الواحد والثلاثون والاخير جزء ثلاثة

18.6K 349 3
                                    

"سأرقص.."
"ماذا.."
نطقتها حياة بعدم تصديق وهي تراقب المجنون يقف..على الفور ويدخل حلقة التحطيب التي اتى بها تليد كمزحة..لأن يجعل الزفاف في القاعة الفخمة على طريقتهم الصعيديه...؟!
راقبت محمد يدخل على الفور داخل الحلقة ويلتقط (عصايتين من الفرقه ) يرفع حاجبيه متحديا تليد..بخفه..هز تليد رأسه برفض وهو يعقد حاجبيه بتعجب..وهو يعود ينخرط..في الحديث مع حلقة رجال يبدو أنهم. من سلك الشرطة!! فاقترب محمد يخطف المكبر الصوتى وهو يقول:
"تليد العمارى أنا أتحداك في مباراة تحطيب بيننا..ام أنك تخشى إنتصارى عليك يا جنوبى؟!!"
صمتت القاعة المكتظة بالناس عن الصخب وهم ينقلوا نظراتهم بينهم..فمالت نجلاء التي حضرت الحفل بصحبة زوجها بأمر مباشر من حياة التي تعرفت عليها عند عبير في الشهرين الماضيين وإستطاعت أن تكسب صداقه معها..همست وهي تكتم إبتسامة:
"يا الهي ستجن أثيلة ان علمت..بتحاطب تليد ومحمد..فهي كادت أن تبكي صباحاً عندما مررت عليها..لأنها لن تستطيع ان تحضر"
إبتسم أيمن بهدوء وهو يتشبث بكفها تحت المائدة قبل ان يقول:
"دعينا لا نخبرها اذاً..حتى لا تتسببي لها في اي حزن..ما أعلمه ان حالتها مازالت دقيقة للغاية وممنوع عليها أي إنفعالات"
نظرت له نجلاء قبل ان تقول:
"هي كالعفريت..إبن عمك من يبالغ في حمايتها..لقد ضاقت ذرعا مما يحدث معها..إنه حتى يمنعها من ترك الفراش"
هز أيمن كتفيه وهو يقول:"هذا أيضاً ليس من شأننا..كرملة هما احرار مع بعضهم فكما علمت من هدير..الداخل بينهم خاسر"
نظرت نجلاء لوجهه الوسيم وإبتسامته الهادئه بنوع من الضيق فمنذ إنفجار كل شيء بينهم وإعترافها بحبه..عاد ليبتعد عنها لا يلسمها بأي طريقة حميمية رغم مشاركته فراشها وضمها كل ليلة لتبات بين ذراعيه..ولا تعلم حتى سبب إبتعاده عنها..حسنا. لتعترف لنفسها بل هي تعلم تماما..فبعد آخر مرة بينهم في غرفة المعيشة إنتهي الأمر بها منفجره في بكاء حاد تخبره ان ما حدث لم تكن تريده..ولا تحبه حتى..هي تريد حبه..عشقه..الاقتراب منه..حتى قربه الحميمي ملامسته لها..هي تحبها بطريقته ولكن لا تعلم ما سر الشعوربالذنب الذي تلبسها فور ان إنفصل عنها أيمن...لن تنسى أبداً ما حيت نظرة الألم الذي هدمت كل شيء جميل عاشوه خلال ساعتين بدأت باعترافها وإنتهت..بتبادلهم تلك المغأمرة العشقيه...شدت على أصابعه التي تتخلل أناملها بقوة وهي تهمس لنفسها باصرار:
"قريباً نجلاء يجب ان تكفرين عن خطئك نحوه..وجروحك وغبائك ستداويها وحدك..تستمدين منه القوة..والتشجيع الذي لا يبخل عليك به!!!"
...
كفهدين كانا يدورا في حلبة الرقص كلاهما يلوح بعصاه في الهواء..بيد ويده الأخرى خلف ظهره..إبتسم تليد ببطئ متوعد وهو يقول:
"سأعلمك كيف تتحدى صعيدى..في شيء نفطم عليه منذ نعومة أظافرنا يا قاهري"
إرتفعت ضحكات محمد بصخب قبل أن يرد عليه وهو يرفع عصاه موجهها نحوه:
"لدي جذور تنتمي إليكم..لذا أنتظر الهزيمة"
صد تليد ضربته سريعاً..لتشتبك العصيان وتصدر ضجيج عالِ جعل كل من في القاعة يقف..مترقب..إبتسم تليد بتوعد وهو يقول بمرح ،الضربة المرتدة..فتبعها بتنفيذها بقوة..تبعها رفع عصاه محمد..يضرب عصا تليد من الأسفل ربما يستطيع ان يفلتها منه..فصدها الاخر سريعاً بمهارة..قبل ان يلتف حول نفسه..ويوجه لمحمد ضربة..جعلته مجبر يستخدم ذراعيه الاثنين ليستطيع ان يجابهه..لم يمهله تليد الوقت وهو يعود يلتف سريعاً ولم يغير وضع ذراعه التي يسندها وراء ظهره قبل ان يوجه ضربة لمحمد..جعلت العصا تطير من يده..عندما أصبح يقين خسارته أمامه..وضع محمد ذراعه خلف ظهره وإصبع على جبهته وبدأ في الرقص دون كلمة واحده..في الحال كان بعض من زملائه الشباب يحاوطنه وسط ضحكات بعض المدعوين فأخبره تليد قبل ان يتركه:
"دقيقتين يا محمد..خسارة أملي فيك"
غمز محمد عينيه بنوع من الوقاحة وهو يقول:
"لا تقلق أنا أسد..من الناحية الأخرى أنت فقط إستغللت إصابة ذراعي"
رفع تليد حاجبيه حتى كادت ان تلامس جبهته ولم يرد:
"الوقح ماذا فهم بالظبط وعلام يلمح،وعن أي ذراع يتحدث لقد شفي تماماً من تلك الإصابة السطحية التي نالت من كتفه..ولكنه إستغلها لصالحه..حتى يستطيع ان يتمم زواجه ويجلس مع عروسه بعض الوقت..قبل ان يعود ليمارس عمله
..................
"يا قليل الأدب..يا قليل الأدب إتركني يا أحمق"
عاد محمد ليثبتها على الأريكة وهو يقول بنفاذ صبر:
"لن يحدث..لقد مللت منك..وأصابنى الضيق واليأس..منذ ان دخلنا المنزل وأنت تطلقين الحجج..وتتحدثي عن مخاوف غريبة..ثم ينتهي الحال ان أجد عروسي تقضي ليلة زفافي على الهاتف مع صديقتها..هذا عار كبير لن يغسل الا بإمتلاكك هنا"
فغرت حياة شفتيها للحظات قبل ان تقول ببطء حريص كمن تحدث طفل نزق:
"ما الذي تقوله أي عار وأي غسيل..هل سقطت على رأسك وأنت صغير يا محمد؟!"
ضحك محمد بحنق وهو يقول غاضباً:
"لا سقطت..من أجل حظي (المهبب) في حب جنابك..لا خطبة كما البشر ولا عقد قران نلت منك حتى فيه قبلة.."
إبتسمت حياة بتسلية وهي تقول:
"ان كان هذا كل ما يغضبك..نحن فيها..إلتزم بحدود عقد القران وأنا سأمنحك قبلة على خدك"
توسعت إبتسامة على شفتيه وهو يقول ببساطة:
"إمنحيني أنت القبلة..برضاكِ وأنا أعدك ان تطالبي أنت بالمزيد..والمزيد من قبلي التي لن تترك إنش فيك دون أن تلهبه"
شعرت بالغضب يجتاح أعماقها..ووجهها يتورد بخجل تلقائي..وهي تهتف فيه مقاومة بنزق:
"يا قليل الادب..يا عديم النظافة..يا مغرور..إبتعد عنى"
أجابها محمد سريعاً وهو يضع يديها فوق رأسها ويقول:
"إهدئي جميلتي..هل تذكرين أنك تقدمين خدمة للوطن حتى لا أكون مشتت الفكر..وأنا ساهر لحمايته"
صمت عن قصد فعقدت حياة حاجبيها تسأله بتوجس:
"ما دخل الوطن..فيما تحاول فعله"
قال محمد بنبرة ماكره ذات مغزى:
"لا هذا في صميم تضحيتك..ما أحاول أن أقنعك به الأن..ليست قلة أدب إطلاقاً..ولكن بعد إصابتي يجب ان يطمئن الجميع أنى بخير من تلك الناحية؟!"
إتسعت عينا حياة وزاد تورد وجهها بشدة..قبل ان تقول بصوت مختنق:
"أنت..أنت"
زفر محمد بملل وهو يقول ببرود:"قليل أدب..جددي يا حياة أنا مللت حقاً"
أمالت حياة بوجهها بعدم تصديق قبل ان تقول:
"لا أنت..لا أجد حقيقة وصف لك..ولكن أنت أصبت في ذراعك ما دخل أي شيء بما تقوله وهل أنت ستخبر أحد عن عن..يا الهي ما الذي أوقعني بك..؟!"
رقص محمد حاجبيه وهو يقول:
"الهوى يا حلوة..وقلبك الصغير الذي وقع في غرامى"
حقاً أصبحت تعجز عن إيجاد ردود مفحمة تخبرها به..فلعقت شفتيها وهي تقول بهدوء محاولة التماسك:"هل تسمح بالابتعاد عنى..علتي منك أصبحت على أشدها..ولن يعجبك حقاً إن إنفجرت بك ،؟!!
إبتسم محمد بحلاوة..جعلته يبدو كمراهق شقي أكثر مما هو عليه بالفعل..ثم قال بخفوت:
"ما رأيك أن نحاول ان نكون صادقين..عريسان طبيعيان نكسر تلك العادة بمحاولة قتل أحدهما الأخر عند تصادفنا..او لو أكون دقيق محاولتك أنتِ إستفزازي"
تطرقت حياة رأسها بوجهها لدقائق قبل أن تقول..بخفوت متوتر:"لا أعرف..بل لا أستطيع..مازلت لا أصدق حبك لي بتلك البساطة..أو أنى تزوجتك حقاً"
عاد محمد يقول ببطء هادئ:
"نظراً لوضعك الان..بتلك المنامة الوردية..أثبتك بجسدى وألمسك دون ان تجفلي مني..هذا يمنحك الاجابة الواضحه حياة..دون الكثير من الاقناع"
أجابته بحيرة متسألة:"أي اجابة؟!"
إبتسم محمد ببطئ ثم قال..بصوت ثقيل..ويده تترك يدها أخيراً ويستبدلها بالعبث في شعرها الذي يتناثر حولها بفوضوية:"أن هناك شيء ما بداخلك..ينتمي لى حياة..بذرة صغيرة تنمو في قلبك من أجلي..أن عقلك يتقبلني رغم جميع مخاوفك..لذا إمنحيني الفرصة أخيراً..وإفتحي أمامي أبوابك لأقتحمها..وأرسى فيها أشرعتى"
إرتبكت بشدة وهي تتململ من محاوطته لها بتوتر .قبل ان تقول:"هذا..هذا ليس صحيح إنما"
ثبتها بسهوله لا تذكر وهو يميل يلثم وجنتها ببطئ يهمس بعنف:
"بلى جميلتى..تلك هي الحقيقة..ربما..قصتنا يراها بعض الناس بأنها..ليست منطقية وربما تحمل بين طياتها الوردية..ولكن كلانا بات يوقن ويعلم ان طريقنا طويل سنتلمسه خطوة خطوة ببطء وحذر..حتى نصل الى التمازج والتلاحم الذي أريده"
لم يقل ما نريده لانه ليس من الحمقى..ليعتقد أن حياة أحبته حد العشق..يعلم جيداً أنه عبارة عن فرصة وأمل..من ناحية أخرى..كما يوقن أن موافقتها على الزواج منه ما هي إلا خوف منها أن يمل هو من مطاردتها او يبتعد عنها..كما يعرف أيضاً أنها ربما تشعر بالضيق والحنق على نفسها..لأنها وضعت نفسها بين فكيه بكل هذه السهولة...همس لنفسه بتلاعب:"في النهاية مكالمتها مع عبير لم تكن سيئة للغاية اذ إستطاع ان يعلم ان جميلته العنيده..لا تحتاج الى بعض من المغازلة وتسلمه طواعية كل ما يحتاجه منها؟!!!!!!!
إبتلعت حياة ريقها وبدأت تسكن تماماً تحت جذعه قبل ان تهمس:
"هل تعتقد حقاً..ان زواجناً قادر على الصمود يا محمد..ان من الممكن ان أصل معك يوما،.للعش..أقصد لما تقوله..
أحنى محمد رأسه ليقبلها برقة..وحنان شديد مداعب..قبل ان يرفع رأسه وهو يقول مشدداً على كل حرف:"عشقققققى يا حياة الجميلة..ونعم قادر على الصمود طالما كليناً يريد هذا.."
نظرت له حياة..باستعطاف للحظات..لا تعرف سببه تحديداً..قبل ان ينهض محمد من فوق الأريكة ودون ان يمنحها..فرصة للاستيعاب كان يحملها بين ذراعيه..يخبرها موضحاً:"أريدك أنت زوجة..أم لأطفالي..شريك أستند عليه..وأمرأة أقضى حياتي بين ذراعيها..أحببتك منذ اللحظة الأولى..وأصبحتى حياتي يا حياة..قدر ونصيب يجب ان يسلم به كلينا..ولا تقاوميه..؟'
أنزلها ببطئ داخل غرفته الخاصة التي حافظ أن لا يجعلها تراها..قبل ان تهمس حياة مختنقه بضعف:"لا..لن أستطيع أن أسلم يا محمد..سيظل هناك جزء صغير جداً داخل صدري تكمن فيه مرارتى وخوفي.."
إبتسم محمد إبتسامة جميلة..وهي يقول:"سأبددها عنك..أعدك أن أزيل كل مخاوفك..يا حياة الجميلة.."
ضربته على صدره بنزق وهي تقول:"كف عن عبثك..ومن هذا الكلام الذي لا أعرف أن أرد عليه.."
إقترب خطوة وهو يكشر بأنفه قائلاً بهمس:
"إغلقى..هذ الفم الجميل المكتنز..الذي يطلق مهاترات..وأنا سأصمت تماماً وأبداً..في تنفيذ زواجناً من الجانب العملي"
لم تستطع حياة أن ترد على الفور اذ تورد وجهها بشدة . وهي تدير وجهها في أنحاء الغرفة..قبل أن تخرج منها شهقة إرتياع وصدمة..وهي تتساءل بِجزع:
"ما هذا..بالظبط.."
إقترب محمد منها يلصق ظهرها بصدره وذراعيه تكبل..خَصرها..شفتيه تلتصق بعنقها الابيض الناعم وهو يقول بفخر عبثى مضحك:"فراشك يا عروس..لقد نفذ مخصوص من أجلك..لا اعتقد أن هناك أمرأة صنعت لها غرفة خاصه بهذا الشكل"
زفرت حياة نفسا حارا من أثر سطوة عديم الرحمه على مشاعرها البريئه..التي لم تعرف قبله قط..كيف رجل كمحمد محب عاشق..يريدها من أجلها هي وليس من أجل بعض المشاعر الحيوانية القذرة..بل أن يتواصل مع روحها قلبها يمتزج حتى مع أنفاسها..؟!......إدعت الحسرة وهي تقول بصوتها الذي إرتعش من العاطفه وقلبها الذي أصبح يدوى كالطبيب تحت يديه العابثة:"يا فرحتي بيك يا محمد..عن أي غرفة نوم تتحدث..أنا أريد توضيح ما الذي أمامى"
شعرت به يدفعها بتمهل وشفتيه تستقر على وجنتها قبل أن يقول بمداعبة حلوه:"أنت تزوجتى رائد شرطة..ما الذي تتوقعيه..فراش تقليدي مريح..لا وألف لا..بل يجب ان تجربى حياة التقشف التي أعيشها في بعض الأحيان..لذا فراشك غرفتنا لن يكون الا تلك السياج الحديدية المحيطه (للمخالى ) التي تفترش الأرض"
دمعت عينا حياة وقد فهمًت ما يحاول فعله دون ان يوضح..بالتأكيد عبير أخبرته..عن الرهاب الذي مازلت تعانيه من الفراش التقليدي الذي يذكرها بتجربتها القاسية..إلتفت له وهي تقول بعفوية متجنبه أي تفكير في الماضي:"(المخالى ) فراش لضباط الجيش يا محمد..وأنت رائد شرطة"
وصل محمد لفراشه البسيط أخيراً الذي أعده صباحاً بنفسه..مرتبه بسيطة على الارض مباشرة يعتليها ملاءة حريرية خضراء اللون وبطانية مماثلة..فسقط جسده الضخم على (مخاليه ) ساحب حياة معه وهو يقول هامساً بخفوت مدغدغ:"شرطة جيش أمن دولة..لا يهم..طالما سأستحم أخيراً"
أغمضت حياة عيناه تحاول أن تستوعب كل هذا الدفء منه قبل أن تقول بغباء:
"ماذا..وما دخل إستحمامك..في هذا أيضاً"
أدارها محمد تحته وهو يقول سريعاً بوقاحه متعمدة:
"ما سيحدث الان على هذا الفراش تحديداً..سيجبرني على الاستحمام بالطبع..مراراً وتكرراً ربما في اليوم مئة مرة"
لم تستطع أن تقاوم لا لن تصمت فهتفت في وجهه ساخرة:
"مئة مره؟! لما هل أنت تور..أطلقوه على زريبة بهائم"
رد محمد ببساطة عفوية:
"لا ( حمارة واحدة تكفيني تماماً...ولن أتركها الا وهي منتفخة بأول أطفالى"
أرادت الضحك الاعتراض..أن تخبره مراراً وتكراراً بأنه قليل الادب..ولكنه لم يترك لها فرصه حتى لتخبره..أنه كان صادق جداً بحديثه عن تلك البذرة التي..أزهرت في قلبها كورود النرجس لتنشر الفرح والسعادة في حياتها أخيراً وتصل معه لبر ومرسى"""
.......
لقد مر الشهر الماضي بسلام..يستطيع قول هذا..بكل ثقة..
فبعد أخر مبادرة منها نحوه تغير كل شيء ضحكاتها الصاخبة التي تلف أرجاء شقتهم الصغيرة الابتسامة التي لا تفارق ثغرها..في رحلتهم القصيرة عبر المدينة..إنفتاحها على كل من حولها والأهم لديه تلك القوة الدفينة التي تبعث منها..فتبدد كل مخاوفه السابقة أنها لن تستطع مواجهة عالمها الجديد..خطى الى المنزل..وهو يبحث عنها فبعد ليلة أمس التي قضوها..في زفاف حياة ومحمد أصر هو أن يمنحها عشاء هادئ..على ضفاف النيل وإستمرت رحلتهم حتى مطلع الفجر .فإصطحبها ليصلوا سوياً في أحد المساجد القريبة من المنزل..وبعد أن خرجا من هناك إنتهي بها الحال نائمة على كرسي السيارة فحملها بهدوء..الى غرفتهم..ونام أربع ساعات بجانبها ثم استيقظ مسرعاً..حتى يلحق عمله الجديد في إحدى المدارس الخاصة هنا...تسمر أيمن مكانه..وتوسعت عيناه صدمة وذهول..يتمتم لنفسه بعدم تصديق وهو يعود يتفحص شقته حتى يتأكد أنه لم يخطئها..جميع الأنوار مطفئه..وهناك شمع علي جانبين الممر ينتهي بساحرة صغيرة تقف تنظر له ببعض الإغواء وترتدى غلاله حريرية من اللون الأحمر..الناعم ترسم منحتياتها بوضوح .وتمتد .حتى أسفل قدميها..تفحصها بدقة وهو يقترب منها منقطع الأنفاس..ليجد أن تلك الغلاله لا تستر شيء يذكر بل ما هي الا خدعة بالقماش الشفاف الذي يكشف جزء من صدرها حتى نهاية خَصرها..ومن الجانبين شقى طوال يكشف حتى أعلى ركبتيها..إبتلع ريقة الذي جف وهو يقول بصوت خرج أجش ببحه متلهفه:"هل أخطأت عَنْوَان المنزل..أم أني أعيش أحد أحلام اليقظة"
إقتربت ببعض الارتباك الذي تلبسها تسب نفسها بسخط..كيف إتبعت نصيحة هؤلاء الغبيات التي رأتهم قبل يوم مجتمعين عند أثيلة..وأقنعوها بكل الطرق..ان تأخذ هي مبادرة ما نحوه حتى تستطيع أن تثبت له انها أكثر من راغبه في قربه؟!!..أخذت نفس عميق تحاول السيطرة على ذاتها قبل أن تقترب تتلمس بأناملها الطويلة مقدمة قميصه قبل ان تقول بغنج:
"لم تخطئ..شيء أستاذى العزيز..وتلك البداية"
إمتدت ذراعيه القويين بلهفة يضمها الى صدره فيدفن وجهه مباشرة يمرغه في نحرها ويغرقه بقبلات متلهفه مشتاقه...بعد حرمان فرضه على نفسه لمدة شهر كامل فإنسابت ضحكاتها بدلال وهي تقول بشقاوة:
"إنتظر أيمن ولا تضيع تعبى هباء"
راقبها وهي تخطو بثقة أنثى تسعى لسلبه لبه بالكامل..تفتح جهاز استريو ضخم فتتعالى أغنية جعلت عيناه تتوسع أكثر وأكثر مع التزامن ببدء رقصها..يتمايل عودها ويتلوى خَصرها ويدها ترتفع تدفن أصابعها في شعرها الكستنائى المتطاير ترفعه لأعلى وتأخذ نصف إستدارة بنصفها العلوي وكتفها الاسمر بلونه الساحر تتراقص مع تمتها بالأغنية بصوت ناعم جذاب ينساب من فمها كالسكر الذائب
:
قالتلى بريدك ياولد عمى تعا دوق العسل سايل على فمى
على مهلك على مابحمل التنى
على مهلك على داانا حيلة ابوي وامى""
تميل للخلف أكثر وأكثر فيلامس عودها نصف جسدها العلوي الأرض وهي تكمل::
سألت ايش الاسم قالوا البنات نعمات ام صبعين رطاب والباقى بلح امهات
يوم ندهت علينا بيدها النعمة قولت نعمين تلاته وأربع خمس نعمات
فتعود تثنى وهي تترافع بتمهل بطيء جعله يُجن تماماً وهو يتخلص من قميصه بلهفه قبل أن يقترب منها بالتناغم مع الكلمات التي تنطلق من فم المغنى::
خضارك زي جنينه وطارحت بينا عودك في مشيتو عاملو منحنيات
عضانك لينة ندين على التنيات تانية واتنين تلاته واربع خمس تنيات
ياام عقدين دهب تلاته وتلاتين تارة ما عينا رأت ماوردت على بكاره يوم طلت علينا الكل وقعوا سكاره سقطت في الحليب ما بينت له عكاره
وصل اليها يضمها بلهفه غير مراعي تماماً لصغر حجمها او عودها الذي ذاب بين يديه وأذابه معها فيتعالى إعتراضها بغنج..زاد من إشتعاله وبدد كل أفكاره المضطربة ليمتزج معها أخيراً..في ليلة لم ينولها معها حتى عندما تنازلت هي..وإعترفت بحبها..له مطمئن الخاطر والبال..إن غدهم أفضل ومشرق ببداية جديدة يتخذها كلاهما متناسين ذلك الماضي الذي ترك فيهم ندوب هم أكثر من قادرين على تخطيها!!!
الجزء الرابع والأخير من الفصل الاخير عادات خادعة..الي بتكثف متقراش😂😂
وقفت أمام باب غرفة نومهم تراقبه ببعض الارتباك وهو يجلس على كنبة عريضة من الخشب مستوية السطح تحت النافذة ويفترشها بمرتبة يبدو أنها صنعت تحت الطلب خصيصاً من أجلها...وبعض من الوسائد المطرزة باللون البنفسجي مع اللون الأبيض اللون السائد على غرفة النوم بالبطبع لقد فاجأْها أنه جدد حجرته بالكامل ليجعل الألوان المبهجة هي ما تسود الجدران والفراش وكل شيء متواجد وأخبرها..ان الألوان القديمة التي يغلب عليها الطبع الشبابي لم تعد تليق (بعهدهم الجديد ) قطع تليد الصمت دون أن يرفع رأسه عن حاسبه وهو يقول:
"إن كنتِ إنتهيتِ من تأملي يمكنك أن تجلسي فالوقوف الكثير ليس محبب في هذه المرحلة من حملك"
أجابته أثيلة على الفور بنبرة مرتبكة:
"هدير قالت أن الثلاثة أشهر مرت بسلام بعض الشيء ويمكنني أن أمارس حياتي بطبيعية إن كنت سآخذ الحذر طريق بالطبع"
كانت أنامله تتحرك بتركيز متسارع على أزرار الحاسوب ولم يرفع رأسه ناحيتها وإكتفي أن يأمرها قائلا:
"إجلسي أثيلة وإفعلي ما تفعليه..سواء سمحت لك هدير أم لا"
نفخت أثيلة أخيراً ببعض الغيظ من جفائه الذي أصبح معتاد عليه..تعلم أنه يحاول تجنبها عندما يأتي الليل بالذات يبتعد عنها كما أمره الطبيب ولا يحاول أن يلمسها بأي طريقة رغم كلماته المداعبة ولمساته النارية و ترحيبها بالأمر إلا أنه يبتعد هو عند نقطة فاصلة ويلجأ لحمام بارد وهو يكاد يُجن..تعلم الأن بل توقن أن لا رجل يماثل تليد في تحمله أو صبره..وهي من أنكرت عليه أشياء من حقه لن يستطيع رجل ألا يطالب بها في أمرأته..لذا أخذت نفس عميق وهي تقترب أخيراً منه بحذر متمهل الي أن وقفت أمامه تخبره بنعومة:
"لقد أعددت ( الفورة ) من أجلي وأجلك"
رفع تليد رأسه أخيراً بإستنكار وهو يقول:
"هل تمزحين ( الفورة ) تلك من أجل النساء ال..."
توقفت كلماته وهو ينظر لها ببعض الانبهار غير مصدق !!تفحصها من اخمص قدميها الحافية مروراً بساقيها وركبتيها العاريتين!! ليكُن دقيق كلها العاري بتلك الملابس التي صنعها خصيصاً من أجلها؟!
أخيراً إستطاع أن يجد بعض الكلمات وهو يقول بنبرة خرجت خشنة أجشة:
"ما هذا؟!!أين ملابسك؟"
توسعت إبتسامة أثيلة وهي تزيح بكل ما أوتيت من قوة خجلها جانباً وقالت متصنعة البراءة:
"أرتديها..أليست تلك الملابس التي صنعتها بنفسك.."
نظر تليد للقطعتين الصغيرتين التي إنتقتهم بلوزة صغيرة بالكاد تغطي صدرها..بحمالتين رفيعتين وتنورة لا تستر شيء يذكر..بينما بطنها الممتلئ بطفلتهم عاري تماماً..رفع نظراته نحو وجهها المتورد رغم ما تحاول إدعائه من ثبات مروراً بشعرها الذي ترفع في تسريحة بسيطة ببعض دبابيس الشعر ،.إبتسم تليد بحنان وهو يضع حاسبوه جانباً بإهمال ويزيح ذلك الغطاء الخفيف الذي كان يضع على ركبتيه ليقع تحت قدميه..قبل أن يفتح ذراعيه وهو يخبرها هامساً بحشرجة عنيفة مكتومة بمشاعر إشتعلت على الفور رغماً عنه:
"تعالي..الي هنا أستاذة خجولة"
إحمر وجهها أكثر بطريقة جعلته يتعاطف معها وهي تضع ذلك الطبق على المنضده الصغيرة التي بجانبه أولاً قبل أن تتوجه لتستند على كتفيه بكفيها وترفع نفسها لتجلس على ركبتيه مباشرة..تبدد كل تعاطفه في لحظة بصدمة من فعلتها التالية اذ دارت بجسدها لتصبح في مقابل وجهه وعدلت من وضعها لتصبح ركبتيها تحاوط ركبتيه وساقيها تلتف حول خصره مباشرة..إمتدت يديه سريعاً تحاوط خَصرها بتشدد وهو يهمس بعنف:
"ما الذي تحاولين فعله يا إبنة خطاب هل تهدفين الى إفقادي لأخر جزء من عقلي"
إرتعشت من نبرته وتخبط قلبها وهي ترى نظرته تنحدر نحو مفاتنها لم تعرف كيف نطقت بصوت خرج ضعيف:
"تليد..أرجوك..حاول أن تتعاون معي قليلاً ولا تزيد من إحراجي"
صمت تليد قليلاً يحاول منحها ومنح نفسه الفرصة لإستيعاب سامح لنفسه بقراءة العبارة التي إختارتها بالذات وقد كانت (أليس لديك إخوات بنات ) جلبت له إبتسامة حنونة متفهمه بتعاطف على الفور أنه أدرك جيداً ما تحاول فعله..تمنحه السلام وصك غفرانها..دون أن تنطق بكلمات مباشرة..تريح ضميره المعذب منذ سنوات وتخبره بصمت أنها تحاول ان تنسى كل الماضي..رفع تليد يده وهو يفك تلك المشابك عن شعرها يُلقيها بعيد..وهو يقول بخفوت:
"لا أحبه مرفوع ومتشابك هكذا بل دائماً أعشقه منساب على وجهك وظهرك"
ضحكت أثيلة بصوت منخفض وهي ترفع يدها تساعده لفرد شعرها كما يحب قبل أن يبعد هو يدها..ويمسك خصلات من شعرها يلصقها بوجنتيها ويقربها منه سريعاً ويقبلها بلهفة يخالطها الشغف مباشرة إمتدت يدها تحاوط عنقه وأناملها تُدفن في شعره من الخلف تعبث بهم بالتفاعل مع يديه التي إنزلقت تلامس جسدها من ركبتيها الى أن صعد الى بطنها مرة أخرى يتمسك بها وهو ينفصل عنها ليخبرها من بين أنفاسه اللاهثة..بقنوط يائس:
"سأجن أثيلة..قريباً من كبت مشاعري لم أعد أحتمل ولكن لن أستطيع المخاطرة بكلتاكما"
صدرها كان يهبط ويعلو بانفعال قبل أن تقول بهمس متردد:
"لقد سألت هدير وقالت..قالت أنه يمكننا فعل ما نريده ولكن أنت يجب أن تكون حريص ومتأني"
إرتفع حاجبي تليد مع توسع عينيه قبل أن يعيد سؤالها بعدم تصديق:
"هل سألتي هدير عن أمر كهذا؟!لا أصدق أنكما تناقشتما في الموضوع حتي.."
عضت أثيلة على شفتيها بقوة قبل ان تهتف فيه بضيق:
"حاول أن تساعدني قليلا..لا تهاجمني أنا أحاول أن أحرص عليك هنا وأراعي ذلك الكبت الذي تعاني منه ويكاد يجعلك تُجن وأنت تقيم تحت الماء البارد إقامه دائمة مؤخراً"
ضحك تليد بخفوت وهو يعود يقربها منه أكثر وشفتيه تنزلق على جانب عنقها مروراً بجيدها بقبلات متمهلة بطيئة قبل أن يصل لتلك الشامة الوردية أعلى كتفها يخبرها بصوت مبحوح مخشن من أثر عواطفه المكتومة:
"انا أسف لا تغضبي..ها أنا سأمنحك كل دعمي وتشجيعي وشكري وكل ما تريديه في التو واللحظة"
يديها قاومته مقاومة لا تذكر وهي تقول بنبرة فضحت تأثرها بما يفعله:
"لا أتركني أنت لا تستحق أي تعاطف او مبادرة مني نحوك"
همس بشفتيه بحرارة إرتفعت بجانب أذنيها:
"قاوميني..أجل هكذا قاوميني لا تستسلمي أبداً..مقاومتك دائماً تعني أنك أمرأتي وحبيبتي التي لن ترضخ أبداً"
صوتها تخلله الضعف من عاطفته المنفلتة وهي تقول بما يشبه التوسل:
"لن أستطع مقاومتك أو مجاراتك فيما تفعل..بل سأظل دائماً أنتظر منك التشجيع والمعلومة تلو المعلومة؟!"
ضحك تليد دون صوت وهو يبعد مرمى قبلته عنها ليس لشيء إلا ليأسر رأسها بين كفيه وأصابعه تلاحق خصلاتها تعيدها ليحاوط وجهها ليمنحه الهالة التي يحبها ويهوى مع زرقة عينيها القاتلة و يخبرها بعاطفة مبحوحة:
"بل لديك القدرة على فعل كل شيء...وما ينقصك سأعلمه لكِ بنفسي"
عضت باطن وجنتها قبل أن تقول بخجل ويديها تمتد نحو الطبق الذي وضعته جانبه في السابق:
"الطعام الذي بجانبك به عسل وسمن ذائبين..ألست جائع قليلاً قبل أن..أن"
تأووه تليد بصوت عالِ منفلت وهو يهمس بعذاب ويديه تعود لتحيط خَصرها بتملك يعيدها مكانها وهو يقول:
"بلى جائع جداً..جداً وسأجن حقاً إن لم أتناولكِ أنتِ قبل طَعَامِك أولاً.."
قالها وهو يتركها سريعاً ويديه في لحظه أمسكت بطرفي قميصه البيتي يرفعه لأعلى ويمرره عبر رأسه ويرميه على طول ذراعه أرضاً ليعود يمسك بركبتيها بيد يثبتها فوقه..ويده الأخرى تمسك ذلك الطعام ويخبرها بنارية:
"سأحرص على إطعامك جيداً..لتعودي تطلبيها مراراً دون خجل"
توسعت عينا أثيلة بصدمة من حركته التالية أسفل خَصرها ولم تجد صوت حتي لتسأله عما يفعله..عادت ذراعيها تتمسك بكتفه بقوة قبل ان تمتد يده نحو زر الإضاءة ليغلقه كالعادة مراعياً توسلها السابق..تمسكت كفها بذراعه سريعاً وهي تخبره بخفوت:
"لا تطفئه لم أعد أحتاج..أنت وأنا هل تذكر كيان واحد غير منفصل..متحد في روح واحدة مكشوفين أمام أنفسنا"
بأنفاس حارة كان يعود يتلمس ذلك العرق النابض المرتعش أسفل. عنقها وهو يسألها مؤكداً:"هل أنتِ متأكدة أثيلة.."
حاوطت بكفيها وجهه وهي تنظر لعيناه التي جعلتها كلها..تجتاحها مشاعر عنيفه:
"نعم.."
دفن رأسه في بشرة ما بين كتفيها وهو يطالبها برقة:
"لا تغلقي عيناكي أثيلة..روحي تهفو لروية بريقهم وأنتِ معي لأُعلمك كل جديد في عالم الغرام"
غامت عيناها بمشاعر حب خالصة وقلبها يخفق كطائر مغرد قبل أن تتعلق به أكثر تلامس رقبته بشفتيها وتمررها ببطء على صدره العاري الي أن وصلت لموضع قلبه تقبله بتمهل محب لعاشقه سلمته كل أمرها بكامل إرادتها وهي تقول دون تردد:
"لن أفعل تليد..عيناي وكلي ملكك الكامل الليلة تخط عليها صك إمتلاك دون أدني مقاومة مني"
لم يرد عليها وهي تشعر بيديه الملطخة بالعسل تمرر على جسدها وما فعله تالياً كان صادماً كلياً لها وجعلها تخرس لوقت طويل جداً....
................
"يا إلهي..كيف أتتني الجراءة لفعل هذا"
ضحك تليد بقوة وهو يدفن رأسها في عنقه يجلب ذلك الغطاء بصعوبة من تحت قدميه..ثم يغطي كليهما معاً به قبل أن يقول بأنفاس متلاحقة لم تهدأ بعد:
"ليت الجراءة تسكنك كل لحظة يا طويلة اللسان..لتعوضيني تلك الأعوام الكثيرة التي حُرمت منك فيها"
شددت أثيلة على ذراعيها التي تتسلل تحت ذراعيه وتضمه بقوة نحوها..قبل أن تدفن وجهها المحمر في عنقه أكثر وهي تهمس بضعف:
"سأحاول أعدك أن أكون متعاونة معك بشكل مفتوح جداً من تلك الناحية"
تنهد تليد بعمق قبل أن يربت على ظهرها بحنان وقال بخفوت هامس حريص:
"هل..مازلتِ تعانين من مخاوفك الخاصة وتلك الأفكار البشعة التي غرست في عقلك أنكِ باردة؟؟"
أبعدت رأسها عن عنقه لتسمح لعيناها أن تتأمل وجهه الوسيم وقالت بصدق متحير:
"في بدء الأمر كنت أركز على ذلك الجانب جداً..أحاول ان أنفذ أوأمرك وأترك لك أنت حرية التصرف..حتي اشعر. بتلك المشاعر الوردية التي لا يستطيع لساني وصفها..ولكن صدقاً لم يحدث اي من تلك الاشياء معي تليد.."
تنهد تليد وهو يتأمل ملامحها بشغف دون أن يستطع الابتسامة قبل ان يقول:
"وبعد..؟!"
أراحت كفيها على صدره قبل ان تبتسم بنعومة وهي تقول بتورد:
"حسناً ليس لدي تاريخ طويل معك من تلك الناحية حتى أجيب على و بعد..؟!"
إرتفع حاجبي تليد بصدمة قبل أن يقول ببهوت:
"مهلاً لحظة هل تعايريني أثيلة لأني حرمت نفسي منكِ وحاولت المحافظة عليك"
قاطعته سريعاً بلهفه..ولكن هذه المرة لم تستخدم يديها بل وضعت شفتيها على فمه تضغطهم بقوة مما زاد صدمته قبل أن تنفصل عنه تخبره برجاء حذر:
"لا أرجوك..لن نعود لسوء الفهم بيننا..أنا أحياناً يخونني التعبير بل ما قصدت قوله...حبيبي أن تلك المرة التي أعدتني فيها الي عصمتك سلمت لك بقلب عاشقة ولم أنتظر شيء كنت مغيبة معك تماماً..فكانت مختلفة في كل شيء وشعرت أني حقاً ألامس النجوم..تليد أما اليوم كنت أشتاق لك جداً..وسعيدة جداً بذلك الجنون الذي فعلته أنت..يا الهي لا تضغط عليّ..أنا لن أستطع إخبارك إلا أني شعرت بك وبشدة..وأني فقط إمتزجت معك تليد..شعرت بتلاحمنا عبر دقات قلبينا التي هدرت بصخب فوق بعضهما..أننا كيان واحد لذا نعم أنا أحب هذا الأمر فقط لأنه يقربني منك"
صمتت أخيراً تلهث من فرط الانفعال..من ذلك الحديث المتسارع الذي كان ينساب منها دون حتي أن تخطط له او تفكر فيه فقربها تليد منه بحنان..وهو يبتسم لها بمودة ورفق قبل ان يقول بتأني:
"أنا كنت أمازحك..بَحريتي المجنونة..الثائرة..الحنونة..الحائرة..الحزينة ،، والفرحه..الغبية..والذكية..المهاجرة بأفكارها..والساكنة بقلبها..والمسامحة والمتنعته"
همست أثيلة بإنبهار مدرك أخيراً:
"رباااااه..لهذا كنت تناديني دائماً بحرية المشاعر"
رفع يده يشد وجنتها بمداعبة قبل أن يقول مشاكساً:
"مرحي..وأخيراً عقلك تحرر من غباؤه..الذي تخصيني به وحدي..وعلمت اني أشبهك بموج البحر ليس لعينيكِ التي تأثرني بالطبع ولكن لأنك تشبهينه أثيلة في طباعه"
إختنق صوتها تماماً وهي تعود تتمسك به بشدة قبل ان تقول بتحشرج:
"أنا أحبك جداً..تليد"
عاد يريح رأسها على كتفه وهو يهمس بهدوء:
"وأنا أحبك يا طويلة اللسان..وإعلمي أنك نبض القلب الخافق على مر الأعوام..ومدي الزمان..؟!"
كادت أن تخبره بشيء..فقاطعهم رن هاتفه المتواصل..مد تليد يده يحاول أن يستطيل بذراعه لإلتقاطه دون أن يتركها او يتحرك من مكانه..عقد حاجبيه وهو يزفر بضيق قبل ان يفتح الهاتف قائلاً مباشرة بنزق:
"مرحبا أصيل..إنها بخير ولا تعاني معي..ولا أعلقها في سقف الشقة ولا أتجبر عليها وبالتأكيد أختك ليست مكسورة الجناح أو ضعيفة لتقلق عليها بمبالغه هكذا..بل يجب أن تكون شفقتك عليّ أنا وأنا من أعاني من بلوتي فيها"
تنحنح أصيل بحرج قبل أن يقول:
"حسناً هذا جيد بالتأكيد..ولكن..لم أتصل من أجل هذا"
تنهد تليد قبل أن يسأله:"أسمعك أصيل..تفضل"
قال أصيل بهدوء:"عمتي..تريد أن تسألك على حال براءة..فهي تشتاق إليها بشدة منذ أن أخذتها منها منذ يومين وو...."
قاطعه تليد وهو يقول برتابة جدية:
"أصيل لقد تحدثت مع عمتك بالفعل..الشهر الماضي أنا تعديت كل القوانين بموافقتي أن ترافق براءة عمتك..في منزلكم لحاجه الفتاة وقتها لعمتك وتشبثها بها ولكن لن أستطع أن أفعل أكثر من هذا..خاصةً أن الطبيب المشرف عاد ليتابع معها جلسات العلاج..مع عبير!!"
قال أصيل بخفوت وهو يزفر ببطئ:
"تصرف يا تليد..عمتي حقا أصابها الحزن لمفارقة الفتاة..وكأنها وجدت فيها شيء مفتقد كانت تبحث عنه!!"!
ساد الصمت بينهما على الهاتف لوقت طويل..ويد تليد تشتد على خصر أثيلة الممتلئ يتحسسه وكأنه يتذكر شيء ما او يحاول أن يدركه..قبل ان يقطع الصمت قائلاً بهمس أجش:
"وجدت فيها التعويض يا أصيل..كلاهما يعاني من فقد تكمله أحداهما في الأخري..فزرع الله بينهم حب أمومي ورابط مباشر لا يحتاج للكثير من الزمن لإدراكه..؟!"
لم يرد أصيل على الفور وكأنه يزن ما يقوله تليد في عقله..قبل أن يقول تليد بهدوء حريص حذر:
"ان كانت تُريدها..تستطيع أن تراها في الداراو حتى ان أرادت يمكنها ان تختلط بالبنات هناك كما تحب..أنا ليس لدي مانع.."
سأله أصيل بخفوت:"هل تعتقد أن هذا ممكن ولن يضر أي طرف؟!!"
أخذ تليد نفس عميق وهو يمسد على بطن أثيلة بشرود قبل ان يقول:
"بالعكس يا أصيل..هذا أكثر شيء منطقي يمكن أن يحدث..فاطمة تحتاج أن تخرج من تلك الحفرة التي وضعت نفسها فيها..والفتيات يحتجن لكل قلب حنون أمومي بالفطرة أستطيع أن أقدمه لهن أي ان المنفعة هنا متبادلة..تمنح بشكل متساوي غير مضر أبداً بل مربح جداً..فمن مثل بناتي يا أصيل..تلك المشاعر الحنونة التي تحملها فاطمة في قلبها تعد رفاهيه وسأكون أكثر من سعيد إن حصلن عليها"
إبتسم صوت أصيل على الطرف الأخر من الهاتف قبل أن يقول:
"فكرة رائعة أحببتها جداً..سأعرض الأمر على عمتي..أما أبي فأنا أكثر من كفيل لاقناعه..؟!"
قال تليد بهدوء:"حسناً سأنتظر ردكم النهائي..حتي أمر على عمتك وأصطحبها لهناك في حاله موافقتها..؟!"
تململت أثيلة قليلاً وهي تطلق تأوه مكتوم من أثر ضربه روتينية لإبنتها..ولكن كانت أكثر من كافيه لأذني أصيل ليلتقطها..ليسأل تليد بنوع من العصبيه:
"هل أثيلة بجوارك..لما تتألم هكذا..ألا تنفذ أوأمر الطبيب؟!!"
جز تليد على أسنانه بغيظ وهو يرد مشدد على حروفه:
"لا يعنيك أبداً ما يحدث..أغلق يا أصيل وإذهب لزوجتك التي. تحمل توأمك فهي الأولىّ بجنونك يكفيني جداً غباء أختك!!!"
وضع تليد الهاتف على المنضدة الصغيرة وإستدار بوجهه لأثيلة وقال بتعب:
"لقد مللت من أخوك..وحماقة أسئلته..."
مطت أثيلة شفتيها بإمتعاض وهي تفتح كفيها بعجز:"أخبرتك أصيل قليل الحياء"
لمعت في عيناه..نظرة عابثه وهو يسألها مدعي البراءة:
"هل كل الناس عندك قليلى الحياء؟!!"
هزت أثيلة رأسها بنفي..وهي تعقد حاجبيها للحظة بتفكير قبل أن ترفع وجهها تنظر له وهي تقول بنبرة عادية رتيبة هادئه كأنها تخبره عن حالة الطقس:
"لا..فأنت معدوم الحياء تماماً"
ضحك تليد بقوة وهو يتناسى تماماً كل حديثه مع أصيل..وهو يقول:
"آه منك ومن طول لسانك ماذا أفعل فيك..يا بلوة قلبي؟!"
إبتسمت أثيلة بعشق زادها تألقاً..دون خجل قبل أن تقبل جانب فكه بقوة تخبره:
"ما رأيك ان تساعدني على الاسترخاء قليلاً تعلم أن الليل أصبح يصيبني فيه الأرق بسبب نومي طوال النهار!!"
تنهد تليد وهو يريح رأسها على كتفه وهو يقول بخفوت:"هانت حبيبتي..أعلم أن الأمر يرهقك زيادة عن الحد..بسبب تلك الحادثة التي تهدد.."
وضعت يدها على شفتيه وهي تخبره بهمس:
"إبنتي بخير هل تذكر..هذا ما يهم تليد..فأرجوك لا تتذكر الأمر مطلقاً..!!"
ربت تليد على ظهرها بحنان..قبل أن ترفع هي رأسها تخبره كما إعتادت مؤخراً بسر أخر من أسرار طفولتها كما إعتاد أن يفعل هو كأنهم يعيدا التعرف على بعضهم بهدوء سلس .فقالت بهدوء:
"كان أصيل يجيد الغناء..كنت أحب أن أستمع لبعض تهويداته"
تنحنح تليد بخشونة..وهو يقول ببعض التردد:
"حسناً..أستطيع أن أفعل مثله وأغني لك.."
رفعت أثيلة يديها تحيط وجهه وعيناها تتألق بلمعة خاطفة ومالت بوجهها قليلاً تلثم فمه وقالت بشقاوة:
"سيكون هذا جنون أكثر مما قمنا به منذ قليل"
غمز بعينه ببعض الوقاحة ويديه تعود تحاوط خَصرها العاري ليضمها أكثر اليه وتنحنح وبدأ في الغناء مباشرة قائلاً بلهجه صعيدية ثقيلةً:
"في هويد الليل ولقيتك...ما أعرف جيتني ولا جيتك..
ما أعرف غير إني لقيت روحي ونجيت من همي ونجيتك"
دمعت عينا أثيلة وهي تلف ساقيها حول خصره بشدة كأنها تريد الامتزاج معه..او ربما قتله !ربما الاختيار الثاني هو الأدق..أخبر نفسه بصدمة عندما فتحت فمها وهي تقول بتوسل ساخط:
"يا الهي لا تفعلها مرة أخرى..صوتك أسوأ من صوت أمي..عندما تبدأ في العويل"
ضحك تليد بيأس قبل أن يقول بقنوط:
"أخبريني ما الحل معك..أنا حقاً أصبحت عاجز عن مجارات لسانك"
إبتسمت بمكر وهي ترفع حاجبيها مدعية البراءة قبل أن تقول:
"يمكن أن تكتفي..بتعليمي تلك الطرق الجديدة في حبك..فأنت تجيد هذا الأمر"
فتح تليد فمه بعدم تصديق كعادته عندما تتحفه بما يطلقه فمها الجميل..سيطر على نفسه بصعوبة وهو يقول متصنع التذمر:
"لا إنسي ما حدث لن يتكرر أبداً..إلا بعد ولادتك"
هزت كتفيها بلا مبالة بالترافق مع فتحها كفيها وهي تقول:
"حسناً..أنت من إخترت..تذكر أني فعلت ما يمليه على ضميري"
ساد الصمت بينهم قليلاً قبل أن تمر عيناه ببطئ عليها كلها..فوجد نفسه مرغماً..يعود بكل صدر مرحب..أن يأخذ مبادرتها..مقنع نفسه أن هدير أخبرتها ان الأمر لم يعد فيه أي خطورة عليها..كما أنه من حقه..ان يغمرها قليلاً بعاطفته قبل ان تنشغل بدراستها التي بدأت بالفعل..'ومن بعدها إبنتهم لذا..
زفر تليد وهو يقول بحسم..:
"أفكر منذ زمن جدياً ان أغلق فمك تماماً في لحظاتنا العاطفية خاصة"
ضحكت بخفر وعادت تدفن وجهها المتورد في عنقه مجدداً..وقالت:
"وما الجديد لو كان الأمر بيدك..لقطعت لساني من وقت طويل"
إعتدل في جلسته وهو يرفعها عن ركبتيه وحملها بين ذراعيه وتوجهه لفراشهم يخبرها بجذل:
"ليتني أستطيع يا طويلة اللسان..ولكن الأمر ليس بيدي..حقاً أنا عاااااشق لكل جزء منك"
وضعها على الفراش وبرفق مددها فرفضت يديها أن تترك عنقه وهي تهمس بضعف يمس شغاف القلب:
"لن يماثل عشقك..عشقي لك يوماً حتي وان كانت كل تصرفاتي الغبية لا تعكس كل نبضة يصرخ بها قلبي بحبك"
لم يرد وعاد يلامس رقبتها ووجهها بشغف وأنفاسه تتلاحق كأنفاسها التي إشتعلت..يُعلمها الحب على طريقته كما وعدها بكل طريقة جديدة ممكنة..أخذت يديه طريقها نحوها بجراءة وهو يهمس بحرارة:
"أحب بريق عينيكِ الجديد..أسرني يا بحرية إياك أن تغلقيها يوماً وأنتِ معي"
قالت متنهده وهي تتمسك بكتفيه لتميل وتقبل نبض قلبه الصاخب:"لن يحدث..لقد وعدتك بالتحرر من كل قيد كان يكبلني..فأنت أنا تليد..كيف أخجل او أضع حدود لكيان انا جزء منه"
ضحك بخفوت وهو يهمس بجوار أذنها:"بما أنك دمرتي محاولتي للترفيه عنك بالغناء..سوف أستبدله بأبيات من الشعر"
إرتفعت شفتيها تلامس فكه وهي ترفع كتفيها بدلال لتخبره:
"الليلة فرصتك معي..بقول وفعل ما تريده"
قبلاته كانت تستهدف عينيها ووجنتيها عندما كان يخبرها:
"حبك ياعميقة العينين تطرف تصوف عبادة..
حبك مثل الموت والولادة صعب بأن يعاد مرتين.."
ضحكت أثيلة بسعادة وهي تتعلق به شاعرة بدوامة لذيذة تبتلعها وجسده وذراعيه يلفاها لفاً..فنظرت له بتوهج ألذ مستمتع بتلك المشاعر..لقد عاد إليها تليد كاملاً..نسي كل تلك الهواجس التي كانت تؤرقها حتي وان لم تخبره إياها غفر لها..خطئها في حقه..و كان من الكرم ألا يذكرها..بتلك الكارثة التي فعلت..بل وتحمل كل الذنب في ما حدث تباعاً !!!
....................

عادات خادعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن