( 31 )

23.5K 982 206
                                    

مسحت دموعها لتهتف قائلة بضيق :
- لماذا فضلتني عليها ؟! تبدو كامرأة تستطيع منحك اكثر مما قد استطيع منحك ياه انا ..

سألته بجدية ليبتسم بينما يضم وجنتيها قائلا يجيبها بحب وهو يلصق جبينه بجبينها :
- لقد منحتيني الحياة .. برأيك هل هناك شئ في العالم كله يضاهي هذا ..

ابعدت يديه عن وجنتيها قائلة والغيرة تتغلغل الى اعماقها  :
- إذن أنا اتفوق عليها بذلك الدين اللعين ..

تلاشت ابتسامته لينهض قائلا يقف مقابلها :
- لم يعد ديناً .. بل اصبح سبباً لكوننا الآن زوجين .. سبباً وضعه القدر في طريقنا ليجمعنا حياة .. ويجعلني متيماً بك

طالعت ملامحه وعيناها تغوص بعينيه لتجيبه بامتعاض :
- ماذا لو اكتشفت بأنك ما زلت تحبها .. ماذا لو ......

قاطعها يضم وجنتيها مرة اخرى قائلا بشبه ابتسامة :
- لست مراهقاً حياة .. عمري ثلاثون عاماً .. وانا قادر تماما على إدراك مبتغاي ..

مسح دموعها بإبهاميه وقبل جبينها رادفا :
- توقفي عن التفكير بتلك الطريقة وتأكدي بأن هذا القلب لا ينبض إلا حباً بكِ وحدك ..
قالها وهو يضع يده اليمنى على نابضه وكأنه يقسم بكل كلمة قالها .. يتأملها بخوف من ان يغلبها ضعفها على تمسكها به .. وتفر من بين يديه دون عودة ..

بتلك الافكار وجد نفسه في مواجهة مع واقعه .. يمسك بيدها ويشدها نحوه لترتطم بصدره .. ويقيدها بذراعيه لتتغلغل رائحتها الى داخل مسامات انفه .. تقوده للاسترخاء وكأنه غائب عن الوعي .. يسرق قبلة عميقة من شفاهها الوردية بطعم الورد .. يعيش حلماً جميلا بعيدا عن كل ضغوطات الحياة ومشاكلها .. ورغم شوقه الكبير لها إلا أن تلك القبلة كانت كل ما استطاع نوله منها ..

في الصباح كان على حياة ان تجلس برفقة تلك المخملية على مائدة واحدة .. وجها لوجه .. تتقبل حقيقة وجودها كامرأة اخرى لزوجها .. وتبتلع قهرها ثقةً به .. تخفيه في أعماقها وعيناها تشهدان على واقعة كانت مؤلمة جداً لنابضها المغطى بالجروح واللتي مازالت تحاول جاهدة ان تشفيها واحدا تلو الاخر بصبر جميل وبحكمة كانت سبباً بجعل زوجها رجلا متيماً بها حد الجنون ..

- اعطيني رغيفا من الخبز ..
كان هذا عليخان واللذي اخرج حياة من سرحانها في صحنها .. لتلتفت نحوه بملامح مبهمة ثم تأخذ رغيفا من الخبز الابيض لتمده له ..

- ليس الابيض خذي الرغيف الاسمر ..
قالتها ياسمين ليلتفت الجميع نحوها يدفعونها لان هتفت تبرر تدخلها :
- عليخان يحب الخبز الاسمر ..

عادت بانظارها الى صحنها تكمل طعامها ونظرات عليخان تخرزها بغضب كبير .. يلتفت نحو حياة واللتي وضعت الرغيف الابيض لتأخذ عوضا عنه رغيفا اسمر .. تطلق تنهيدة عميقة من داخلها لتهتف قائلة بشبه ابتسامة :
- شكرا لكِ على هذه المعلومة .. ولكن كان بإمكان عليخان ان يعترض دون تدخل منكِ ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن