( 13 )

31.5K 1.2K 133
                                    

ضرب وزئير .. إهانات جسدية ونفسية .. تلقاها ذلك القاتل من عليخان ورجاله .. ليس أن الامر توقف عند هذا الحد .. فذلك الاحمق لا يعلم بأن من وقع تحت رحمة عليخان سيرى أشد انواع الجحيم .. خاصة إذا كان قاتلا لا يملك اي حقوق بنظره .. وهذا لا يعني سوى الموت المؤكد ولكن ببطء كاللعنة ..

-فلينم هذه الليلة واقفاً .. اربطو ذراعيه وعلقوه حتى يرهق جسده ويعترف بنفسه ..
كلمات قالها عليخان ليغادر الاسطبل متجها نحو القصر .. يمشي وهو ينفض يداه يُكوّر ويشد اصابعه المليئة بالقروح من كثرة الضرب .. يصعد السلالم ليقف امام باب غرفة نومه .. يفكر هل من الصائب النوم في نفس الغرفة معها .. ام ان عليه اخذ غرفة أخرى حتى تعتاد عليه .. تنهد بعمق ليفتح الباب .. يخرج بقرارٍ رآه صائباً جداً .. يطالعها مسبلة العينين .. ليكمل طريقه نحو الحمام ..يخرج بعد دقائق يطالعها مرة اخرى ليهتف قائلا بينما يفرك فروة رأسه بإحدى المناشف :
- أعلم انك مستيقظة .. أنفاسك غير منتظمة ..
صمت يلف المنشفة حول عنقه .. يقترب منها رادفا وهو يجلس بجانبها :
- يبدو أن مبرراتي لم تكن مقنعة لكِ !! ..

في تلك اللحظة تنهدت بعمق .. تنهض لتجلس بعينيها المتورمتين من شدة البكاء .. تدفع علي لأن هتف ببرود وملامح قاطبة :
- ما زلت لا افهم ... لمَ كل هذا البكاء !!!

- هلا اخبرتني كيف تعارفنا ؟... لأني لا اظن بأني قد اوافق على الزواج من رجل عنيف .. انا أخافك كثيرا ..
سألته بنبرة راجفة متوترة والدموع تغرورق بعينيها .. بينما هو هتف يجيبها وسواد عينيه يخرز خضراء عينيها :
- ثأر ... اخيكِ قتل أخي وبهذا اصبحتي فصليتي عوضاً عن قتل أخيكِ .. وأنتِ من طلب مني أخذ روحك مقابل روحه ..

ضمت حياة شفاهها ودموعها تهطل بسخاء على خديها .. تتفاجا به ينهض من جانبها .. يتجه نحو منضدة الزينة .. ياخذ عقده ليعود إليها مرة اخرى يجلس بجانبها .. يرفع العقد امامها قائلا :
- ولكن هذا ما جعلكِ عزيزة عليّ ..

طالعت العقد متعجبة بملامح مبهمة .. تمسح دموعها لتساله بدهشة :
- كيف ذلك ؟!!

لف العقد حول عنقه ليتدلى فوق صدره قائلا بشبه ابتسامة :
- انقذتي حياتي فيما مضى .. انقذتني من الغرق وخطفتي هذا العقد من على عنقي مقابل جهدك .. شاء القدر ان يجمعنا مرّة اخرى ولكن بطريقة هزلية .. حيث اكون مدينا لكِ بحياتي وأنتِ مدينة لي بحياة أخي .. اظن بان هذا ما يسمونه العدل ..

مد يده المليئة بالجروح يضم وجنتها الندية ليردف بملامح هادئة :
- أحيانا يكون الخوف احترام ... ولكن من السئ أن يكون إهانة .. أنا زوجكِ وعليكِ أن تثقي بي ..

أنهى كلماته ليدنو من شفاهها يقبلها بقوة ثم ينفصل عنها ، يضم ظهر عنقها ليهتف قائلا للمرة الاخيرة وعيناه تتأمل شفاهها :
- ستثبت لكِ الايام من يكون زوجكِ ..

ابتلعت رمقها تمسح وجنتيها لتهتف بجراة :
- أي انك سامحت اخي .. قاتل أخيك ..

قطب حاجبيه يجيبها وهو ينهض من جانبها :
- لا يمكن ان اسامح قاتل أخي .. ولكني اشك بان اخيكِ هو القاتل .. عندما أتاكد سأجعل قاتله يتمنى الموت ألف مرّة ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن