الفصل الخامس
💕💕💕💕💕
عاد أصهب للمنزل بعد حديثه مع سوزان و سيره لبعض الوقت ليفكر في خطوته القادمة ماذا سيفعل .. قرر الذهاب لمحام ليعلم موقفه القانوني من هذه الزيجة الغريبة التي أوقعه فيها جده . وجد الباب مواربا عندما عاد . فشعر بالقلق أن يكون قد حدث شيء لجده بعد رحيله غاضبا . دفع الباب ليدخل بعنف ليجد تلك السارقة تقف مع جده و رجل غريب يحمل الطفلة الصغيرة يلاعبها و يقبلها . شعر بالغضب متسائلا هل هذا هو الرجل الذي تركها و ابنتها ليضطر جده لتزويجها له منعاً للفضيحة . كان سيثور بغضب و يصرخ على رؤيتهم . و كأن جده علم ما يفكر به فقال له براحة .. ” أصهب لقد عدت بني تعال لتتعرف على جارنا الجديد دكتور منير فهمي لقد أفتتح عيادته في الشقة المقابلة لنا و أراد التعرف على جيرانه “
لم يعلق أصهب و لم يرحب بالرجل بل أتجه لغرفته القديمة و أغلق الباب خلفه بعنف . شعر فخري بالحرج من تصرفه و لكنه لم يعقب على الأمر . ابتسم منير ليلطف الموقف قائلاً .. ” حسنا أنا سأذهب سعيد بمعرفتك سيد فخري و أنت آنسة لوتس سعيد برؤيتك مرة أخرى “
ثم قبل بنفسج و أردف .. ” و أنت زهرتي الجميلة سعيد بمعرفتك الآن و قد أصبحنا جيران سنعيد تعارفنا القديم بشكل أفضل “
أخذت لوتس بنفسج من بين ذراعيه فأوصله فخري للباب مودعا . بعد أن أغلق الباب قالت لوتس بقلق.. ” جدي سأذهب لغرفتي لا أريد أن يراني أمامه الآن “
خرج أصهب من الغرفة على حديثها فقال بغضب و سخرية .. ” لماذا أيتها السارقة هل فعلت شيء و تهربين منه “
رغم غضبها من سبه لها و لكنها التمست له العذر في ثورته و لم تعقب على نعته لها بالسارقة و قالت ببرود .. ” بالطبع لم أفعل شيء لأهرب منه يا سيد و لكن لا أريدك أن تفزع صغيرتي بصراخك مرة أخرى لقد هدئها دكتور منير منذ قليل بعد افزاعك لها شكراً لله على وجوده هنا “
ذهبت و تركتهم فقال أصهب بغضب .. ” أنا سأتزوج جدي . إن لم يكن بأمكاني طلاق تلك المحتالة الآن سأتزوج بأخرى إن لم تقبل المكوث معنا هذا العام فلتعيد لي مالي و تذهب للجحيم “
سمعته لوتس من الداخل فتركت بنفسج على الفراش و خرجت تقول بغضب .. ” فلتتزوج عشرة أيها الوغد لا يهمني من هذه التي تطيقك فأنت وقح مغرور بغيض “
أغلقت الباب مرة أخرى بعد أن عادت للغرفة . هم أصهب أن يذهب خلفها فأمسك فخري بذراعه يوقفه قائلاً بهدوء .. ” بني لم لا تبدل ملابسك و تستريح من تعب السفر لقد تأخر الوقت مؤكد متعب و غدا نتحدث في كل ما تريد فعله “
نظر إليه أصهب بلوم أحزنه قبل أن يتركه و يذهب لغرفته يغلق بابها بعنف .. تنهد فخري قائلاً .. ” يبدوا أن الفترة القادمة ستشهد حربا عالمية ثالثة و ستكون صعبة بالفعل على الجميع و ليس على الزهرة و الأسد فقط ..“***********************
بعد يوميندلف أصهب للمنزل و على ملامحه غضب عارم و شعور بالحزن الشديد من جده الذي وضعه في موقف كهذا لا يعرف ما يفعل به بعد الذي علمه اليوم في زيارته للمحام ليعرف موقفه القانوني من هذه الزيجة كان حديث المحام صادم له بالنسبة لأمر الزواج .. بعد أن تركه عاد للمنزل و شياطين تقفز أمام عينيه في رقصة مرحة ليزداد اشتعالا و غضبا و جنونا يريد أن يطيح بالجميع أمامه . أغلق الباب بعنف ليجد جده يجلس على الأرض يداعب الصغيرة ببعض قطع المكعبات الملونة الخاصة بالأطفال . رفع عينه لينظر لأصهب بوجهه المحتقن ليعلم أن هناك شيء قد حدث . اعتدل فخري و سأله بهدوء لامبالي ..” أين كنت أصهب “
تقدم أصهب ليقف أمامه يحاول تمالك نفسه حتى لا ينفعل على جده في الحديث و يسيء معاملته و لكنه غير مصدق لفعلته للان و يريد أن يعرف بالضبط كيف فعلها و زوجه . كيف قام بتسجيل عقد زواجه من تلك السارقة . . قال بصوت خرج عنيفا غصبا عنه .. ” كنت لدي المحام جدي تريد أن تعرف لماذا كنت لديه “
قال فخري بلامبالاة .. ” لا ، لأني أعرف لم كنت لديه فهذا شيء واضح وضوح الشمس “
رد أصهب من بين أسنانه .. ” تريد أن تعرف ماذا قال لي “
أومأ فخري موافقا .. ” إن كان هذا سيريحك حين أعلمه فلا بأس بذلك أخبرني “
عقد أصهب حاجبيه بغضب من برود جده فقال بسخرية مريرة ..
” كيف فعلتها جدي . كيف زوجتني إذا كان عقد الوكالة لا يجوز في أمور الزواج “
مط فخري شفتيه بملل و قال .. ” بعقد أيضاً أنت قد فعلته لي “
سأله أصهب بغضب و هو يحاول عصر ذاكرته ليتذكر متى فعل ..
” متى هذا جدي “
رفع فخري حاجبه بتعجب .. ” هل تقول أنك نسيت أمره حقا أنا لا أصدق “
هدر أصهب بغضب و لم يعد يتمالك أعصابه .. ” جدي أرجوك “
لانت ملامحه و قال .. ” تتذكر فرح زميلتك في الجامعة “
نظر إليه أصهب بحيرة .. ” ما بها “
شعر فخري بالحزن على حفيده فتلك الفترة كانت من أسعد لحظات حياته فهما قد أعدا كل شيء ليتزوج فرح كان قد أنهى جامعته و قررا الزواج و المكوث مع جده و والدته فهما قد تركا شقتهم بعد موت والده و عادا للعيش مع جده إلى أن تم اختياره و ارسلته جامعته في بعثة لكسب الخبرة في مجال الهندسة في الخارج و هذا تفعله الجامعة مع الطلبة الأوائل على دفعتهم ليسافروا لدولة أجنبية يحتكون بالخبرات هناك ليكتسب خبرة في مجاله لتعقد معه الشركة هناك عقد لمدة عام يظل يعمل لديهم بعد انتهاء فترة البعثة و كان قد قررا موعد عقد قرانه على فرح ... و لكنه لم يرد أن تضيع هذه الفرصة فطلب من جده الوكالة عنه في عقد القران بعد علمه أن والد فرح أراد أنهاء الأمر بسبب سفره و عدم ثقته في عودته . و بالفعل أرسل عقد الوكالة لجده ليعقد القران على فرح و لكن ما حدث هو بعد عدة أيام من إرساله العقد كان جده يطلب منه العودة لأن والدته قد قررت الزواج .. ليعود أصهب على الفور متناسيا العمل هناك و زواجه الذي لم يتم بسبب ما حدث كانت فترة عصيبة بالنسبة له و بدلا من أن يتم الزواج كما كان مقرر بوجوده هذه المرة أنتهى ليبتعد هو تاركا خلفه كل شيء و يعود هذه المرة متجاهلا زواجه ليهرب مبتعدا عن الجميع ليترك لجده يواجه سخط و غضب عائلة فرح منه ..
قال فخري بحزن .. ” تتذكر ذلك العقد الذي فعلته لي لأزوجك فرح “
شحب وجه أصهب .. ” لقد مزقته “
رد فخري بهدوء نافيا ..” لا لم أفعل “
سأله بحيرة و ضيق .. ” لماذا “
رد فخري بلامبالاة .. ” إرادة الله “
عادت ملامحه للغضب ثانية .. ” و لكنه يظل باطلا “
قال بهدوء .. ” و لكن مالك حلال لها إذا طلقتها “
شعر أصهب بالغضب يعاوده فقال بغلظة .. ” لماذا أنا جدي بالله عليك لماذا أنا “
قال فخري بحزن و عيناه على بنفسج .. ” أنهم دمك و هم أولى بك من تلك الغريبة “
خرج صوت غاضب من حلقه جعل الصغيرة تنتفض باكية .. ” أنها فاسقة و لن أقبل بها و لو على جثتي “
شعر بمن دفعه من الخلف بغضب كاد يسقط على الأرض لولا أن تمالك نفسه . استدار ليجد لوتس تنظر إليه بغضب قائلة .. ” أيها البغيض إياك و نعتي بهذه الألفاظ البزيئة ثانياً و إلا قصصت لك لسانك هذا “
تنفس بغضب و قبل صدور أي ردة فعل منه سمع صوت فخري المحذر ” هذا يكفي كلاكما هل ستمسكان ببعضكما أمامي “
قال أصهب بغضب .. ” عام واحد يا حقيرة و سألقيك بيدي خارج منزلي و حياتي فقط أصبري سأكون لك جحيما تتمنى لو لم تريني في يوم “
تركهم و ذهب لغرفته فنظرت لوتس لفخري غاضبة و هى تشير لمكان ذهابه .. ” هذا الرجل لم أرى أسوء منه في حياتي هل هذا من تظنه سيحافظ على و بنفسج “
رد فخري باسما .. ” سيفعل فقط أصبري لينتهي غضبه و يتقبل واقع أنك زوجته “
قالت بحزن .. ” و لكن هو معه حق زواجنا باطل “
رد فخري بثقة .. ” بيدك تجعليه شرعي “
سألت بحزن .. ” كيف ذلك “
همس فخري حتى لا يسمعه حفيده من الداخل .. ” أجعليه يحبك و سيكون زواجك حقيقي و شرعي بقبوله “
أحتقن وجهها بخجل .. ” جدي “
ضحك فخري بمرح .. ” هيا يا حمقاء أطعمي الأسد يقال أن أقرب طريق لقلب الرجل معدته فلنبدأ بتجربة ذلك لنعلم صحة المقولة “
ضحكت لوتس بسخرية .. ” حقا يا جدي تريدني أطعم حفيدك الفظ ألا تخشى أن أضع له السم لأتخلص منه “
رد فخري بلامبالاة .. ” سأتناوله معه أنا أيضاً تعلمين ذلك “
سألته بحزن . ” تريد تركي “
ضحك فخري بقوة .. ” هل ستفعلينها حقا “
ردت بلامبالاة .. ” لا فحفيدك لا يستحق أن أدخل من أجله السجن “
قال فخري يجيبها بمكر .. ” و لكنه يستحق تدخلي من أجله الجنة فهو وسيم و قوي و رجل بقلب طيب حين تعرفينه جيدا “
استدارت لتذهب و تداري خجلها بصوتها اللامبالي .. ” سنرى “
أبتسم فخري بمكر .. ” نعم سنرى ما ستفعله الزهرة بالأسد “
أنت تقرأ
مكر اليمامة الجزء الأول من نساء ماكرات
ChickLitلوتس ناعمة كأوراقها ، وصلبة كجذورها ، و خشنة كالساق ، وطيبة كالعطر هى الجمال والقسوة فى آنٍ واحد ، ماذا تفعل عندما تتزوج أسدا دون أن يعلم ماذا سيفعل عندما يرها لأول مرة تحمل بين ذراعيها طفلة تخبره أنها أبنتها