الفصل العشرون
💕💕💕💕💕
قال عبد المجيد بهدوء للوتس الحاملة بنفسج و تقف أمام منزل فخري جدها و مهدي الذي أتى معهم ليستند عبد المجيد عليه مع عكازه .
” أطرقي الباب لوتس لا تفتحي بمفتاحك يا ابنتي “
كان تنبيه عمها كطعنه في صدرها و كأنه يثبت بقوله هذا أن فعلتها تلك جعلتها غريبة عن المنزل و لا يحق لها العودة و الدخول إليه دون إذنا منهم زوجها و جدها . فهم عبد المجيد ما تفكر فيه من ملامح وجهها الحزينة فقال بهدوء .. ” لكوننا معك ابنتي لا شيء آخر فنحن أغراب و ربما جدك لا يقبل دخولي بعد فعلتي القديمة معك . “
أومأت لوتس بصمت و طرقت الباب بهدوء و قلبها يدق بفزع منتظرة رؤيته لها و كيف سيكون استقباله لها عند وقوفها أمامه . أنتظرن قليلاً ثم فتح الباب لتجد جدها بملامحه المتعبة كأنه لا يحصل على وقت كاف من النوم . نظر إليها فخري بلوم و عتاب و عيناه تلمع بالدموع قبل أن يضمها لصدره هى و بنفسج غير منتبه للواقفين خلفها . قال بغضب هادرا بها و هو مازال يضمها .. ” حسابك معي عسير يا حمقاء . سأعاقبك أشد العقاب لم فعلته أقسم لن أمررها لك و لن أمرر أي من أفعالك الغبية بعد الأن “
بكت لوتس بحرقة و لفت ذراعها حوله و الأخرى تمسك ببنفسج ..
” أسفة .. أسفة .. أسفة سامحني جدي “
قال فخري بغضب و قلق اليومين يهدأ بعودتها و عقله يستريح من التفكير .. ” لن أفعل . لن أسامحك لحين تأخذين عقابك “
قالت متوسلة .. ” عاقبني إذا لا بأس فأنا أستحق و لكن أرجوك سامحني “
قال عبد المجيد بهدوء ليوقف سيل اللوم و العتاب الواقع على رأسها
” الن تسمح لنا بالدخول سيدي أم ستردها لي . أنت ترى أنا لا أستطيع الوقوف أكثر من ذلك . “
نظر إليه فخري بدهشة للرجل الحاقد المتبجح و اللامبالي الذي كان يصرفه من بيته من عدة أشهر ببرود و قد جار عليه الزمن ليقف متعكزا بعصاه و ذراع داعمة من أحدهم . ” هل كانت لديك “
رد عبد المجيد بهدوء .. ” نعم “
قال فخري ممتنا له أنه لم يطردها عندما لجأت إليه فالله يعلم ما كان سيكون حالها إن فعل و لأين كانت ستذهب .. ” شكراً لك “
قال عبد المجيد بتعب .. ” الن تدخلنا فقد تعبت قدمي فأنت كما ترى أنتقم الله لكم “
ابتسم فخري بسخرية و قال مؤكدا .. ” بالفعل “
أفسح لهم الطريق ليدخل عبد المجيد بمساعدة مهدي الذي لم ينطق بكلمة و التزم دور المستمع فالأمر بالفعل لا يخصه جلس جميعهم في غرفة الجلوس بصمت فنهض فخري يمسك بالهاتف ليتصل بأصهب قائلاً بحزم و راحة .. ” تعال للمنزل بني فقد عادت و الصغيرة “****************************
جالس أمامهم بتصلب بعد عودته من الخارج فور أن هاتفه جده يسمتع لم حدث من فم عمها الذي يتحدث بهدوء و يخبره بما حدث ليفهم من حديثه أنها تركته لكونها تشك به و لا تثق فيه . ليجد رغم كل ما حدث بينهما أن علاقتهم من الضعف بحيث عند أول مشكلة صادفتهم هربت و تركته يتخبط وحده دون أن تأتي لتسأله ما حدث أو ماذا يدور بينه و بين سوزان و تلتمس له العذر لحين يأكد ما رأته أو ينفيه و يدافع عن نفسه . هل سيكون هذا ما سيحصل كلما وقعا في مشكلة ما تخفيها و تتكتم و تهرب من المواجهة . علم ما سبب فتورها اليوم التالي لزفافهم و علم سبب حالتها منذ عدة أيام . علم أنها لم تثق به مثقال ذرة لتأتي و تواجهه . علم و علم ليجد أنه متعب حقا يكاد ينهار نفسياً و جسديا لكل ما حدث هاذين اليومين . يشعر أنه مستنزف لا طاقة له للجدال أو اللوم أو العتاب و لا طاقة ليفرغ بها غضبه الذي يشعر به الآن منها . نهض بصمت تحت نظراتهم القلقة ليتجه لغرفته و يغلق بابه خلفه بهدوء لا يبرر هدوءه ثورته الدائرة داخله الأن . سالت دموعها و هتفت بجدها بلوعة تستنجد به من صمت زوجها لعله يطمئنها و يخبرها أنه سيعود كما كان و لو بعد وقت و لكنه لم يطمئنها فهو نفسه قلق و لا يعرف ردة فعل حفيده بعد كل ما سمعه الآن . ” جدي ماذا سأفعل “
أجاب فخري بحيرة .. ” أعطه بعض الوقت ليتجاوز صدمة كل ما قلته و عمك لوتس فهو أمر ليس هينا عليه عدم ثقتك و شكك به ليس مسألة سهلة لتتجاوزها بكلمتين أسف و عتاب “
نهض عبد المجيد مستندا على مهدي قائلاً .. ” جدك معه حق لوتس أصبري قليلا و أعطه مساحته . أنا سأرحل الآن و سأحادثك فيما بعد لأطمئن عليك “
قال فخري بهدوء وهو يصافحه .. ” شكراً لك مرة أخرى سيد عبد المجيد و مؤكد سنأتي لزيارتك قريبا “
بعد رحيلهم قالت لجدها بحزن .. ” سأذهب لرؤيته جدي أرجوك انتبه لبنفسج “
” أذهبي عزيزتي ربما تصطلح الأمور “ قالها و هو يمني نفسه بذلك رغم الشك الذي يشعر به من تحقق أمنيته
أنت تقرأ
مكر اليمامة الجزء الأول من نساء ماكرات
ChickLitلوتس ناعمة كأوراقها ، وصلبة كجذورها ، و خشنة كالساق ، وطيبة كالعطر هى الجمال والقسوة فى آنٍ واحد ، ماذا تفعل عندما تتزوج أسدا دون أن يعلم ماذا سيفعل عندما يرها لأول مرة تحمل بين ذراعيها طفلة تخبره أنها أبنتها