قالت كلماتها برجاء لتجيبها فاطمة قاطبة الحاجبين بغضب وحزن :
- لماذا اخبرتيني إذن .. لماذا امي ؟!!- اردت ان تلتمسي لي عذرا بتصرفاتي تلك ليس إلا ..
انهت كلماتها لتطالعها فاطمة بخيبة امل تجيبها بامتعاض :
- كان عليكِ الاستمرار بحفظ هذا السر أمي .. ما بداخلي من ألم وعذاب يكفيني .. ليتك لم تخبريني ..القت بتلك الكلمات على والدتها لتخرج من الغرفة تتجه نحو غرفة أبناىها .. تفتح الباب وتطالعهم نائمين في اسرتهم .. لتقترب من اصغرهم وتنام الى جانبه تحتضنه بذراعيها وتلصقه الى جسدها .. ترتشف رائحته بعينين باكيتين .. وهي تعود بذاكرتها الى كل لحظات عذابها بجانب زوجها الظالم واللذي احبته من كل قلبها ..
اما عليخان واللذي كان يقود سيارته متجها نحو العنوان المرسل اليه من ساركان .. ممسكا بمقود سيارته يشد عليه بتوتر شديد وأفكاره تاخذه الى زوجته حياة .. مدى وحدتها وخوفها الان بعيداً عنه .. هو يعلم كم هي ضعيفة وهذا ما كان يقوده للجنون خوفا عليها .. يطلق من داخله تنهيدة عميقه اخرج بها غصة اغدقت على روحه ..
وهي ليست سوى ساعة حتى وصل الى ذلك العنوان .. يقف بسيارته على سفح مطل على نهر قيزيل إيرماك وهو احد انهار تركيا .. يطالع رافعة كبيرة كانت تنشل السيارة اللتي كان يركبها عثمان وحياة .. يقترب من ساركان ليساله :
- مالذي يحصل هنا ؟! وأين حياة ..
قالها يبحث بعينيه جيدا بين مجموعة رجال بعضهم من الشرطة والبعض الاخر من الدفاع المدني .. ليجيبه ساركان بتنهيدة ممتعضة :
- قامت الشرطة بمراجعة الكاميرات المنصوبة في المنطقة اللتي وجدنا فيها جحر اولئك الجبناء .. وعندما تأكدو من إحدى السيارات واللتي كان يقودها ذلك المريض والى جانبه زوجتك آغا .. قامو بتتبعهما عن طريق الكاميرات حتى وجدنا السيارة ملقاة في النهر هنا ..فرك عليخان ملامحه بكفة يده ليهتف وهو يضرب قبضته براحة يده الاخرى .. قائلا بغضب شديد :
- ذلك السافل ..- لا تغضب اخي ... مصيره ان يقع بأيدينا ..
- ليس هذا كل ما يهمني ... ما يؤرقني مدى ذعر زوجتي وهي برفقة مجنون مثله ..
قالها وهو يضم عنقه من الخلف بيديه معبرا عن مدى خيبة امله وقلة صبره ..بينما في مكان آخر كانت حياة تمشي خلف عثمان بطواعية .. تارة تبكي على ضعفها وتارة اخرى تحاول استجماع قوتها وتشجيع نفسها بكلمات صامته محاولة الرفع من معنوياتها .. وذلك العثمان متشبثاً بذراعها يجرها خلفه رغماً عنها .. حتى وصل بها الى منزل قديم متهتك يعود الى احد معارفه .. يزجها في احد الغرف ويقفل عليها بإحكام وسط هتافها المذعور :
- انتظر عثمان ... لا تفعل رجائاً ..كانت تضرب بيديها على باب الغرفة ولكنه كان يعيش ما يكفيه من التوتر والذعر .. يضع يديه على اذنيه ليصيح بأعلى صوته كالمجنون متعرق الجبين وراجف اليدين :
- اصمتييي ..

أنت تقرأ
قلبٌ من صخر \مكتملة
Romance+16 أنقذت حياة من ستموت على يديه الف مرة .. قاسي بارد ومتسلط .. لكنه يعشقها حد التملّك