( 29 )

20.8K 982 167
                                    

لكمة إخرى من ذراع عليخان على وجنة ذلك الجرئ واللذي ما زال ملتزما ببروده وحدية نظراته .. بينما علي يصيح به قائلا يجيبه :
- عن أي حق تتكلم .. إنها زوجتي ... زوجتي ايها ال ***

- زوجتك ولكنها لا تحبك .. أعلم جيداً اي الفتيات تكون حياة .. وأنا متأكد كلياً أنها لا تحبك ..

لم يكن من عليخان إلا أن أمسك بعنقه يخنقه بقبضته الحديدية يدنو منه قائلا يشد على أسنانه :
- الآن تأكدت بأنك مجنون ... ومن الغباء أن أفرّغ سلاحي براس مريض مثلك ..

نفضه أرضاً ليردف قائلا بغيظ كبير :
- سأمنحك فرصة للهرب .. وعليك ان تستغلها جيداً .. لا اريد رؤيتك في هذه القرية او ما يجاورها .. وإياك ثم إياك أن تقترب من حياة .. حينها ستكون فُرَصُكَ في النجاة معدومة ..

ابتعد عنه يردف للمرة الاخيرة قائلا لرجاله وهو يضع سلاحه خلف حزامه :
- أريده طريح الفراش لاسبوع كامل ..

لم يكد ينهي اوامره حتى انهال رجاله بالضرب على جسد عثمان الضعيف .. تعلو صرخاته شيئاً فشيئا .. بينما عليخان يركب سيارته عائداً الى القصر .. يتفاجا بحياة تستقبله بملامح خائفة ..تهتف متشبثة بذراعه تماشي خطواته قائلة بقلق :
- لم تقتله .. أليس كذلك ..

لم يلتفت إليها ولا حتى يطالعها بل اكتفى بالمشي قاطب الملامح صعودا الى غرفته وهي ما زالت تتبعه :
- ارجوك أخبرني أنك لم تقتله ..

وصل الغرفة وتلك الخائفة ما زالت تتبعه .. تتفاجأ به .. يضم قبضتيه ويشد على عضلاته حتى برزت عروقه .. مغمض العينين يحاول طرد افكاره الغاضبة لكنه سرعان ما فتح عينيه ليهوي بقبضته مخترقاً مرآة الزينة .. تنهال قطعا متناثرة .. ويده تقطر دماً على إثر الشظاياً اللتي اخترقت بشرته ..

- علييي .. مالذي فعلته ..
هتفت بذعر تندفع نحوه .. تأخذ كومة من المناديل الورقية .. وتطبعها على جروح يده بسرعة .. بينما هو يطالعها بملامحه الغاضبة .. يسحب يده من بين يديها قائلا بحنق :
- هل أحببتيه !!!! ..

رفعت بانظارها إليه تتأمل سؤاله لتجيب بعد ثوان قليلة من الصمت تتعجب سؤاله :
- أخبرتك أنّي لم أفعل ..

أردفت تتأمل يده القاطرة دمائاً .. قائلة بملامح باردة :
- لم تقتله .. غضبك يشير الى ذلك ..

خلال ذلك كان يطالعها بنظرات غاضبة تلاشت رويداً .. بعدما عاد بذاكرته الى محادثتهما بخصوص ياسمين .. ليدرك أنه للحظة أثبت مقدار تحمله الضئيل أمام حقيقة وجود شخص آخر في حياة تلك الفاتنة الواقفة مقابله .. اللعنة ... لوهلة وجد عذرا لذلك المجنون .. فبحق الله .. كيف لا يكون مجنوناً بها .. وهي تملك تلك العينان .. الشفاه .. والروح الساحرة ..

- لم أقتله ..ولكني أرديته طريح الفراش ..
قالها لتغرورق عينيها دمعاً تتحول نظراته الباردة الى حادة .. يقترب منها ممسكا بذقنها يرفع رأسها ليغوص بخضراوتيها رادفاً :
- إياكي ... إياكي أن تذرفي دمعة واحدة عليه ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن