الموجة الثانية

15.9K 1.4K 332
                                    

٣

........

سافروا سمارة وزوجها وكانت حامل ببنتها الاولى اللي نولدت بسوريا وما شفناها وبقوا هناك واستقروا فترة وقدموا لجوء لدولة اوربية يعني سفرهم ما بي رجعة

كان ظني هاي انتهت وعبد الله عاف الجيش وما علينا شي بمنطقتنا بس اللي صار عكس ساءت الاوضاع اكثر والقاعدة صارت على اشدها وكملت لما عمي علي ساعد عائلة جيراننا وهزمهم من المنطقة وشاع الخبر بأن هو ساعدهم وهزم اولادهم الذكور والبنات وامهم طلعوا بعدها بيومين 

هاي كانت نقطة علينا خصوصا واحنا عوائلنا خليط من مذهبين وخوالهم كلهم من المذهب الثاني وامي وخالتي هم وجدتي بدريه كل نساء عائلتنا من غير مذهب وغير محافظه
وبشهر الثامن من نفس السنه السودة وعيت الفجر على حس زوجة ابويه تبجي وتتوسل بابويه لا يطلع وهو يكول الها اخويه ممدد بالشارع وتريديني اعوفه طلع واحنا انخبصنا وراه بالبجي ما نفتهم شكو بس نسمع طلقات بره لحد ما طلع الصبح رجع ابويه كله دمايه وعيونه حمر ووياه شرطة وجيش اقاربنا من جهة الخوال جايين يطلعونا من بيوتنا
نركض ونجمع باغراضنا اي شي المهم نطلع ما نبقى طلعنا وكانت سيارات ٤ تابعه لقوة عسكرية طلعتنا بيت عمي ابو علي بغير سيارة بس وياهم واحد ممدد بالخلف مال السيارة ويعيطون حتى ما افتهمنا منو من خذلتنا المهم نصعد ونطلع من المنطقة قبل لا يصفونا كلنا 

وهذاك الصبح الاكشر اللي مر علينا كان كله دم وخوف وذهاب للمجهول ودعنا طفولتنا وبيوتنا ومنطقتنا المشؤومة اللي لحد هاليوم كل ما نفوت من يمها بقلوبنا غصه والم من اللي شفناه بيها
وصلنا لغير محافظه ساعة ٨ الصبح دخلنا لمناطق سكن الخوال وهنا استقبلونا بالرمي والطلقات واعلنوا حدادهم على عمي اللي ما دريناه مستشهد الا لما نزلنا من السيارات وافتهمنا اللي صار بينا
صدمة ما بعدها صدمة ما كان احد منا يدري بهالشي جدتي بدرية توارت بالتراب وتلكنها خواتها واقاربها بالعويل والنواح ومنا خالتي ام علي اللي اتهسترت من عرفت 

من الخذله والخوف اللي اكلنا اني وريهام متحاضنات ونبجي لحد ما وكعت من طولها وشالوها
شالوا عمي للمغيسل والناس تجمهرت بالمكان كلهم اقاربنا واصدقاء
بيومها ما شفت سيف الا لما شالوا التابوت وهو متقدمهم كسرني ببجيته عبالك طفل يلطم ويوكع ويرجعون يوكفوه

صار العزا بمضيف بمنطقتهم لان عمي علي كلش معروف والناس تحبه هواي ويحترموه خسارة موته للكل الناس من منطقتنا ما منعتهم الظروف يجونا للفاتحة وياخذون من خاطرنا وكلهم يكولون خسارة ابو عبدالله يموت بهالشكل وقتلته يبقون عايشين بس هي هاي دنيتنا حقيرة تاخذ الاعزاز والزينين وتعوف وساختها يمشون ويسيطرون
بيوتنا حسب الكلام اللي نقلوه اهل المنطقة اللي اجوي كتبوا عليها عبارة حقيرة اشتهرت عند القتلة بهذيج الفترة
"بيوت .....لا تباع ولا تأجر"
الطرفين تأذوا من هالعبارة والطرفين شافوا الويل بسبب اللي يكتبوها الله ينتقم من كل طائفي وصلنا لهذا الحال
مرت ايام العزا وصرنا مهجرين لا بيوت لا ملابس كافيه ولا كدرنا نرجع نجيب شي من بيوتنا اللي انهبت بس ربنا ما كطع

امواج القلوب❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن