( 9 )

33.3K 1.2K 213
                                    

في أعماق المياه ، وفي اوج موجة عارمة من الفقاعات المتلاطمة أسفل الشلال .. كان جسدها يحتصر تحاول جاهدة الخروج من أسفله .. ولكن قوة ارتطام الماء أفقدتها وعيها للحظات بعد ما لمع شريط ذكرياتها في رأسها فجأة يدفعها لأن استسلمت لمصيرها .." بائسة ،عديمة الاحساس كوالدتك " .. " ناكرة للجميل كوالدتك " .. " فاشلة لهذا تركتكِ والدتك " .. كانت هذه أسماء زوجة والدها واللتي لطالما عاملتها باحتقار ..ذلك ان والدها يحبها ويفضلها على الجميع .. " ستتمنين لو انك متِّ حياة " كلمات علي خان ونظراته المخيفة .. " خاااائنة ، خيااانة .. زوجتك خانتك بني " ... " اقتلها ...اقتلها واغسل عارك بيديك " ... صفعات وإهانات وانتهاك للكرامة .. حقد خالي من الرحمة .. كله تحت إطار الثأر الكريه ..

أما علي خان واللذي كان يقف في اعلى الشلال يرفع شعره بيده من على جبينه .. يلعن بصوته الاجش ، صيحة دوت في المكان كله يتردد صداها من بعيد .. يلتفت الى ذلك اللذي يقف خلفه بخوف .. مُكبل الذراعين يُحكم عليه رفاقه اعتراضا لخيانته .. يدفع علي خان لأن هم به يمسك بعنقه ، يشده للاعلى هاتفا بوجهه وهو يضع سلاحه في راسه قائلا بنظرات غاضبة دبت الرعب بأوصاله :
- اعطني سبباً واحداً يمنعني من إفراغ سلاحي في رأسك اللعين ..

- والدتك طلبت مني قتلها قبل ان تصل إليها انت .
قال كلماته بصعوبة وبصوت مخنوق .. ليتفاجا بضربه قوية على جبينه من طرف سلاح علي خان .. يصيح به قاىلا بسخط وهو يركله في بطنه يوقعه ارضاً :
-  وظيفتك أن تُخلص لي وليس لوالدتي أيها الحقير ..

ابتعد عنه يهتف لرجاله قائلا وهو يضع سلاحه خلف حزامه :
- لا مكان للخائن بيننا .. فليصفعه كل رجل منكم بكامل قوته على وجهه .. ليعلم بأن من يعلي كلمة امراة على كلمة رجل ليس إلا ذليل ..

طالع الرجال بعضهم بعضاً ليقترب ساركان يرفع يده ويهوي بها على وجنة ذلك الرجل .. يوقعه ارضا من قوة ذراعه .. يتبعه رجل آخر .. حتى انتهى الامر به مطوطئاً راسه دامع العينين .. ذلك ان ما فعله علي خان هو مجرد قانون بين الرجال .. يدعى " التصغير " ( بالعامية علّم عليه ) ..

نظر علي خان اليه باستصغار ثم رفع بأنظاره الى بقية الرجال قائلا يهتف بحدية وصرامة :
- لن تنامو الليلة حتى تجدوها .. ميتة كانت ام على قيد الحياة ، أريد رؤيتها ..

انهى كلماته يومئون له بطواعية ليبتعد عنهم عائدا الى المنزل ، بينما يتبعه ساركان قائلا باهتمام :
- ألم تكن تريد الثأر .. مالذي تغير الآن ..

نظر عليخان لصديقه قائلا بنبرة اجشة :
- إنها هي .. من أبحث عنها ..

- تقصد ....

- تماما.. حياة هي من انقذت حياتي في الماضي ..

- ولكن مالذي يجعلك متأكد !

- لا احد يعلم بما حصل ... علاوة على انها لا تتذكرني ..

- وهل هذا دليل كافٍ لتصدقها .. قد تكون تعرف بالقصة صدفة وقد روتها لك لهدفٍ ما ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن