( 27 )

21.6K 1K 194
                                    

- لأني لا أريدك ... أريد حريتي من جديد ..
هتفت بحدية ملحوظة تقوده للجنون رغما عنه لكنه تنهد بعمق يغمض عينيه محاولا التماسك برباطة جأشه قائلا بمراعات لم تعهدها يوما منه :
- هل فعلت والدتي شيئا يسئ لكِ بغيابي ..

أجابه صمتها ليفتح عينيه وملامحه باتت مرسومة بغضب عارم .. يمسك مقبض الباب ويحركه بعنف رادفاً بسخط :
- حياة .. أجيبيني واللعنة .. مالذي حصل في غيابي ؟!

مجدداً كان الصمت جوابا لسؤاله مما دفعه لان أخذ يضرب الباب بكتفه .. والاصرار مرسوم على ملامحه .. يشد على أسنانه وحدقتي انفه تتسع بأنفاس ثائرة .. لم يكن غضبا اكثر منه خوفا .. خوفٌ من انهيار هذه العلاقة اللتي لم تكد تستقر حتى اتته حياة بتلك الكلمات " اريد حريتي " ..
خلع الباب واندفع إلى الداخل يوزن خطواته ليقف بثبات وتقع عيناه عليها .. جالسة على حافة المغطس ... تطالعه بنظرات حادة .. تهتف قائلة بامتعاض :
- أخبرتني أنك رجل عادل ... إذا كنت كذلك حقا .. إذن عليك أن تثبت ذلك الآن ...

أردفت بنظرات باردة كالصقيع أثلجت نابضه بقسوة :
- أريد حريتي .. أظن من حقي ذلك بعد كل ما عشته الى جانبك ..

لم يكن منه إلا ان تاملها مضيقا عينيه بملامح حادة .. يقترب منها فجأة بقلة صبر ممسكا بذراعها يجرها الى خارج الحمام .. ياخذها الى السرير ليقوم بإلقائها فوقه ..

انتفض جسدها تجلس فوق السرير وتطالعه بنظرات مشدوهة .. بينما يصيح قائلا بغبطة :
- ألم نتفق كلانا على إكمال ما بدأناه ... ألم نتفق على ان يثق كل منا بالاخر ؟! ..

امسك ذقنها بقبضة ثابته يرفع رأسها نحوه ليردف بملامح باردة :
- مالذي جرى حتى استسلمتي بهذه السرعة ؟! .. أخبريني ..

اكتفت بالصمت تبتغي جنونه تشوح بوجهها عن ملامح وجهه ليسحب يده من على ذقنها .. و داخله يشتعل كبركان على وشك الانفجار .. ليهتف رادفاً للمرة الاخيرة قائلا بغيظ كبير :
- كما تريدين حياة ... سأتركك هذه الليلة تفكرين بإجابة منطقية لسؤالي .. بل وسأترك القصر كله لتنعمي بحريتك ..

سيترك القصر .. هل هذا يعني ذهابه إليها .. لم لا .. فهي زوجته في النهاية .. هذا يعني بأنه سيضمها الى صدره ويحيطها بذراعيه .. يبث لها مشاعراً كان من المؤلم تخيله يبثها لغيرها .. وياله من الم اجتاح نابض حياة ما ان انهالت هذه الافكار على مخيلتها .. لتهتف قائلة وسط دموعها قبل ان يخطو عليخان خارج الغرفة :
- هل تحبها ؟!

التفت يطالعها بدهشة .. بنظرات مشدوهة وملامح مبهمة .. يتأمل عيناها اللتي غاصت بمقلتيه وخيبة الامل تلمع بين ثناياها .. يبتلع رمقه قائلا يجيبها بهاجس من أن يكون ما يفكر به صحيحا :
- تقصدين من ؟!

أغمضت عينيها تطلق تنهيدة موجوعة اخرجتها من أعماق أعماقها قائلة تجيبه :
- تعلم جيدا من اقصد بسؤالي .. ومن غيرها عليخان ؟!

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن