( 16 )

31.4K 1.1K 164
                                    

لم يستطع فهمها ولكنه ادرك بانها ذكية .. ليجيبها بارتباك اخفاه داخله خلف بروده وحديته :
- حسنا .. يمكنك زيارة عائلتك ولكن برفقة رجالي .. لاني لم اعد اثق بأحد بعد اللذي حصل مع فاطمة ..

هم بالنهض ليردف قبل ان يخرج :
- سأنتظرك بالاسفل .. بدلي ملابسكِ لنفطر ثم اوصلكِ الى منزل عائلتك ..

ابتسمت برقة وهي تمسك براحة يده تبث القشعريرة بجسده كله ما ان شدته توقف خطواته قائلة :
- شكرا لك ..
أرجفت نابضه لتنفض بالغطاء من على جسدها تهمُّ واقفة غافلة أنها منحته لمحة فاتنة عن مدى جمال جسدها وهو مكسو بالساتان الناعم .. تبتعد بحماس ملحوظ لتدخل الحمام تاركة إياه يتنهد بعمق من افكار حيوانية اجتاحت مخيلته للحظات ليخرج بعدها متجها نحو الأسفل .. يجلس على كرسيه بعدما القى تحية الصباح .. تقابله والدته بتحية مع ابتسامة لم يكن منه إلا ان لاحظها ..
- تبدين سعيدة اليوم أمي .. ما سرّ ابتسامتك ..

نظرت إليه لتجيبه بينما تمسك بكأس العصير خاصتها :
- أيجب أن يكون لابتسامتي سرّ .. وجودك سعيداً هو ما يسعدني بني ..

منحها شبه ابتسامة ولأول مرة في تاريخ حياته يقوم بمنح والدته هذه الابتسامة .. غافل أن خلف هذه العفوية ملاك تنوي صفية طردها من قصره بقسوة لا حدود لها ..

لم يكد علي يجلس حتى اقتربت حياة بتلك الملابس .. ملابس شتوية ناسبت برودة الجو في الخارج .. تقترب وهي تضرب بكعبها تسرق انظاره نحوها .. ليطالعها بطرف عينه وشعور غريب يجتاحه ما ان ارتشف رائحة عطرها ..
- لمَ تضعين عطراً برائحة قوية وأنتِ تعلمين بأننا سنخرج ...

نظرت اليه بدهشة وهي تجلس بجانبه على كرسيها لتجيبه بتوتر :
- وهل في هذا شئ خاطئ ..

عقد اصابعه يتكئ برصغيه الى سطح الطاولة رادفا بغيظ :
- اذهبي وبدلي ملابسك ..ثم إياكِ وان تضعي من هذا العطر ..

- لكن لماذا جلبته لي إذا لم يكن مسموحا لي استخدامه ..

حاول إمساك نفسه وتمالك اعصابه ليهتف قائلا يلملم رباطة جأشه :
- لا تناقشي حياة .. اذهبي وافعلي ما قلته لكِ ..

قطبت حاجبيها بانزعاج تنهض بصمت وتصعد للاعلى لتبدل ملابسها تزامنا مع اقتراب فاطمة واللتي القت التحية لتجلس بجانب والدتها قاىلة تخاطبها :
- مالذي يجري ... لم حياة منزعجة ..

التفتت صفية نحوها لتجيبها بابتسامة ساخرة :
- حياة خانوم واخذت على دور المتمدنة ... فهمت تساهل أخيك بشكل خاطئ ..

طالعها علي بنظرات حادة بينما تهتف فاطمة قاىلة تجيب والدتها :
- وماذا في ذلك .. الفتاة جميلة وفاتنة .. اظن بان اهتمامها بنفسها من حقها ..

- اجل .. فلتفعل ما تشاء وليلتهمها الرجال باعينهم .. والله وحده يعلم مالذي يحيكونه في مخيلاتهم ..
قالها عليخان بسخرية غاضبة .. لتبتسم فاطمة وهي تتأمل ملامحه .. واذا بحياة تقترب منهم تعود لكرسيها تجلس عليه بصمت وتبدا بتناول الطعام .. حتى لفتت انتباهها فاطمة ما ان هتفت قائلة :
- لا تنزعجي حياة .. هم هكذا دائما حتى تُنجبي اول طفل .. بعدها يختفي الاهتمام كله وتصبح لك حرية الاختيار ..
قالت فاطمة كلماتها تلك غافلة ان حياة ما زالت عذراء .. ينهض علي فجأة يستاذن الجميع ليخاطب حياة قائلا قبل ان يرحل :
- سانتظرك في السيارة حتى تنتهين من تناول فطورك ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن