|٦|•رحيل.

1.1K 93 43
                                    


الفَصِل السادِس {رحـيل}.

_______

كُنت أسير بهدوء، بغير واجهة معينة، لاطاقة ليِّ بالذهـاب للجامِعة اليوم، أريد السير وحـدي فِي مكانْ أستطيع أن أصفي ذهني المُنشغل بهِ .. بالذي ملكَ قلبي ولم أكن يوماً مالكة لقلبهُ ، فِيِّ الحقيقة كان الأمر كنصل حاد يُغرز بقلبي، لينفطِر مُتدفقاً بوجعاٍ قاسياً.

وجدتُ نفسي فِي الحديقة العامَة، لأجِلس على أقرب مقعد، وضعتُ حقيبتي بجانبـي .. لتنهد بحزِنا يغُمرني، لا أعلم كيف أصِف ماكُسِرَ بداخِلي، ولكن ما أعلمهُ بأنهُ صعب أن يعالج، صعب أن يعالج بمرور الزمان أو حتى بحضور غيرهُ فِي حياتي، ف كان دوماً دوائي لا دائي.

نظرتُ للسماء الصافية وعيناي تمتلأن بالدمُوع، همستُ بآلم:
- يارب .. يامُغير الأحوال، اللـهُّم أصِلح حالي وحال قلبي المفطور يا الله .

مسحت دموعيَّ وأنا غير قادِرة على توقف إرتعاش جسدي، أنا حتىٰ الآن لازِلتُ غير مُصدقة بأن ماعشِتهُ وهماً، وهماً بنيت فوقه أبيات من الحُب، لأفيق على هدمهُ فوق قلبي ..

لاسيمَّا بأن الحُب مؤلم والآن علمتُ لِمَّا هو داء للمرضى بالفقدانْ.

---

- أمُـيِّ.

قالها وهُو يلفت نَظِر والدتهُ، لتبتِسم إليهِ قائِلة:
- مالك يايوسف؟، مش من عوايدك تكّون صاحـي كده؟

- مفيش غيرك بيفهمني دايمًا.
وكزتهُ من ذراعهُ قائِلة:
- طبعاً لازم أكون فهماكَ، قولي إيهِ المُوضوع الليِّ شاغِل دماغكَ؟
- عايـز أخُد رائيكِ في موضوع بس هُو ميخصنيش، لحد مِن صُحابي.

أومأت لهُ ليكُمل حديثهُ وهو يتلعثمِ في بعض الكَلمات:
- هـُو بيحكيلي أنُه فضـل يلاحِظ من صِغُره أن فِي بنت بتحوم حوليهِ، مِش بالمعني ده أقصد دايماً قدامهُ، يعني ..

قاطعتهُ:
- يعني كل ماعينهُ تروح لمكان يلاقيها

- عليكِ نُور، وبيقولي يعني أنها أتغيرت في شكلها، يعني كانت مليانة شوية وبس بعدين خست بطريقة كبيرة، هُو مكنش عنده مشكلة فِي الشكل أصلا هي حِـلوة، بسِ كان بيلاحظ حاجة فِي عيونها .. كانت بتبقي ملهوفة عليهِ وساعت ماتشوفهُ بتبقى عاملة زي اللي رجعتلها روحهُا، كان بيبان عليها أنها ..

قالت وهيِّ تمسك بكفيهِ:
- كان بيبـان أنها بتِحبـهُ، مِش صـح؟
أومـأ لـهَا، لتِكُـمل حدِيثها:
- طيب إيـه المُشِـكلة فِي كده يـابنـي؟!

- هيَّ مِش مُشِكلتي أنا ..

قاطعتهُ بنبرة مازِحة:
- عليِّا أنا بردُو يايـوسِف، ده أنا مـامـا.
إبتِسـمَ لها فقال:
- المِشكلة ياأمي أن أبنك مش عارف هل هُو بيحبها، ولا أتعودَّ علي وجودها حوليهِ؟!

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن