الأول & مكر اليمامة & صابرين شعبان

16K 443 8
                                    

الفصل الأول
💕💕💕💕

أغلق الباب بعنف فانتفضت بقوة على صوت غلقه في وجهها ، نظرت لحملها بذهول غير مصدقة ، هل حقاً أغلق الباب في وجهها هل حقاً ألقى بها خارج المنزل ، هل حقاً طرد كلتاهما من المنزل ؟ هى لا تصدق  قبضت على حملها بقوة تحميه من مستقبل مظلم مفكرة بذعر إلى أين ستذهب .. بل إلى أين سيذهبن كلتاهما ، لو أراد لطردها هى و لكن لم تخلى عن الأخرى فهى دمه و عرضه كيف هان عليه أن يلقي بها على الطريق ..غير مفكر بمصيرها و ما سيحدث لها .. انحنت لتمسك بحقيبتها التي ألقاها باهمال و هو يخرجها من المنزل الذي لم يعد منزلها .. أمسكت حقيبتها بيد و اليد الأخرى تلتف حول حملها الثمين بالنسبة لها و اتجهت لخارج المنزل ليقابلها الظلام هذا الوغد لم ينتظر حتى لتشرق الشمس و يفعل فعلته .. خرجت نحو المجهول و عقلها متوقف عن العمل ..و ألف تساؤل يدور في رأسها ماذا ستفعل و أين ستذهب
ظلت تسير هائمة على وجهها في الطرقات .. تململت تلك التي تحملها على ذراعها وقفت و وضعت الحقيبة على الأرض لتخرج منها الحامل الخاص بصغيرتها و لفته حولها بعد أن أغلقت الحقيبة حتى تستطيع أن تمسك الحقيبة جيداً فقد شعرت بذراعيها قد تصلبت من الألم. عادت للسير و بدلت حمل الحقيبة بكلتا ذراعيها التي شعرت بأصابعها تورمت من ثقل الحقيبة .. خرجت صرخة جوع من حِملها الصغير فهى لها وقت تسير مؤكد جائعة الآن و قد فات موعد رضعتها منذ وقت طويل ..همست لوتس بحنان .. " أسفة حبيبتي ليس معي ما أطعمك به الآن انتظرى قليلاً لنرى "
كانت قد سارت لوقت طويل فشعرت بقدميها أيضا قد تورمت كما يديها وجدت مطعم صغير على الطريق ما زال مضاء فدلفت إليه و هى تقول بهمس للصغيرة .. " حبيبتي سنرى ما يوجد هنا لنطعمك به "
دلفت إليه تنظر حولها بحيرة لتهتف فور رؤيتها لفتاة شابة تبدوا من ملابسها أنها أحدى العاملات كانت تقريباً تماثلها سنا أو تكبرها بعام
" مساء الخير آنستي هل لي أن أستريح هنا قليلاً لحين أطعم الصغيرة أرجوك ليس معي مال لأخذ شيء هنا "
كانت لوتس تتحدث بخجل و حرج من الفتاة فذلك الوغد لم يعطيها قرشا واحد عند طردها ..
أبتسمت الفتاة بترحيب و قالت بمودة .. " تعالي معي عزيزتي أنا أدعى رباب و يمكنك مناداتي بروبي "
أحنت لوتس رأسها في علامة ترحيب فيديها مشغولتين بالحقيبة و الصغيرة و قالت باسمة .. " لو تس عماد و يمكنك دعوتي بلوتس و هذه بنفسج صغيرتي المدللة " قالتها مشيرة لبنفسج بعينيها
قادتها روبي للداخل و قالت بمرح .. " حسنا تعالي معي و زهرتك الصغيرة بعيدا عن الزائرين للمطعم لتكوني على راحتك "
أجلست روبي لوتس على طاولة صغيرة قرب باب المطبخ تبدوا كالطاولة التي يجلسون عليها العاملين وقت راحتهم سألتها روبي بإهتمام بعد أن أجلستها .. " أخبريني ماذا أحضر لك لتطعمي الصغيرة " قالت لوتس بحرج .. " أريد بعض الماء الدافي فقط إذا سمحتى روبي "
ذهبت روبي لتحضر ما طلبته لوتس التي فتحت حقيبتها لتخرج زجاجة الحليب و العلبة الصغيرة التى أخذتها خفية هى و الأخرى عن ذلك الرجل الحقير عبد المجيد وضعت ملعقتان و نصف من الحليب المجفف في الزجاجة و أنتظرت روبي لتحضر الماء .. أتت روبي بعد قليل تحمل صينية تقديم عليها زجاجة ماء معدنية و بعض السندوتشات و زجاجة من الماء الدافئ الذي طلبته لوتس لبنفسج وضعت الصينية على الطاولة و مدت يدها تأخذ بنفسج قالت للوتس
" هيا أعدي الحليب و أعطيني إياه لأطعمها لدي نصف ساعة راحة الآن قبل العودة للعمل "
قالت لوتس بحرج .. " لا داعي لذلك روبي أستريحي أنت أنها فترة راحتك لا تضيعيها علينا أنا شاكرة لك للسماح لنا بالجلوس هنا "
قالت روبي و هى تأخذ الصغيرة عنوة .. " كفاك ثرثرة يا فتاة هيا أعدي الحليب و أعطيني إياه حتى نصمت هذا الوحش بجهاز أنذاره "
أبتسمت لوتس و أعدت الحليب و أعطت الزجاجة لروبي التي جلست على المقعد المقابل للوتس و أعطته لبنفسج التي صمتت على الفور تلتهم الحليب بشره قالت روبي باسمة ." تناولي هذا أنه على حسابي"
شعرت لوتس بالحرج و لمعت عيناها بالدموع بحزن قائلة بخجل
" شكرا لك يكفي ما جلبته لبنفسج و فعلتيه معنا "
قالت روبي بملل .. " أنت مملة يا فتاة كفاك ثرثرة فارغة و تناولي طعامك "
جلست لوتس مرة أخرى على المقعد و أمسكت بالسندوتش الصغير تتناول منه القليل و عيناها على بنفسج تنظر إليها بيأس مفكرة فيما ستفعل و أين ستذهب بها و كيف سيعشان دون جدران تأويهم و عائلة تحميهم سألت عيناها بحزن و هى تتناول الطعام بصمت .. نظرت إليها روبي بشفقة و سألت بإهتمام .. " أخبريني لوتس لم أنت في الخارج في هذا الوقت المتأخر و معك حقيبتك هل أتيتي من سفر لزيارة أحد أقاربك "
نظرت إليها لوتس و قالت بسخرية مريرة .. " لا لقد طردني أحد أقاربي من المنزل و ألقى بي على الطريق في هذا الوقت "
نظرت إليها روبي بجمود لم يعد شيء تسمعه يدهشها مما يحدث في هذا العالم لم تتعجب من فعلة قريبها و دمها فعلها من قبل عندما طردها و والدتها من المنزل ليتزوج به و لكنها ممتنة لكونه أعطاهم فرصة ليبحثوا عن مكان يأويهم و لم يصل لبشاعة هذا القريب خاصتها و التي لم تنل مثل حظهما يا للسخرية تمتن لأن شقيقها طردهم من منزلهم و لكونه أعاطم وقت ليجدا مكان ..
قالت روبي بهدوء .. " لم لا تحكي لي حكايتك ربما أستطعت مساعدتك"

مكر اليمامة الجزء الأول من نساء ماكراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن