.......................
الفصل الخامسكان يجذبها خلفه والغضب العارم هو ما يسيطر على كل انفعالاته..عقله يعصف به كلياً..والوحشية البرية هي ما تتمكن منه رغماً عنه تتلبسه الغيرة!! لم تكن غيرة لزوج رأى أحدهم ينظر بوقاحة لزوجته..ولا غيرة رجل على أُنثاه..ولكن غيرته الفطرية هي ما تسيطر عليه وحميته القبلية من تتحكم في تصرفاته..كم يكره تلك الحمية التي تجعله خارج إطار تحكمه وكم يفتخر أنها هوية تُميزه و كيان خُلق عليه ولا ينفصل عنه ؟!
جز على أسنانه بغيظ..كم تمني ألا يكتفي بمجرد ضربه في منتصف وجهه ليته طرحه أرضا وأبرحه ضرباً وفقئ له عينه الوقحة..التي تجرأت على حُرمته وعرضه!!! ووسط كل جنونه كان غافل تماماً عن نزاع التي يجرها خلفه وهي تحاول ان تتملص منه بتخبط وعنف ملحوظ؟!
آفاق من جنونه عندما وصل السيارة على همهماتها الجزعة المرتعبة..تتوسله الابتعاد عنها!! صوتها الخافت خرج معذب أمره بتقطع بالابتعاد وتركها..
ترك يديها سريعاً ورجع خطوه للوراء ليستطيع رؤيتها كانت منهارة كلياً..وجهها مغرق بالدموع تغلق عينيها بقوة رفعت يديها تحجب أذنيها بكفيها وجسدها الضعيف يهتز بعنف..تمتمت بخفوت متوسل:
"لا تقترب مني أرجوك .أرجوك..لقد وعدت بعدم أذيتي.."
نظر لها بمشاعر مضطربة ما بين غضب مازال يتلبسه وبين شفقه على رعبها البادي وبين حيرته في ردة فعلها لقد كانت منذ وقت قليل لا تخشاه بل وتأمره بإطعامها ؟! زفر بضيق وعيناه تجوب الشارع الواسع بحثآ عن متلصصين..فتح باب السيارة بدون تفكير لا يريد لأحد أن يراها أن دخلت في موجة انهيار أكثر شدة..إقترب منها يخبرها بصوت رغماً عنه خرج أمراً بتصلب:
"أثيلة..أدخلي السيارة الأن.."
إبتعدت خطوة للوراء تهز رأسها بنفي قاطع بتلبية أمره..
كتم أنفاسه بقوة يتذكر نصائح عبير:
"لا تجعلها ترى وجهك الغاضب فهو كل ما تعرفه عنك وهو مفتاحها لاستعادة كل ذكرى سيئة معك..هذا ان كانت نستها من الاساس"؟!
ببطئ وأنفاسه تعود للهدوء مسيطراً على براكين غضبه عيناه تجبره على النظر اليها..لتجلده بحقيقة انه السبب في كل ما تعاني منه تلك المراهقة؟!دقائق مرت وهي على حالها لم تتحرك فقط بكاء وتوسل خافت مع جسدها المهتز..وهو يكتفي بالصمت والمراقبة..ليهدأ!!مرت دقائق ربما..ليقترب منها خطوة واحدة حذره يخبرها بصوت دافئ رزين:
"أنا اسف..أثيلة..لم أقصد أذيتك مازلت عند وعدي أنا لن أضرك.."
كتم زفره قوية تريد الخروج ليبتلعها بصبر وهو يدرك رفضها حتى لمبادرته أو الاستماع اليه..حاول مرة أخرى بهدوء..والذكرى القريبة لاحتمائها به تلمع في عقله ليستغلها بفطنة وذكاء فتحدث قائلاً:
"أثيلة..أنتِ تعلمين جيداً أني لم أقصد إخافتك..أتذكرين منذ قليل احتميتي في ظهري انا..من هذا الرجل"
ببطئ أكمل وهو يرى عيناها التي بدأت تفتح ببطئ لتنظر اليه بعجب ربما من نفسها ؟! لا يعلم !فقال بمهادنة:
"لن تفعلي هذا إلا لو كنتِ تعلمين بداخلك..أني لن أؤذيك ولن أسمح لبشر قط بالاقتراب منك"
جسدها المنتفض كان أسرع في الاستجابة عندما راقب تمالكها لنفسها واستعادة صلابتها بإرادة من حديد تثير الفخر والدهشة سوياً؟!
اقترب خطوة أخرى يستمد من شجعتها ستار..يكمل حديثه المتأني:
"سبب غضبي وفقداني سيطرتي لم يكن انتِ أو اني أريد أذيتك..ولكن أنا وعدت بحمايتك..أتذكرين عندما رأيت خوفك يا صغيرة فحميتك منه"
ربما ما يخبرها إياه جزء من الحقيقة لكنه يعلم جيداً انه كان سيقوم بذلك سواء توجست من الرجل ام لا..
عندما لاحظت اقترابه منها وهو يمد يده اليها في سلام..نظرت له بإزدراء تهتف بشيء من الوحشية تأمره بقوة:
"أبتعد عني أحذرك..مرة أخرى اياً كانت أسبابك لا تقترب مني"
إرتد رأسه للوراء..يقسم أنه يفصله عن الجنون شعرة واحدة بسبب هذه الفتاة رغم انه يعلم جيداً..ان حالتها النفسية هي المسئولة عن تقلب ردود أفعالها بشكل جنوني..ابتعد مرغماً يكتم غيظ ان خرج سيجعلها تهرب منه الى أقصى بقعة في الكرة الأرضيّة..عاد للخلف مرة أخرى الى السيارة يمسك بابها يسبل اهدابه وهو يقول بخفوت:
"حسناً لن أقترب..هل يمكنك الصعود لنغادر من هنا؟!"
لم تجادله مرة أخرى وهي تشمخ برأسها تنظر له بحدة رغم الدموع التي مازالت تعانق أهدابها ؟!اقتربت تفتح باب السيارة الخلفي لتحتل المقعد على الفور!لم يريد الضغط عليها..ولا أن يذكرها بشجاعتها السابقة..وهي تجلس بجانبه يكفيه انها لم تطل عذابه..في الصعود ؟! وبدون إبطاء كان يحتل مقعده وينطلق الى منزله ؟!
غير مدرك للعينين الحقادتين..التي كانت تراقب المشهد بحيرة وعجب..لكنه أعاد وعده لنفسه بقسم قاطع بالانتقام والتسلية..يبدو ان الصيد أسهل مما توقع...
..........................
بعد وقت وصل الى المنزل..ليفاجئ بها تدفعه وتلوذ هاربة الى غرفتها مباشرة..لم يسيطر على نفسه..وهو يغلق الباب خلفه بعنف..ويلحقها بخطوات واسعة متعجلة امتدت يده تكبل ذراعها وتجذبها منه بقسوة غير مقصوده..إلتفتت اليه تواجهه و شهقة قوية خرجت منها مستنكره ويدها الأخرى تمتد سريعاً تضربه على يده وهي تأمره بإنفعال ورهبة:
"أترك ذراعي..يا هذا أتركني ما الذي تريده مني أبتعد!"
جز على أسنانه فخرجت حروف كلماته بغيظ عظيم ليخبرها:
"اسمي تليد وليس رجل أو هذا..لن أتركك إلا ان نطقتيه"
اشتعلت ثورتها بجنون وهي تضربه على يده بل وتمادت فنهشته بأظافرها..رفع يده الأخرى يمسك كفيها التي تناضل بين أصابعه الغليظة..ليضغط عليها بنوع من القسوةوهو يقول:
"لن أتركك إلا ان هدأتي ونطقتي اسمي"
ارتفعت رأسها لتنظر له بعجز ويدها مازالت تحاربه للخلاص وتمتمت بصوت خرج لائم ضعيف عاتب:
"هذه ليست أفعال رجال..انت تتجبر عليّ هكذا وتستغل ضعفي كما استغللته سابقاً"
ما قالته جعلت رجفة قوية تعتريه..لم يعرف أن كانت رجفة رهبة ام ندم واشمئزاز من نفسه لما فعله سابقاً في حقها..وما يفعله الان ولكنه له مبرر فهو الأخر بشر..سوف ينتظر دهر لتغفر له فعلته..ولكنه لن يستطع أبداً أن يرى كل يوم وساعة ودقيقة رعبها منه يجب ان يصلوا لمنطقه أمنة لكليهما..خفف قليلاً من إمساكه بها ولكنه أبداً لن يفلتها إلا لو استمعت اليه..و حدد طريقه معها..ووجدوا طريقة للتعايش سوياً..رد عليها بصوت يحتله بعض الهدوء الحذر:
"أنا لا أستغل ضعفك أثيلة..بل في الواقع أنا أرى انك أشجع منا جميعاً"
هزت رأسها باكية كل حواسها تركز في نقطة واحدة هو قريب منها بحد خطر يكبلها بكلتا يديه..جسده الضخم المنفر لها يفوق بنيتها الرقيقة بأضعاف مضاعفة..أن اراد التمادي وأذيتها من سيردعه..أن أراد ذبحها مرة أخرى من سيمنعه؟!
شعر بإرتعاش أطرافها بين يديه ليرخي يديه قليلاً من تكبيله لها ليخبرها بصوت أجش متعاطف قاطع بوعد:
أنا لن أؤذيك..كم مرة تحتاجين سماعها لتصدقي كم وعد تحتاجين لتثقي بي"
اهتزاز رأسها زاد جنونا برفض قاطع وهي تزمجر به رغم خوفها الجلي تنثر الحقيقة في وجهه بكل قوة:
"أبداً أبداً لن يحدث يوماً ان أصدقك أو أن أثق بقاتل مثلك..رجل أغتال كل عالمي وقلب كل حياتي الى جحيم و هز كل أركاني التي أرسوها بي..أبداً يا تليد لن أغفر لك..كشفك لعالم أخر بشع جررتني اليه وأنا لم أعلم بوجوده يوماً"
صرخت بقهر وهي تعود لمصارعته وهي تهتف به:
"أبداً..يا تليد لن أسامحك لكشفك الحقائق بخسه..وصدمتي في كل محبيني بسببك خسرت عائلتي مدرستي وأحلامي لنفسي"
ركلته بكل قوتها الضعيفة تهتف بغل في وجهه:
"لن أسامحك يا هذا على تعديك عليّ أبداً لن أنسي حقارتك معي وانت..انت"
خرس لسانها فجأة وهي تتوقف وتنظر له بذهول عيناه المتوسعة بزرقتها العاصفة احتلها الضعف والخزي فجأة عندما أكمل هو بجمود قاتل لكليهما:
"وأنا أعريكي من ملابسك وأتعدى على حرمتك وأغتال برائتك..هل هذا ما تخافي قوله يا أثيلة ؟!"
أنت تقرأ
عادات خادعة
Romanceعادات خادعة ..حكايات وحيوات من قلب البيئة العربية عامة وروح الصعيد خاصة ..تتنازع العادات التى تنمو وتكبر غارزه جزورها عميقه بداخلنا وبين المنادئه بالحرية والعدل وقتل تلك العادات التى تنتهك المرأة .. الحكاية الأولى الصحفي المشهور بمنقذ الصغيرات المنا...