( 34 )

20.4K 937 141
                                    

كانو اربعة رجال مسلحين وملثمين .. اثنين منهم يمسكون بياسمين ويجرونها وسط صرخاتها الخائفة واثنين آخرين يمسكون بحياة واللتي اكتفت بالبكاء خوفاً بصمت .. تمشي برفقتهم بطواعية دون إبداء أي ردة فعل قد تغضبهم .. تتفاجأ بأحدهم يهمس بنبرة خافتة الى محاذاة اذنها :
- لا تخافي ... لن اسمح لهم بأذيتك ..

التفتت حياة الى هذا الشخص تطالعه بدهشة .. تزداد دهشتها ما ان لمحت عيناه من فتحة لثامه .. لتعلم بأن من يحدثها هو عثمان مجنونها .. غافلة انه السبب في بقائها على قيد الحياة ..

نزلت بعينيها الى إحدى ذراعيه لتقع انظارها على جبيرة من الرسغ الى المعصم كانت تلفها .. تبتلع رمقها بتوتر وارتباك وخوفها بات اشد من قبل .. تغوص بأفكارها وهي تبحث عن سبب لهذا كله .. يهئ لها ان السبب الاساسي هو هذا المريض بجانبها .. ولكن سرعان ما علمت السبب الحقيقي بعدما وُضعت في غرفة صغيرة هي وياسمين .. مكبلتين كلٌ الى كرسي .. ومثبتتان بإحكام حتى لا تستطيعا الفرار .. يهتف احد الرجال على مسمعهما :
- والآن ماذا ؟!

في تلك اللحظة هتف عثمان يجيب رفيقه :
- الآن سنستدرج عليخان الى هنا .. نقوده لكميننا ونسلمه لرجال دمير كما اتفقنا .. نأخذ مالنا ونهرب .. وانتهى كل شئ ..

ارتعش جسد حياة بينما يطالعها بعينين لامعتين حماساً .. يلتفت نحو ياسمين ليردف قائلا :
- لكن اولاً .. أريدكم أن تُثبتو له مدى وحشيتكم .. حتى يتأكد بأننا لا نلعب ..

انهى كلماته تلك ليقترب من ياسمين يدنو من أذنها هامسا :
- ستدفعين ثمن غدركِ بحياة ..

اقترب ثلاثة منهم يمسكون بياسمين ويفكون ذراعيها بينما ثغرها مغلق بلاصق .. تحاول الافلات منهم ولكن هيهات وهم ثلاثة رجال صلبين ضد امرأة ضعيفة .. يقودودنها الى غرفة اخرى كانت مجاورة للغرفة اللتي هم فيها .. وهي ليست الا بضع دقائق حتى تغلل صوت ياسمين أُذني حياة لتبدأ دموعها بالهطول .. تحاول قول شئ لعثمان من أسفل اللاصق .. تدفعه لأن اقترب منها يجلس القرفصاء امامها ويخلع لثامه قائلا :
- لا تبكي حياتي ... هي تستحق كل ما يحصل لها الآن .. فهي من هاتفت صديقي للإيقاع بكِ وقتلك .. ولولا أني موجود هنا الآن لكنتي الآن مكانها في هذه اللحظة ..

توقف سيل دموعها وهي تتأمل كل كلمة قالها لينهض رادفا بجدية :
- لن اسمح لأحد بأن يلمسكِ حياتي .. أما ذلك الآغا فسأنتقم منه أشد انتقام ..

- عن ماذا تتكلم عثمان ؟!
كان هذا احد رفاقه واللذي دخل الغرفة فجأة يعدل هندامه .. ليلتفت عثمان نحوه قائلا يجيبه :
- لاشئ .. مجرد حديث مع زوجة الآغا ..

- مالذي قصدته بأنك لن تسمح لأحد بلمسها ..
توتر عثمان ليبتلع رمقه بصمت .. يبحث عن جواب لرفيقه بينما ذلك الشاب يقترب من حياة ويقف خلفها .. يضع كلتا يديه على كتفيها ويدنو منها ليندفع عثمان نحوه بسرعة .. يمسكه من ياقته رادفاً وهو يرفعه :
- إنها تخصني ..هذا كل ما في الامر ..
قالها ليتفاجأ ببقية الرجال يقتربون منه ومن رفيقهم الآخر .. ليهتف احدهم :
- مالذي يجري هنا !!

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن