الفصل الثانى

24.6K 504 24
                                    

الفصل..الثاني

كانت تراقب وقفته المتصلبة كتمثال من الحجر,ووجهه يعلوه الذهول المخلوط بالندم,فمه الفاغر بصدمة وكأنه لا يصدق ما يخبروه اياه على الهاتف ؟! وهي كانت ما تزال تلتحف بالأغطية ودموعها لم تجف بعد ما حدث حتى مع محاولته في التخفيف عنها..مازالت في صدمتها به,لقد أتم زواجه منها ومنحهم تلك الخرقة التي تحمل دمها بسهولة !!أين الطبيب المثقف الذي وعدها بأن لا ينتهك سترها وسوف يرفض ما فرضوه عليهم !!!فاقت من نعيها لنفسها وهي تراقب الهاتف الذي سقط من يده يتناثر على أرضية الغرفة لقطع صغيرة..سمعت صوته الذاهل متحشرج بغير تصديق يخبرها:
"لقد هرب تليد وترك أختي ضحية تلوكها الألسنة"
عقدت حاجبيها بعد فهم حقيقي وهي تكفكف دمعها عندما أقترب منها يجلس على طرف السرير يضع رأسه بين كفيه بألم وخيبة وهو يردف بنفي:
"هذا كابوس,لا يمكن أن يحدث لن يؤذيني اخوكي في شرفي بعد أن رفعت رأسكم"
صوتها خرج متحشرج من أثر بكائها منذ ساعات تستفهم منه:
"أنا لا أفهم !!من كان يحدثك,وماذا أخبرك ؟!"
رفع وجهه يخبرها بنبرات ميتة:
"ما الذي لا تفهميه !!أخوكي هرب وترك لنا العار"
ردت بصوت مرتجف:
"هذا لن يحدث أبداً..لن يفعلها هو ليس جبان ليهرب من مسؤلية حتى وأن كانت خديعة ورطناه بها"
إلتفتت لها يصرخ بها بوحشية,وهو يمسك بعضديها بعنف وكأنه يريد إفراغ غضبه وحقده وكسرته بها:
"لقد فعلها هدير..البطل الهمام تهجَم على طفلة,وهرب كالجبان بعد أن هز صراخها داركم كلها"
صراخه زاد وهو يعصرها بين يديه بوجع يردف:
"هرب من مسئوليته بعد أن وثقنا به,وهو يعلن بقذارة أنها غير عفيفة"
لم تبالي بثورته وبصدمتها فيه التي تتوالى وعيناها تعبر عن تضاربها وخذلانها:
"مستحيل..مستحيل..أخي لن يفعلها لن يتعدى على أحد ولن يتهمها كذب"
صراخها تعالى بثورة وهي تنفض يديه عنها تبتعد عن الفراش تقف بشموخ غريب أمامه تخبره بقوة:
"تليد ليس جبان !كذب..كل ما تقوله كذب !لن يخون مبادئه,ولن يتهرب من كلمة أعطاها"
وقف هو الأخر من جلسته يتأملها ونبراتها الواثقة تشعل النار بصدره,حقداً وغل وخيبة,بتمهل خطر أخبرها بتأكيد:
"لقد فعل..أخوكي جبان ولا يحمل ذرة مبادئ,شعارات يتغني بها ليجذب الأنظار من حوله"
صاحت به بأنفعال:"كاااذب كما حالك دائماً..حتى وإن فعل,ألم تُضحي بها أنت من أجل نفسك ؟ألم تغشوه جميعاً وأولهم والدك ؟!أخبرتكم الخداع لن ينفع معه,لن يمررها على خير..وأنت تلاعبت بي كعادتك لتلتزم الصمت"
ببرود رد:
"لم أجبرك على شيء..إن أردتي إخباره ما الذي منعك ؟!انتظرتي حتى الزفاف لتخبريه بدناءة !!لتنجي أمامه وتتملصي من الخدعة كما تدعي,وأنتِ السبب فكل ما حدث ويحدث"
كانت تهز رأسها بإنكار لما يحدث..هل من يقف أمامها الآن أصيل حبيبها العاشق المتيم الذي لم يترك قصيدة غزل واحدة لم يلقيها على مسامعها ؟!
"أصيل هل تعي ما تقوله,أم تحاول جرحي ؟!"
رفعت يدها المرتعشة تضرب على صدرها بصدمة تلف بعقلها وهي تقول:
"أنا السبب ؟!أنا يا أصيل من خان العهد أم أنت ؟!لقد وعدته بعدم الاقتراب مني,أتذكر أنت من دفعتني للحديث معك وأنت تلتف حولي !!أنت من اقنعتني أن نتقابل في المحافظة لنستطيع الكلام بحرية"

عادات خادعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن