كانت مسبلة العينين على سرير متنقل يجره ثلاثة ممرضين .. يتجهون بها الى غرفة العمليات .. معلنون حالتها الخطرة واللتي تستدعي عملية جراحية .. ذلك أن وقوعها عن السلالم كان سببا بارتجاج في الدماغ ونزيف إحدى الاوردة المرتبطة فيه ..
كانت فاطمة تقف في الخارج وهي تضم يديها امام ثغرها ..باكية ترثي حال تلك المسكينة .. يقترب منها من بعيد والد حياة وزوجته .. يهرعون نحو الغرفة بهلع .. ليمسك سروت بذراعها يهزها قائلا يسألها بقلق شديد :
- مالذي حصل لها اخبريني ابنتي .. هل هي بخير ..لم يكن من فاطمة الا ان اجهشت بالبكاء تعتصر عينيها قهرا على ما جرى .. هي تعلم بان والدتها الفاعلة .. وأنها لن تسامح نفسها ما اذا ماتت حياة او حصل لها أي مكروه .. أما سروت والد حياة فقد انهارت أعصابه يجلس على إحدى المقاعد يضم رأسه بيديه بقلة حيلة ..
في تلك اللحظة كانت تقترب الطبيبة المسؤولة عن حالة حياة .. وهي جراحة مختصة بالعمليات المعقدة .. تهتف قائلة ما ان وقعت عيناها على والد حياة :
- سروت !!!!!لم يكن من سروت الا ان رفع انظاره يطالعها .. لتدب القشعريرة في جسده كله .. إنها هي .. اجل واللعنة إنها هي .. ولكن كيف تكون هنا وهي تعيش في اسطنبول ..
- مر وقت طويل ..يال هذه الصدفة الغريبة ..
هتفت متعجبة ليبتلع رمقه بتوترشديد يطالع غرفة العمليات ثم يعود بأنظاره نحوها قائلا يسالها بقلق :
- مالذي تفعلينه هنا ؟!!سالها بتوتر شديد لتبتسم بسخرية تطالع مريولها الابيض ويديها الملفوفتان بقفازات طبية .. لتجيبه :
- بل مالذي تفعله أنت هنا ؟!زاد ارتباكه وتوتره يبتلع رمقه بصعوبة بالغة وآثار الدموع ظاهرة بعينيه .. مما دفعها لان تركته قائلة قبل ان تدخل غرفة العمليات :
- لا عليك ... يبدو بأن المريض يخصك .. اعتذر على سؤالي ..مرت الساعات ...ساعة تلو الاخرى وسروت جالس على المقعد بانتظار خبر مفرح يريح نابضه ... وبجانبه زوجته أسماء تحط بيدها على كتفه .. تؤازر حزنه وغمه .. حتى خرجت الطبيبة من غرفة العمليات تخلع قفازاتها وتخطف إحدى الملفات من الممرضين لتسجل عليه إحداثيات جهدها مع المريضة حياة ..
- هل هي بخير ... هل جرت العملية على ما يرام ..
كان هذا سروت واللذي اقترب منها يسالها بهلع .. بينما تطالع هي الملف بين يديها يصدمها عُمر حياة ما ان وقعت عينيها عليه ..لتتجه بانظارها نحو سروت تساله باهتمام :
- هل حياة ابنتك ؟!ابتلع رمقه بتوتر ليجيبها بارتباك :
- أجل ابنتي ..رجفت يدا الطبيبه تعطي الملف للممرض بجانبها .. تطالع غرفة العمليات .. تعود بانظارها نحو سروت تتأمل ملامحه المتوترة ليزداد الشك بداخلها .. في احتمالية كون حياة هي ابنتها المتوفاة منذ عشرين سنة .. ولكنها كتمت وجمظت على ذلك الشعور لتستاذن بالرحيل بعدما القت بكلمات تدعو للطمانينة على حالة حياة الصحية ...
أنت تقرأ
قلبٌ من صخر \مكتملة
Romance+16 أنقذت حياة من ستموت على يديه الف مرة .. قاسي بارد ومتسلط .. لكنه يعشقها حد التملّك