هبت حياة واقفة تومئ للخادمة بتوتر .. تبتعد عن فاطمة واللتي وجهت انظارها لحياة تطالعها بملامح مبهمة .. حتى غابت عن انظارها تقف امام باب القصر .. لتقع عيناها على شخص كانت قد نسيت امره تماما تهتف قائلة بدهشة بينما يمنحها هو ابتسامة خبيثة :
- عثمان !!!!!!!!..- أجل عثمان ... حياتي ...
زاد توترها مع آخر كلمة قالها " حياتي " لتهتف قائلة تخاطبه بقليل من الحدية :
- أنا متزوجة ... إياك ان تنعتني بهذا الاسم مرة أخرى ..تلاشت ابتسامته يظهر البرود على ملامحه ليجيبها بامتعاض :
- لكن أخبروني أنه تم إجباركِ على الزواج ... وأتيت لاتحرى منك سوء الفهم هذا- لا عثمان ... لم يجبرني أحد ... بل انا من اخترت الزواج من الآغا ونحن الآن عائلة سعيدة ..
ثارت أنفاسه وتسارعت نبضات قلبه .. ليهتف والعرق يتصبب من جبهته :
- لا حياتي ... لن ينتهي الامر على هذا ... أنتِ لي ولولا اني كنت في السجن لما سمحت لكِ بالزواج ... لن اسكت عن الامر ... لن اسكت أبداً ..ابتلعت رمقها وهي ترى الجنون يظهر بحركاته وإيمائاته ... لتجيبه بنبرة هادئة بعض الشئ :
- لست ندا للآغا ... ارجوك افهم عثمان ... كفاك عيشاً بأحلام لم ولن تتحقق .. انا لم اكن يوما لك ولن أصبح لك أبداً ..طالعها بنظرات مخيفة كالجحيم ليبتعد من امامها وهو يشد قبضتيه سخطاً .. يتمتم بهستيرية بينما تطالعه هي والخوف يعصف بداخلها .. غافلة أن صفية تقف على إحدى شرفات القصر تراقبها بعينين من حديد ..
عادت حياة الى الحديقة لتجلس برفقة فاطمة وعلى وجهها ملامح عبرت عن توترها وخوفها .. مما دفع فاطمة لأن سألتها :
- من كان ذلك الشخص ؟!- هااا !!!! ... إنه ... إنه شقيق زوجة ابي ... جاء ليلقي التحية ولكنه غادر ما ان عرف بغياب الاغا عن القصر ..
- اها .. يبدو أنه شخص يفهم بالاصول ..
هتفت بتلك الكلمات غافلة ان عثمان ليس إلا سرسري مريض ... كان سجينا بتهمة تجارة المخدرات ... وخروجه بهذه السرعة يثير الدهشة ...ويرجف نابض تلك المسكينة الجالسة مقابلها ..حل منتصف الليل وخيم الظلام على القرية كلها .. يغط الجميع بنوم عميق بينما حياة تجلس على السرير ساندة ظهرها لظهره .. تضع اظفر ابهامها بين اسنانها والتوتر يجتاح جسدها كله ... تفكر بجنون عثمان ومدى غضب عليخان ما إذا عرف بقدومه الى القصر بتلك الطريقة الوقحة .. حتى سمعت صوت إطارات سيارته المحتكة بالحصى تقف فجأة امام بوابة القصر في سكون الليل وهدوئه .. لتهب واقفة تقترب من النافذة لتطالع الخارج بفضول .. أجل .. لقد كان زوجها .. يدخل القصر بخطوات صاخبة .. ونابضها يرجف مع كل خطوة .. فهي تنوي إخباره بكل شئ .. تجلس على حافة السرير استعدادا لاستقباله ولكنه تأخر قليلا .. يدفعها لأن فتحت الباب تطالع الردهة .. تتفاجأ بضوء ينبعث من غرفة فاطمة وصوت همسات أثارت الفضول بداخلها لتقترب بهدوء وتستمع بصمت ..
أنت تقرأ
قلبٌ من صخر \مكتملة
Romance+16 أنقذت حياة من ستموت على يديه الف مرة .. قاسي بارد ومتسلط .. لكنه يعشقها حد التملّك