انفصلت عنه تنهض من جانبه لتهتف قائلة ترد على كلماته :
- لا عليخان .. ليس القدر فقط هو من يعيدنا .. بل تساهلي معك .. لكن صدقني لست افعل هذا إلا لاني أرى هالة بيضاء تحيط بك .. تقودني للإيمان بك .. وتشعرني بالندم كلما حاولت التراجع ..نهض يقترب منها يقف مقابلها .. يمد يده لتحط على إحدى وجنتيها قائلا :
- أعلم بأن الفضل كله يعود لكِ حياة ... لكن ليس بيدي حيلة ... أقسم باني لا اريد من هذه الحياة سوى أنتي .. انا فقط مضطر لإيواء ياسمين حتى تُنجب ابني ..اطلقت من داخلها تنهيدة عميقة لتمسح دموعها وتطالعه ببرود قائلة :
- حسناً .. سأمنح هذه العلاقة المزيد من الوقت .. ولكني لن أمكث دقيقة واحدة ما إذا شعرت بالخيانة ..طالعها بدهشة وداخله ابتسامة اخفاها عنها مراعيا حزنها .. يتعجب هذه الغيرة المفاجئة واللتي لم يكن ليتوقعها يوماً .. اللعنة .. هي حقا تغار عليه .. وهذا يعني أنها تحبه .. لم يكن منه الى ان شدها الى صدره مرة اخرى .. يلفها بذراعيه سامحا لابتسامته بالظهور ... مُعلنا سعادته .. الآن هو يملكها حقاً .. فما دامت تحبه إذن هي لن تفارقه ابداً .. ذلك انه يعلم جيداً أن المراة اذا احبت فهي اكثر إخلاصا وصبرا من الرجل ..
في الصباح استيقظ عليخان ليجد السرير فارغاً .. مما دفعه لان بحث بعينيه عن زوجته .. يجوب ارجاء الغرفة لوهلة ثم ينهض من الفراش متجها نحو الحمام .. يطرق الباب بخفة وهو ينده باسمها .. لكن ما من مجيب ..
- اين ذهبت في هذا الوقت من الصباح واللعنة ..قال كلماته تلك ليهرع الى خارج الغرفة .. يهم بالنزول الى الاسفل حتى اتاه صوت فاطمة :
- الى أين أنت ذاهب بهذا المظهر اخي .. عاري الصدر والمنزل ملئ بالخادمات ..قالتها بابتسامة ساخرة ليسالها ببرود :
- هل رايتي حياة ؟!لم يكن منها الا ان همهمت بضحكة خفيفة تشير له بيدها أن تعال واتبعني .. ولم يكن منه الا ان تبعها لتقع عيناه على حياة تنام في سريرها وهي تحتضن إحدى الوسائد ..
- التقينا مسائا في المطبخ وكل واحدة منا كانت تملك همّاً موجعاً .. فضفضنا لبعضنا البعض ونمنا دون وعي ..
كانت هذه كلماتها واللتي بثت الراحة لنابضه ولكن ذلك لا يعني انه لم ينزعج .. فلجوئها لشقيقته كان نوعاً من الهجران .. وكأنها وضعت مسافة بائسة بينهما ..
- هل اخبرتك بكل شئ ؟!
سال عليخان بتنهيدة عميقة لتجيبه فاطمة :
- اجل .. وطلبت ان اضع نفسي بمكانها .. وهذا ما فعلت عندما نصحتها ..- ومالذي كنتي ستفعلينه لو وُضعتِ بمكانها ؟!!
اقتربت من اخيها تحط بيدها على كتفه قائلة تجيبه :
- أنت أخي وانا اعلم جيدا أي الرجال تكون .. لذلك كانت نصيحتي لها ان تتمسك بك وألا تتركك ..

أنت تقرأ
قلبٌ من صخر \مكتملة
Romance+16 أنقذت حياة من ستموت على يديه الف مرة .. قاسي بارد ومتسلط .. لكنه يعشقها حد التملّك