اللقاء الثاني !!
بينهما عدة أمتار ..
أظنها خشيت الإقتراب أكثر من ذلك ..
هو أيضا شعر بخوفها و حاول جاهدا ألا يقترب كثيرا ...
في مكان ما مزدحم بشتى أشكال الحياة ..
فاجأة يخمد الضجيج من حولهما ..
فما عادا يسمعان سوى نبضهما ..
و كأن الكون قد خلا إلا منهما ..
دقائق قليلة كانت كافية لها لتعلم ماهية الحياة ..
لم يحرك عينيه عن عينيها !!
ودت لو خبأتهما فلا استطاع إليهما سبيلا ..
كانت ترتجف .. تضحك و تبكي و تتوسل و تعلن شوقها و ترفضه و تدفعه بعيدا عنها ثم تقربه .. ثم تنهره و تزجره و تغضب و تهدأ و تعلن الطاعة و الخضوع و الإستسلام و تذعن تماما له ثم تعود فتشجب و تستنكر و تعلن العصيان و تهدد بالفراق و تجثو ... تجثو دون حراك ..
هل رأى كل ذلك منها من دون أن تحرك ساكنا أو تنطق حرفا ...؟!
هل رأى كل ذلك الصراع الذي كان يحدث بداخلها في حين أن عينيها كانتا مثبتتان عليه ...!! في حين أن شفتيها لم ينطقان ..
في حين أن أمتار عديدة كانت تفصلهما عن بعض ..
أم أنه لم يرى سوى الكلمات التي نطقت بها عينيها .. تلك التي ما إن حاصرتها حتى فرت منها و هرعت إليه .. كلمات لم تستطع أن تشد زمامها و توثقها حتى لا تفر منها إليه ...
تداعى كل شئ بها و استندت بعينيها عليه ..ظل مبتسما .. ظل قلبه ينبض بها .. ظل أسيرا لعينيها .. هو أيضا تيبس في مكانه .. بينهما أمتار .. أبت أن تتلاشى ..
دقائق قليلة .. كانت كافية له ليعلم ماهية السعادة ..
كان يرتجف هو الآخر .. يبتسم .. يتذكر كم كان يحلم بذلك اللقاء .. الأشياء التي كان يحلم بقولها و لكنه تلعثم .. الخطوات التي كان يخطوها في الحلم و لكنه تسمر .. العناق الذي انتظره طويلا و لم يحصل عليه ..
و لكن بدا له أنه نفس الحلم .. من دون أن يحرك ساكنا أو يتفوه بكلمة ..
بينهما أمتار قليلة .. قليلة ربما .. كتلك التي تفصل بين قارتين !!!
أمتار قليلة !!!
و من ثم أخذت خطواتهما في التراجع شيئا فشيئا .. حتى اختفيا عن أنظار بعضهما البعض !!
كانا يعلمان بعد ما رحلا .. أن ما حدث للتو لم يكن لقاء .. بل فراق ..
فابتسما و هما يذرفان دمعا .. من دون أن يحركا ساكنا أو يتفوهان بكلمة !!
دقائق قليلة كانت كافية لهم ليعرفوا ماهية الفراق ..الحياة .. السعادة .. ثم الفراق .. !

أنت تقرأ
خواطري المعتقة ،، 💜
Romanceخواطري كتبتها منذ فترة ليست بالبعيدة تعبر عن جنوني وهدوئي ورقتي وضعفي تمتلا باهاتي واناتي ،، يملئوني الحنين الناس افتقدهم رغم وجودهم ، ، خارجي هادئ عذب ولكن بداخلي بركان صاخب من المشاعر