كان يجلس متكئا على أريكته ذات الجلسة المريحة ... رافعا قدميه على الطاولة المقابلة له ... محدقا بسقف الغرفة .. حيث هاجمته عيناها على حين غفلة منه .. فنزح عينيه بعيدا عن موطنهما .. بعيدا عن عينيها .. فإذا بهما مجددا على الجدران .. و على الوسائد و على التلفاز .. و على المنضدة ..
و بالغرفة القريبة و على الستائر و على السجادة البنية و السجادة الرمادية اللون أيضاً...!!! و إذا بعينيها على الصحن و الطعام و كأس الماء.. و حين انتفض من مجلسه فرارا منهما رآهما بالمرآة على وجهه.. و في كفيه ..
فهل رسم عينيها على كل شئ .. على الجدران و الأسقف و الأشياء و اللاشئ !!
أم أنهما قد طبعتا على طبقتى عينيه الخارجية ؟! فأصبح يراهما حين يفتح عينيه و حين يغمضهما !!!
'لا مفر .. لا مفر ' أخذ يردد تلك الجملة و هو يرتدي ملابسه و يجر رجليه ليخرج من صومعته .. عله ينسلخ منها و من عينيها اللتان ظلتا تطاردنه حتى مقبض الباب ..
و ما ان خرج حتى أمطرت السماء !!!
فلم يسمع أصوات أقدام الراكضين فرارا من زخات المطر و لم يسمع نداءات الأطفال لأمهاتهم و ضحكاتهم .. و لم يسمع تغريد الطيور التي أوت إلى الأشجار لتحتمي بأوراقها من الوابل .. كل شئ قد سكن .. ما عدا صوت المطر !!
خريره و إهديداره من المنحدر !!!
فابتسم و هو يؤوس.. فقد أخبرته يوما أن إسمها يعنى 'المطر الخفيف '
فجلس مستعصيا عليه أمره .. متسائلا 'فأين إذاً منها الخلاص؟'ريهام_المطر_الخفيف ♥️
أنت تقرأ
خواطري المعتقة ،، 💜
Romanceخواطري كتبتها منذ فترة ليست بالبعيدة تعبر عن جنوني وهدوئي ورقتي وضعفي تمتلا باهاتي واناتي ،، يملئوني الحنين الناس افتقدهم رغم وجودهم ، ، خارجي هادئ عذب ولكن بداخلي بركان صاخب من المشاعر