( 30 )

24.7K 1.1K 387
                                    

في القصر كانت حياة تجلس على مائدة العشاء تطالع صحنها بتيه وفاطمة تطالعها لوهلة ثم تعود بانظارها لابنها الصغير ميار .. تطعمه بحذر وبعناية فائقة .. اما صفية فقد كانت تأكل طعامها بنظراتها الحادة المعتادة وبمشاعر كارهة تجاه حياة لم ولن تتغير أبداً .. يتفاجأ ثلاثتهن بالخادمة تهتف قائلة بصوت متردد بعض الشئ :
- هناك سيدة في الباب تقول بأنها زوجة السيد عليخان ..

نهضن جميعهن والصدمة تكسو ملامحهن .. تتسارع أنفاس حياة وشعور قوي بالاختناق قد اجتاح بلعومها .. أتصعد الى غرفتها أم تبقى جالسه في مكانها .. تستقبل تلك الياسمين بأدب وذوق رفيعين .. هي ما زالت جاهلة بنوايا ياسمين واخلاقها ..مما دفعها لأن فضلت التزام مكانها ومنح ضرتها فرصة قبل أن تشن عليها الحرب ..

خلال ذلك كله همست صفية بملامح حادة :
- ها قد جائت الافعى المجلجلة ..

لتردف بصوت عالٍ :
- دعيها تدخل واطلبي من احدى الخادمات أن يساعدنها في حمل شنطها ..

أومئت الخادمة لتهرع نحو الباب .. وهي ليست سوى لحظات قليلة حتى تغلغل الى مسمعي حياة صوت خطواتها وهي تضرب بكعبها فوق بلاط القصر .. تخرز بتلك الاصوات نابض حياة ..
- هااااي ..

قالتها بتكلف لترفع حياة كلا حاجبيها تلتفت نحوها بملامح متجهمة وهي تهمس بداخلها :
- هااااي !!!!

قالتها بتكلف لترفع حياة كلا حاجبيها تلتفت نحوها بملامح متجهمة وهي تهمس بداخلها :- هااااي !!!!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ولكن ... لم تكن تلك الكلمة اكثر دهشة من مظهرها المزخرف .. ولباسها المتسم بالطابع الغربي .. سمراء طويلة ، شعر اسود كالليل وعينان عسليتان جابه جمالهما جمال عينيها الخضراوتين .. اللعنة .. ما هذا الشعور المقيت المتوغل بداخلها .. غيرة قاتلة تكاد تخطف أنفاسها ..

- اهلا وسهلا عزيزتي ..
قالتها فاطمة بتصنع تحاول مجارات ياسمين .. تهم بها تضمها وتقبلها .. بينما حياة تطالع كلتاهما بملامح مبهمة .. تتفاجأ بياسمين قائلة وهي تبعد إحدى خصلات شعرها من على صدرها وترميها الى الخلف بشئ من الغرور :
- لابد أنكِ حياة ؟؟ ..

- أجل أنا هي ..
اجابت حياة بنبرة هادئة .. عاكست النار المشتعلة بداخلها .. لتتفاجأ بياسمين تحتضنها بذراعيها .. وتطبع قبلة في الهواء وكأنها تقبلها على وجنتها .. ثم تنفصل عنها وهي تضم إحدى وجنتيها بيدها قائلة :
- كم تبدين جميلة وصغيرة عزيزتي ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن