببرود وحدية :
- ما خطبك واللعنة ..كانت تضع يدها على جبهتها والاخرى تمسك بكتفه العريض قاىلة تجيبه بنبرة مرهقة :
- لم آكل منذ الصباح ... عقابا من والدتك ..ساقها الى السرير لتجلس على حافته بينما هو نزل الى الاسفل نحو المطبخ يسحب إحدى أطباق الطعام يضع فوقه رغيفا من الخبز ليصعد متجها نحوها يلقي به الى جانبها قائلا ببرود :
- تناولي طعامك .. أمامك يوم آخر من العمل المرهق غدا صباحا ..أخذت بتناول طعامها تسد جوعها وتسكت أنين معدتها .. بينما هو اكتفى بالوقوف أمام نافذة الغرفة ممسكا بهاتفه يطالعه قاطب الحاجبين وهو يعبث بأزراره ..ليبدو لها وكأنه يكتب رسالة او شى كهذا... يرمي به فجأة الى الحائط لاعنا بغضب عارم .. مما دفع حياة لان امسكت بطبق الطعام تضمه الى صدرها تبتعد عن السرير .. تتأمل ملامحه الغاضبة بحذر .. وعروقه تبرز كالفهد حين يخوض سباقه مع الريح .. يهم بالخزانة يأخذ منها بعضا من ملابسه يلقي بها الى السرير ثم يخرج حقيبة صغيرة بعض الشئ ليبدأ بوضع ملابسه داخلها .. يطالع حياة بنظرات حادة يبث لها غيظه قبل أن يخرج من الغرفة سافقا الباب خلفه بقوة ..
اندفعت حياة نحو النافذة تطالعه بينما يصعد الى سيارته ليغادر المكان كله ... لتطلق من داخلها تنهيدة مريحة .. تعود الى السرير تجلس فوقه لتكمل طعامها بنهم وبحرية ..
في الصباح حضرت مائدة الافطار تقف بجانبها منتظرة قدوم السيدة صفية والدة عليخان واللتي طالعت المائدة بنظرات حادة ثم طالعت حياة قائلة تسألها :
- لماذا لم تضعي كأس شاي لعليخان ..- لقد غادر المنزل مسائا آخذا معه حقيبة ملابسه .. ويبدو أن غيابه قد يطول قليلا ..
قالت حياة لتهتف صفية بدهشة وامتعاض :
- إلى أين ذهب .. وكيف لا تخبرينني بهذا مسائا ..ارتعشت اطراف حياة وعينا حماتها تشتعل بغضب عارم .. لتجيبها بتوتر شديد ونبرة راجفة :
- كنتي ناىمة ولم..........- اخرسي ... غبية ..
قاطعتها بتلك الكلمات تتجه نحو مدخل المنزل تنده باسم احد رجال الاغا قائلة ما ان وقف مقابلها :
- اتصل بساركان واعرف منه أين ذهب عليخان ..- امرك سيدتي ..
أومئ الرجل ياخذ هاتفة ليكلم ساركان .. وهي لحظات حتى عرف منه مكان وجهة عليخان قائلا يجيبها :
- لقد ذهب إلى اسطنبول .. إلى قلب المدينة ..صرفته ليبتعد عنها يتركها مع غيظها قائلة تهمس لنفسها :
- إذن ذهب إليها واللعنة ..عادت الى المائدة تجلس بملامحها القاطبة بينما حياة تكتفي بالنظر اليها .. تقترب منها تسكب في كأسها الشاي بحذر شديد ، لتبتعد بعدها متجهة نحو المطبخ لتكمل ما تبقى من عملها ..
وبينما هي واقفة خلف حوض غسيل الاطباق تغلل إلى مسمعيها صوت صفيه تحادث ابنتها المتزوجة في اضنة :
- ألا تنتهي مشاكلك فاطمة .. إلى متى ستستمرين بالدلال والشكوى ..ادركت حياة في تلك اللحظة أن شقيقة علي خان تواجه مشاكل خاصة داخل بيتها .. تجد نفسها لوهلة قد انغمست بالتفكير فيها إلا انها سرعان ما أطلقت من داخلها تنهيدة عميقة تنفض افكارها هامسة بصمت مع نفسها :
- وما شأني أنا ..بعد ساعات من العمل المنزلي .. صعدت إلى غرفتها لتتفاجأ بصفية تنهده عليها بغضب قائلة تقف مقابلها :
- لم ينتهي عملك .. ما زالت حظيرة الخيول بانتظارك .. إذهبي وساعدي جودت ... العامل هناك ..لم تخالف لها امر .. تنزل الى الاسفل متجهة نحو الحظيرة .. تلقي التحية على أحد الشبان هناك قاىلة تساله :
- هل أنت جودت ..مد يده يصافحها قائلا بابتسامة ودودة :
- أجل ... أنا جودت ..- طلبت مني السيدة صفية مساعدتك هنا ..
قالت كلماتها تلك بشبه ابتسامة ليطالعها بملامح متعجبة قائلا :
- حقاً .. وهل زوجك يعرف بالامر ..- لا اعلم .. على كل حال هو لا يكترث أصلا ..
قالت كلماتها تلك تخطف رفشاً كان مسنود الى إحدى أعمده الحظيرة .. لتباشر بالعمل قاىلة تسأل جودت :
- من اين أبدء ...أشار إليها ليعود هو ايضا الى عمله .. وملامحه القاطبة لا تفارق وجهه .. يطالعها للحظات بينما هي غارقة بالعمل منهكة القوى .. تحط كامل تركيزها في عملها غير آبهة بأي شئ آخر ..
بعد ثلاثة أيام .. ثلاثة أيام وحياة تنام فوق السرير براحة وحرية .. حتى حضر المنزل بجسد مترنح .. يدخل الغرفة لتقع عيناه عليها ممددة فوق السرير .. يأخذ كأس الماء بجانب المنضدة ويسفقه بوجهها لتستيقذ مذعورة .. تهم بالنهوض من على السرير ما ان وقعت انظارها عليه .. يطالعها بحدية قائلا ينزع حزامه من على خصره :
- كله بسببك وأخاك .. دمرتما حياتي ..ارتعش جسدها رعباً وهي تطالع يديه بينما يمسك بحزامه ويضمه بيد واحدة .. يقترب منها رادفا وهي تعود للخلف حتى وجدت الحاىط يعيق خطواتها :
- لا يكفي أنه قتل أخي .. حتى اتيتِ أنتي لتنهي حياتي ..رفع يده ليهوي بالحزام على جانبها .. تنفجر صارخة بألم شديد .. دامعة العينين .. تأن وتنحب ضامة شفاهها بيدها .. تكور جسدها لافة ذراعها حول قدميها .. بينما هو يطالعها بحدية مخيفة يرفع يده ليهوي بالحزام على جسدها مرة أخرى .. لكنه سرعان ما رمى به على السرير يصيح بها قائلا بسخط :
- اخرجي من الغرفة ... اخرجي حالاً ..خرجت تهرول مبتعدة عن الغرفة .. تجلس على السلم تطالع ذراعها المحمر وترفع ثوبها لتنظر الى جانبها المزرق .. كانت ضربة قوية ناتجة عن غلّ شديد .. تجهش بالبكاء بصمت .. لكنها لم تستطع السيطرة على شهقاتها واللتي خرجت عنوة .. تفرك مكان ألمها .. تنزل متجهة نحو المطبخ .. تبحث عن شئ يمكنها دهنه كمرهم مكان المها .. تجلس على أرضية المطبخ تبكي وتداوي جروحها .. وحيدة في عتمة الليل لا مؤنس لحزنها ..
******************
أنت تقرأ
قلبٌ من صخر \مكتملة
Romance+16 أنقذت حياة من ستموت على يديه الف مرة .. قاسي بارد ومتسلط .. لكنه يعشقها حد التملّك