الخامس والعشرون والسادس والعشرون

26.3K 429 11
                                    

الفصل الخامس والعشرون عادات خادعة

خفقات قلبها تتعالى بجنون لم تعلم أسبابه الحقيقية..غضباً أم سعادة متراقصة !!إنّ ما كانت تشك به أصبح حقيقة ربما فقط الترقب..ظلت تنظر لإختبارالحمل المنزلي الصغير..وقد تبددت كل حيرتها ما بين البهجة والغضب..وإحتل السخط ملامحها بحمرة شهية بددت لونها الخمري..حمرة غضب بشدة فهي أدركت أنها فعلته التي أراد التحكم في أمرها وفرضه عليها دون حتى أن يُخبرها..إندفعت خارج الحمام إلى الغرفه بعاصفه مماثلة للجنون الذي تلبثها..وعقلها يتذكرجملته التي علقت في ذهنها..فهو أخبرها أنه فعل أمراً من وراء ظهرها؟! هتفت بانفعال جعله يقفز من فوق الفراش:
"أصييييل سأقتلك..صدقني هذه المرة سأفعلها بدون ندم..أو تردد"
توسعت عيناه حتى كادت تخرج من محجرها وهو يرى جنونها الغريب..فمنذ ما حدث في الغرفة الخارجية عادت لتنعزل عنه..ولكن هذه المرة ربما تتمنع عنه بدلال..لم يتردد لحظة في منحه لها ربما يعوضها عن تلك السنوات التي أهدرت وهو يعذب كليهما..
تلقف جسدها الذي ألقته عليه بعنف جعله يسقط على الفراش مرة أخرى وهويضمها معه..لم يستطع منع ضحكة خشنة عالية عندما أخذت تضربه بقبضتها على صدره بتهور..وبالأخرى تلوح بجهاز اختبار الحمل..وهي تقول بهدر وثورة:"كيف حدث هذا؟!"
تركها تفرغ غضبها كما تريد وهو يطوق خَصرها بين ذراعيه..وأخبرها بنبرة حاول ان تكون بارده ولكن خرجت عبثية بشقاوة لذيذه مدغدغة لأنوثتها وهو يدعى الدهشة:
"ألا تعرفين كيف حدث هذا !!ثلاث سنوات يا ناكرة للجميل أشرح بالطريقة العملية والنظرية ثم تأتين الأن لسؤالي كيف!! مارأيك سأشرح لكِ الأن ربما نثبته في عقلك يا ست البنات"
جزت على أسنانها وهي تتمسك بالسيطرة علي الذات حتى لاتستجيب لمحاولته لعقد هدنه معها وهي تخبره:
"لا تدّعي الجهل تعرف ما أعنيه !!كيف وأنا أتناول حبوب منع الحمل بانتظام؟؟"
هز كتفيه وكأن الأمرلا يعنيه فقال بنبرة بطيئة زادتها جنون فوق جنونها:"نصيب..قدر..إعترضي إن إستطعتي"
تدرجت مشاعرها مابين الغضب والسخط والعشق الغير محدود..فعقلها يطوف بين أفكار مشتعلة فيبدد تلك السعادة الخفية التي تعلم جيداً أنه يمنحها إليها..فتماديها في خصامه منذ أسبوع مضى..وإكتفائها بكلمات مقتضبة في تعاملها بجفاء متصنع وأخر الليل تفتح ذراعيه ببساطة وتستلقي علي صدره وهي توليه ظهرها فيمحنها كل حبه الذي يبدأ بإبتسامة رضى تعلم جيداً أنها تُزين ملامحه الوسيمة ثم تنتهي بعناق حار وهو يلقي أبيات الشعر بين أذنيها..
رغم ذلك الطيف المتقلب من عسل عينيها فملامحها الحزينة تجعله يسيطر على ذلك العبث الذي إشتعل في روحه قليلاً ليحرر يده من خَصرها ويبعد شعرها الذي إنسدل كستار فغطى وجهيهما ورفعه بكلا كفيها وتمسك به أعلى رأسها وهو يسألها بهدوء:
"هل تستطيعين أن تخبرينى بما يعتمل بصدرك"
إرتعش فكها بغصة بكاء قاومتها وهي تقول متحشرجة:
"مازل السؤال يتعلق في حلقي مرير وموجع لي يا أصيل..ثلاث أعوام أغرق في رثائي لذاتي ولصغيرتي التي تجافيها..وبالنهاية أكتشف أن ألم أمومتي ما كان إلا سادية منكم"
أغلق جفنيه بشدة وملامح وجهه تتصلب فأزاحها قليلاً عن جسده..يممدها على الفراش غير سامح لها بأن تعتدل من سطوة جذعه..تحرر قليلاً ويده تداعب وجنتها فأجابها بغير ما كانت تتوقع أبداً..أو أن يتطرق لعقلها يوماً:"عقدتي الأبدية كانت أثيلة..فلا تتعجبي إن رددتها كثيراً بيننا.."
عبثت ملامحها وهي تحاول أن تقاوم دمعتها اليتيمة..وإشتعل الفضول من بين عينيها وسألته:
"لا افهم كيف يكون لأختك علاقة بما تفعله بنا؟؟قد أتفهم عقابك أو شعورك بالذنب فيما حدث لها..ولكن"
قاطعها وقال بنبرة حازمة رزينة حاول جاهداً أن يهذب فيها ثورة عقله بألا يلقي بجميع حصونه بين ذراعيها ويكشف نفسه أمامها..لكنها تستحق فما نالته منه غير هين..إن حبيبته وست قلبه وعقله تستحق التعويض والطبطبة على أنوثتها فقال:"الفرق..بيني وبين أثيلة ليس بهين ،ولا تحتاجين للشرح لأذكرك كيف كنا نغلق عليها ألف باب..لا أصدقاء لا بنات عم..لا أحد علي الإطلاق..في سن صغير كنت أحب ملاعبتها وأن أُدللها كما أهوى..ولكن برجولتي الفتية وتعاليم مجتمعنا وأفكارنا الخاصة خشيت أن يراني أحد ويتهمني بالضعف..مع الإناث"
لم تُفاجئ من الأمر وقد أصبح صراع أصيل الأبدي بين يديها بالفعل منذ قررت أن تخوض معركتها فقالت بخفوت:
"أثيلة لمحت بشيء كهذا ولكنى لم أنتبه..أنت إستمريت تدللها حتى سن مبكر"
داعبت يده طول خدها ومررها على بشرتها المخملية الخمرية وإبتسامة ذكريات سعيدة كانت يوماً تداعب تلابيب قلبه فأخبرها ببساطة:
"لا توقفت عندما كانت في العاشرة ربما..ولكني لم أتوقف أبداً عن منحها كل جديد من ألعاب طفوليه أو حتى مناغشتها..ربما كنت قاسى قليلاً أحياناً في مزاحي معها.."
قال جملته الأخيرة بنوع من الاقتضاب..جعل هدير تدفعه برفق..وتعود للحزم وهي تقول بضيق حانق:
"أنت لم تكن قاسي معها فقط..ولكن معي أيضاً.."
دمعت عيناها فجأة..فرفعت يدها تكتم شهقة خرجت رغماً عنها من الذكرى التي إجتاحت أفكارها فجأة إعتدل ليضع يده على كتفيها يمسدهم بلطف..وهو يقول بنبرة آسفة:
"هدير..لا أريد العودة للصفر معك..فأخبريني ما بك؟"
تاهت الحروف من شفتيها..وكل ما إستحضرته لتخبره إياه..فإلتفتت بعينين دامعة لائمة..قبل أن تدفن رأسها في صدره وتنفجر باكية وهي تخبره بكلمات غير مترابطة:
"شهور حملي بوتين قضيتها وأنا أُمني نفسي بأنك ستأتى معتذراً لتراضينى وتهتم بي..ولكنك لم تفعل..وأثناء ولادتي كنت أتمنى أن تمسك بيدي ولكنك هربت..لقد كنت أناجيك وحدك أصيل..من بين غيبوبة ألمي ووجعي"
ضم رأسها الى صدره بقوة قبل أن يقول بصوت أجش رغم ملامح وجهه الصلبة:
"أنا أسف..ولكن ربما يرضيك قليلاً أن أخبرك أني بكيت عذابي أمام باب المشفي أتوارى في المقعد الخلفي لسيارتي..بكيت قهرك وعذاب رجولتي التي تنازعت بينك وبين صغيرتي التي لن أستطيع حملها وأكون أول من يكبر في أذنها"
صمت لبرهة يبتلع غصة مريرة علقت في حلقه ويده تلتف حول ذراعيها ليضمها أكثر إليه كأنه يريد أن يمتزج معها في كيان واحد غير قابل للانفصال يوماً..ثم قال:
"كنت أعاني مثلك وأنا أتسلل ليلاً على أطراف أصابعي للجانب الأخر من الفراش عبر فراش وتين..ربما ألتقط نظرة منها تطبع ملامحها في عقلي"
كتمت أنفاسها فجأة وهو يخبرها بدون تحفظ مسترسل:
"هل تعلمي كم معاناتي وأنا أتعمد أن أجعلك تخرجين قبلي ثم أغافل عمتي وأمي..لأذهب الى فراش صغيرتي فقط حتى أستطيع أن أحصل على مناغاة منها..أرى جزء مني فيها"
إمتدت يدها لتطوق خصره بتشدد وأنفاسها تهدأ تدريجاً..عبرإستمراره بالإعتراف إلى أن قال أخيراً بنبرة خشنة عميقة:
"ولكن إبنتك مثلك تحمل عبق روحك وعطرك..أحببتك فيها وأحببتها فيك..أبت أن تكتفي بإستراق النظرات..فعند وصولها لستة أشهر بدأت تناغيني وتجذبني كمسحور لأجرب حملها بين ذراعي وقد حدث وفتحت كفها الصغير لتداعب وجهي..فعلمت أن جزء منكِ أستطيع أن أضمه دون برودة ورفض ينخر كالسوس في كبريائي وحبي"
إختنقت عبراتها وهي تخبره:
"لماذا إستغرقت كل هذا الوقت؟!كيف خبأت عني الأمر بهذه البراعة؟"
أبعدها عنه وهو يرفع وجهها إليه ليخبرها بجدية كست ملامحه الصلبة:
"أخبرتك أني تعودت علي إظهار حناني معهن في الخفاء..أثيلة إبنتي الأولى ووتين لا تختلف عنها كيف خبئت عنكِ؟أنتِ من كنتِ عمياء عن الحقيقة الواضحة كالشمس.."
رفعت إصبعها تخبط على صدره بحنق تخبره:
"لا تحاول إلقاء اللوم عليّ..جميعكم برعتم في الكذبة حتى إبنتي رسخت بعقلها أني سأخرب اللعبه"
أبعد إصبعها بلطف وهو يأخذ نفس عميق قبل أن يقول:"انا أخطأت أعترف..هل يرضيكِ هذا"
قفزت من الفراش بغضب محتد وهي تهتف رافضة:
"لا..أبداً لم يرضيني بل يزيد حقدي عليك..إن كنت إكتفيت في الماضي بتلك الأفعال..لماذا لم تخبرني بعد أن وصلنا للمرسى أخيراً؟!"
جز على أسنانه بعنف وهو يراقب ذلك التهور الذي لا يعلم من أين أتى فهدير هادئة ورزينة وباردة إن تطلب الأمر..إذن ما الذي يحدث معها ربما هرمونات الحمل؟!!حدث نفسه صامتاً قبل أن يقول مهادناً:
"كنت سأخبرك..ولكن ظروفنا مؤخراً لم تمنحني الفرصة..وأنتِ كشفتينى بالجرم المشهود ."
وقف يوازى وقفتها المتجمدة ثم فتح ذراعيه ببرود مستفز يخبرها بتأنيب:
"هل أنت سعيدة !!يال مصيبتي فزوجتي إكتشفت حُبي الدفين لإبنتي والتي هي إبنتها بالمناسبة..أحبها فقط لأنها منها كما سأحب كل ما ستأتي به..إذاً ما الذي سنفعله بتلك الكارثة؟!!"
لم تلن ملامحها وهي تقول رافعة أحد حاجبيها:
"طالما أبديت إعتذارك وندمك سأسامحك..ولكن سأعاقبك"
مد شفته السفلى يدعي التفهم والاهتمام وقال:
"وكيف ستفعلين هذا وأنتِ حتى أصبحتي تعجزين عن النوم بعيداً عن ذراعي"
جارته في بردوه وهي تقول ممتعضه:
"حسناً هذا حقيقي !! ولكن أنت تشم رائحتي في وتين وأنا سأنام بجانب سبب عذاب الجميع الأذليه أثيلة هانم أتشمم رائحتك..أعتقد هذا عادل"
توسعت عيناه بذهول قبل أكن ينفجر ضاحكاً بصخب..وهو يقترب منها بإغواء يُطل من بين حدقتيه السوداء ويخبرها بهمس مدغدغ:
"هل يهون عليك أصيلك المعذب لتتركيه يا قاسية بعد أن جعليته يُدمن جرعات حنانك"
إرتجفت وشفتيه تهجَّم فجأةً على صفحة وجهها محيطاً خَصرها بذراعه ليقربها من جذعه العضلي المتعطش دائماً وأبداً لوصالها ويده الأخرى يبعد بها كتف بجامتها القطنية وينثر بشفتيه قبلاته الهادئه على جانب عنقها مروراً بجيدها ولم يغفل عن نشرها على طول كتفها هامساً بشغفه بلهجه صعيدية ثقيلة تمس شغاف قلبها:
"أصابك عشقٌ أم رميت بأسهم - فما هذه إلا سجيّة مغرمِ
ألا فاسقني كاسات خمرٍ وغني لي - بذكري سليمى والكمان ونغمي
فدع عنك ذكر العامرية أنني ـ أغار عليها من فمي المتكلمِ
كادت أن تستسلم للطوفان الذي لف بعقلها..وهي تتشبث بعنقه الذي إنحنى يلثم من بين قبلة وأخرى على طول جسدها..لفت نظرها الاختبار الملقي علي الفراش وقد نست أمره تماماً..فأزاحته بعنف صدمه وهو ينظر لها بتساؤل قبل أن تقول بغضب محتد برد كل شغفها به:
"أصيل أنا حامل كيف؟ أريد إجابة لا مزيد من تلاعبك بى"
راقب أصيل ما تفعله ببؤس ورد عليها باقرار:
"أنتِ باردة يا هدير تلك هي الحقيقة دون أي مراعاة لأنوثتك"
هزت كتفيها بلا إهتمام وهي تقول:"أنتظر إجابة"..
أولاها ظهره وهو يتحرر من التشيرت البيتي الذي يرتديه وألقي بجسده علي الفراش وهو يقول بلا مبالاه بحروف ممددة:
"أشعر بنار تكبل جسدي..أعأني الحرمان العاطفي بشدة .. كان لدى أمي حق ففتاة صغيرة وقحة كانت ستلبي مطالبي بسهولة"
إندفعت مرة أخرى تُكيل له لكمات وهي تصرخ بإهتياج:
"لا تذكر هذا الأمر مرة أخرى ليس بمرح..أنت قليل حياء..مغيظ بشع ذكوري متعنت"
أنفاسها كانت تخرج منفعلة تُماثل هدر أنفاسه الذي سيطر عليها بصعوبة خلال الوقت الذي إنفصل عنها فعاد يجذبها ويكبلها بسهولة يديرها بحركة سريعة تحته يثبت يديها فوق رأسها بيد و الأخرى يثبت بها جذعه حتى لا يسبب الأذى لجنينه الذي سعى إليه قبل أن يقول بنبرة مضحكه جدية:
"ربما يجب أن أطيح بإخوتى وأركل أثيلة نحو بيت زوجها لأنها بدأت تؤثر على عقلك بشكل سييء"
إبتسمت شفتيها المرتجفة وصدرها يهبط ويعلو بتسارع قائلة:
"ليتك تفعل سأطمئن على أخي المعذب بعشق الغبية..وسأحصل على السكينة أخيراً إن هدأت ثورتها"
رد عليها أصيل بصوت أجش وهو يعود لمداعبتها:
"دعينا لا نتطرق لأمرهم في تلك اللحظة..يكفينى الاعتناء بجنونك..ونشوة الانتصار بحملك"
تألقت إبتسامتها وهي تحاول تناسي كل شيء لتهدأ بين ذراعيه فهمست:
"كيف فعلتها يا دكتور؟!لن أتنازل في الالحاح لأعرف"
إقترب ليهمس بخفوت أمام شفتيها:
"تلميذة فاشلة يا روح الدكتور..وابداعك محدود"
رفعت رأسها تلامس شفتيه برقه ونبراتها تزداد همساً غنج وأخبرته:
"إن معلمي سيد الحيل لم يعطيني كل خبرته"
داعب أنفها بأنفه وبخفوت أجش أكثر إغراءً:
"خدعة بسيطة يا بلهاء..أبدلت الحبوب بأخرى منتهية الصلاحية ليس منها ضرر على جسدك..ومنحتك بعض الفيتامين والمنشط لهرمونات الحمل في أسبوع كامل بمشروب (الكاركديه بالنعناع خاصتك")
غمز بعينيه أمام عسليتها المتوسعة ذهولاً وهو يقول بوقاحه:
"وزدت من مطالبتي بكِ بشكل خاص ..تناولك الحبوب لفترة طويلة وتوقفك فقط أربك بالتأكيد هرمونات جسدك ومع قليل من دعواتي بالحظ الجيد نولت مرادي"
رددت بصدمة حقيقية وهي تحاول أن تزيحه من كتفه فأبى أن يتزحزح وثبتها كالجدار الصلب فقالت يائسة منه:
"لما..بالله عليك أخبرنى؟؟ كنت تستطيع أن تطلب ببساطة..ولن أرفض"
اخذ أصيل نفس عميق قبل أن يُفضى بآخر ما في جعبته وهو يقول:"أخبرتك صراحةً يا هدير..أردت بتعنت أن يكون لي التصرف الأوحد في الأمر ."
صمت لبرهة ثم ما لبث أن قال:
"حسناً..أعترف لم أتحرر من أفكاري الخاصة تماماً..كما أن لي مآرب أخرى"
هزت رأسها بيأس من أفعاله ثم سألته بقنوط:"ما هو؟؟"
تلاعبت إبتسامة جذابة عبثية على شفتيه وهو يقول:
"أريدك أن تأتى بتوأمين وقبل أن تعترضي أو تنثري غبائك لا أهتم بنوعهم..المهم أن يخدمني الحظ ويكونوا كما أبتهل إلى الله بكل صلواتي"
عم الصمت وهي تتأمله وعقلها يشرد في محاولة تأثير نعمة عليه وهي تُحلي تلك الفتاة في عينيه وتخبره أنها أرض خصب ستأتى بالتوأم..إبتسمت لعينيه برضى داخلي وقد فهمت ما يسعى إليه دون أن يخبرها أصيل ببساطة يود أن يوجه لنعمة رسالة واضحة..عبر حملها هي بأبنائه ويبدد كل هراء لمحاولتها الخبيثة في خراب حياتهم
لفت ذراعيها حول عنقه وهي تخبره بدلال وغنج:
"قبلنى ..وألقي شعرك على أذني أصيل"
أخفض أصيل وجهه يتنعم بشهد ثغرها قائلاً بنبرة خافتة:
"احبك ،.يا مهلكة قلب أصيل منذ وقعت عليك عيناى في أروقة الجامعة"
تدللت أكثر وقلبها يتراقص كمراهقة صغيرة..تعيش مع الحبيب أول ليالي عشقها بإعترافه:
"وأنا أحبك يا أصيل القلب ومالكه أبداً لا تتغير عليّ..أريدك هكذا دوماً بعنفوانك الذي يجعلني أجن"
عاد ليندمج معها في ليلة عشقية أقسم أن يبث فيها كل شغفه وعشقه..وهبط بيديه يرفع بلوزتها البيتية يخلصها منها قائلاً غزله الذي لا ينتهي بأبياته الشعرية التي حفظها فقط من أجلها:"
خذوا بدمي منها فإني قتيلها فلا مقصدي ألا تجود وتنعمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني قتيل الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي ولا تحسبوا أني قتلت بصارم ولكن رمتني من رباها بأسهم ِلها وقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبـلـة ً براقـة ًبالكـف ِوالـخـدِ والـفـم ِ
ووسدتهـا زنـدي وقبلـت ثغرهـا وكانت حلالا لي ولو كنـت محـرم ِ
...................//............///
صباحاً
كانت هدير تنحني قليلاً..لترتدي الحذاء بنوع من التعجل وهي تقول:
"لقد تأخرت..يفترض أن أمر علي نجلاء قبل الذهاب لعيادتي"
أطلقت شهقة عالية وهي تشعر بيد أصيل التي تسللت بمغازلة حول خَصرها يحيطه بتمهل ويديه تداعب بشرتها تحت أصابعه وهو يقول:"إحرصي على طفلى..لقد أصاب الشيب رأسي كما تدعي نعمة..ولم يعد في العمر بقيه يا إبنة جلال"
إعتدلت لتلتصق بصدره تخبره بتأفف رغم سعادتها المتراقصة:
"ها قد بدأنا لقد مررتها لك..ولكن إحذر أن تبالغ في خوفك..تعلم جيداً أنا لن أترك عملي أو مسؤليأتى"
إنحنى يضع رأسه على كتفها ويطبع قبلة على وجنتها ويخبرها:
"هذا غير وارد حبييتي..لأني سأصدمك وأقول أنى سأحاوط كل تحركاتك وأعد عليكِ حتى أنفاسك"
زمت شفتيها للحظة قبل أن تقول بميوعة وكفها تغطى يده التي تسللت تحت ملابسها:"إن كنت ستدللني..كما الليلة الماضية لا أملك الاعتراض يا مكي بل سأكون أكثر من مرحبة"
قبلاته إزادت حرارة أمام باب شقتهم الموارب لينول قبلة أخرى من ثغرها قبل أن يقول:"هل هذه محاولة إغواء لأني ناوي أن ألعب دور الطبيب..ويؤسفني أن أخبرك لا مزيد من ما تطالبين به في الفترة القادمة"
إرتفع حاجبها بخبث قبل أن تقول بنبرة بريئة متصنعة:
"لم أقصد شيء..فقط مراعتي كحامل ستأتي لك بولي العهد..أما إن كنت تفترض...فأنت الخاسر"
"ماذا تفعل..صاصا"
ترك أصيل هدير سريعاً..وهو يقول بغيظ:
"هل إرتحتي؟ هذا ما نناله من دلع الحريم..لقد رأتنا إبنتك"
نظرت له هدير بعينين متوسعتين مصدومتين..وهي تحاول أن تقول شيء على مهاجمته وتحميلها كل فعلته التي بدأ بها فلم تجد ما تخبره إياه وهي تراقبه..نظر لابنته محاولاً إغتصاب إبتسامة..لحدقتي إبنتها التي تنظر لهم بفضول تمسك بين يديها شريحة من خبز (الماوي ) بنهم قبل أن يخبرها أصيل:
"لم نفعل شيء فقط ماما كانت غاضبة قليلاً وكنت أراضيها"
عبثت وتين قليلاً قبل أن تهز كتفيها بلا معنى وتغادر كلاهما دون أي كلمة إضافية"
..............
نظر أصيل لجلسة أمه على أحد المقاعد تحمل وتين على ركبتها وإبنته تجذب رأس أمه بتعنت تقرب فمها من أذن نعمة تخبرها بشيء جعل وجهها يحمر بصدمة..ضيق ما بين عينيه وهو يقترب منهما بحرص حتى لا يكتشفان وجوده قبل أن يسمع أمه تخبرها متلعثمة بتأنيب:
"هذا عيب يا حبيبة الجدة..إياك أن أسمعك تخبرين أحداً بهذا الأمر..وإلا سأضربك"
كشرت وتين وجهها الطفولي وزراق عينيها يزداد فضول وهي تقول:
"ولكن صاصا قال..أنه منح هدير السكر لأنها غاضبة..كيف عيب هو يمنحني سكر أيضاً"
عضت نعمة على شفتيها خجلاً قبل أن تقول ساخرة:
"سكر أصيل لعود القصب اليابسة أمك..لا يجب أن تتحدثي به..وإلا سأخبر أصيل ليضربك"
تصنع أصيل الغضب على ملامحه وهو يقترب وإختطف وتين من أحضان جدتها يرفعها بأعلي من تلابيب ملابسها قائلاً:
"لا سأعلقها في سقف الغرفة كالمروحة التي تخشاها"
إنتفضت نعمة بارتياع وهي تقول مدافعة دون أن تسمع سؤاله:"ورب العباد إبنتك لم تمر على ريحة تربية..ولديها لسان يستحق (حشه) أنا لم أسألها..هذا الأمر لا يخصني"
أخذ أصيل نفس عميق وهو يبتسم لنعمة مراضياً رغماً عنه أشفق على تفكيرها الذي ليس لها يد فيه..فمنذ ما حدث من تعنيف والده لها وهي تجافيه..إقترب منها دون أن يفلت إبنته وطبع قُبل على رأسها قائلاً:
"أعرف يا أم أصيل..ربما يجب أن أتدخل فعلاً وتين تحتاج الحزم حتى لا نكرر خطئنا بشكل آخر"
عاد يلتفت لإبنته التي حاولت أن تتملص منه..وهي تؤرجح قدميها بعنف تخبره بنزق طفولي:
"أنزلني وإلا سأشكوك لجدي"
لم يفلتها أصيل وأمسك وجنتها يضغط عليها قليلاً يخبرها بنبرات حازمة متشددة:
"إن سمعتك تنقلين أي خبر مرة أخرى..سأعلقك يا وتين أنا لا أمزح"
دمعت عيناها وهي تتمسك بيده التي تقرص وجنتها بكلا كفيها تخبره بنبرة طفولية:"أنت سييء..أنا لا أحبك"
لم تلين ملامحه وهو ينظر اليها هذه المرة بغضب حقيقي لقد ترك الحبل على الغارب لأمه وعمته على حدٍ سواء..وهما بتفكيرهما الذي توافق بالتضامن من ثرثرتهم النسائية فمنحو إبنته طريقة فضولية تجعل عقلها منتبه لكل ما حولها..لقد لاحظ هو أيضاً أن لسان إبنته منفلت..وتعقد المقارنات دائماً بطريقة لا تناسب عمرها أبداً..لذا يجب أن يتدخل ويحسم الأمر..ينشئها بطريقة سوية متوازنة حتى لا تُصبح وقحة منفتحة على العالم..ولا منغلقة عليه بل بطريقة تناسب مجتمعهم وفطرتهم ..
عادت للصراخ والاستجداء بإسم والده..عندما رأته يخرج من باب القاعة الداخلية للمنزل..هرع خطاب اليها يلتقطها منه ويضمها الى ذراعيه مهادناً مراضياً وهو يسمع ثرثرت إبنته الباكية:"أصيل ضربنى جدى..ويقول أنه سيجعلنى مروحه..أصيل سيء أنا لن أحبه مرة أخرى"
نظرخطاب في عيني إبنه وأخبره بسخط حقيقي:
"أجننت ..ما الذي تحاول فعله..تجرأ وأغضبها وأنا الذي سيعاقبك..وأنت قاربت على الأربعين"
أرجع أصيل رأسه للخلف وعيناه لا تخلو من الدهشة قبل أن يبتسم. لوجه والده يخبره مفسراً:
"إنها تستغل حبك أبى..للاسف لقد زدنا في دلالها بطريقة جعلتها تتمادى في الدلال الذي لا يناسب سنوات عمرها التي قاربت على الأربع"
راقب أصيل هدير وأثيلة التي شاركتهم وقفتهم في صحن الدار..ثم سمع خطاب يقول بتأنيب:
"ومنذ متى أنت تهتم بما يخصها..وتين أنا والدها منذ مولدها..وأنا المسئول عنها..إاتني شاكياً وأنا سأتولى أمرها"
زم أصيل شفتيه بغموض لعيني والده..حسناً حتى والده كان مُغيب عن علاقته بإبنته..نظرت له هدير بإدراك وقد وصلها جيداً ان شركاء زوجها العزيز في جفائه فاطمة ونعمة..كم تتمنى أن تنقض على كلتاهما تبرحهن ضرباً ربما تفضى قليلاً من غليل قلبها وقد عاملاها كمغفلة؟!
سمعت صوت عمها أخيراً يخبره بنبرة حازمة:
"كيف أطمئن عليها معك..ربما أخذها معي أنا وعمتها في سفرتنا المقررة غداً"
هز أصيل رأسه يائساً وهو يقترب من والده يداعب شعر إبنته التي إندست مطمئنة في صدر خطاب قبل أن يقول مقراً:
"كم يصعب تربية الاطفال أبى..وسط كل هذا الدلال منكم ،..أنا لن أؤذي إبنتي هي وتين قلبي الذي أطلقته عليها..ولكن هل يعجبك إنحلال لسانها الذي نلاحظه جميعاً"
تنازل خطاب عن غضبه قليلاً..رغم الخبرة الجلية لعقله من تغير إبنه الجذري..ولكن ليمنحه الفرصة ويساعده فيما يفعل ليحتل دوره الطبيعي في حياة إبنته فقال بوقار لا يخلو من الحزم:
"ربي كما تحب لن يتدخل أحد ..ولكن لا تثير في قلبها الرعب بتهديدك لها..إنها مجرد طفله تذكر وليس ذنبها أنك لم تنتبه لفعلة عمتك وأمك حتى اللحظة"
إمتعضت شفتى نعمة وهي تقول بهمس خافت:
"يفعلوها الرجال ويلبسونا نحن المساكين الجريمة.. فلترينا ما تفعله يا ناصح"

عادات خادعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن