|١|•طيفك يزورنيِّ.

1.2K 77 21
                                    

الفصل الأول - طيفك يزورني.

_____

صباحَ جديد مُفعم بأملاً لاينقطع عن قلبي ..

نهضتُ بعد أن تأكدتُ من ساعة الهـاتِف بأن الفجر قد أُذِن مُنذ دقيقتين، غسلتُ وجهي عدِّة مرات حتى أفيق، توضـأت ثمُ أرتديتُ أسدالاً وخِمار فوقهُ.

إنتهيتُ ولم أتزحزح من مكاني، أصبحتُ بعمر التاسعة عشر اليوم، الوقت يمِّرُ بسرعة فائقة، أتذكَر أعوامي الماضية، لا أعلم هل ليِّ الحق بالحـزِن على الوقت الذيِّ هدرتهُ مبتعدة عن الله، ولكن الحمدلله الذيِّ هداني إلي الصراط المُستقيم .

إتجهتُ نحو الهاتف لأرى بأن الساعة أصبِحت السادِسة صباحا، نظرتُ بإمتنان للنافذة الخاصة بالغِرفة، وجدت أن خيوط الصباح تبدأ فِيِّ الظَهُورِ، إستنشقتُ رائِحة الصباح العَطِرة ..

أمسكتُ بالهاتفِ وقُمتُ بتشغيل أذكار الصباح بصوت الشيخ المشاري العفاسي، وبدأت بترتيب الغرفة، إنتهيتُ ثم أقفلت النافذِة مُغلقة بعد ذلك نور الغرفة، أقفلتُ البابِ وإتجهتُ للمطبخ حتى أحضِّرُ الفِطور، قدَّ تعودتُ على عدم تناول أي لقمة في الصباح، فقد أحتسي الشاي بالنعناع، بدلتُ ملابسي ثم وضعت ورقة أمام الفطور ورحلت ..

كالعادة أمُـي تستيقظ هي وريفاء متأخرين، ولكُّون ريفاء لاتحضر كامل محاضراتها وتعتمد على إحدى صديقاتها، لذلك لاأخُمِن بأنها لن تستيقظ إلا بعد الظهيرة، كم أكره الكسل الخاصِ بها.

وضعتُ كفي أمام وجهي حينما باغتتني أشِعة الشمِسَ تحرق عينايِّ، تنهدتُ ساندِة رأسي على زُجاج النافذة، أحُبُّ تأمِل الطريق أثناء ذهابي ورحيلي من الجامِعة، لم أكرهَ كّوني سأدِرس المواد الأدَبية، ولكـن بالتفكير كان هذا الأمر خيراً ليَّ، أمي لاتستطيع العيش بدوني- كما آرى- ولكنها لازالت تبغض التعامل مَعي .. ولكنني لازالتُ على أمل أن تُحبني.

- سارة أستنيني.

هتفتُ لزميلتي، لتتوقفِ مُبتِسمة ليِّ ثمَّ عانقتني قائِلة وهيَّ تنظِرُ لعيناي:

- مالكَ؟، وشِك مِنُور كده ليهِ؟!، شُوفتي يوسِف؟!

أخبرتها عنهُ، كانت فضولية حُول إنطفاء روحي، منذ بداية قُدومي لهذه الجامِعة، كُنت أستشعر الوحدة، وكانت الوحيدة التيِّ أهتمتَ بي، أهتمتَ بأن تملئ الفراغ الذيِّ تُرِكَ بداخلي.

- لأ، بس بتمنى أشوفهُ.
عانقتني من جانبي، وذهبنـا سوياً لنحضر أول محاضرتنا لهذا اليوم، اتسائل كيف المرء يعيش بدون صديق؟، الصديق هُو العناق الذيِّ ننتظرهُ وقت اليأس، الحزن، الإكتئاب، الصديق هُو مرآة صديقهُ، أشكر الله بأنهُ جعلني مُحببة للآخرين، ولم أكن يوماً نادمة على ذلك.

كُنت أسرح بخاطري بين كُل محاضرة وآخرى، وكان أمامي فتى، فقط أرى رقبتهُ والتيَّ جعلت نبضات قلبي تتسارع، يـوسف يقوم بحلق شعرهُ هكذا!، تعرقت يداي حينما جاَّل بخاطري، هُو ليس يوسف، لأنهُ بكل بساطة، في أدارة أعمال، وهُو في السنة الثالثة من الجامعة، لذلكَ تبسمتُ وعدُّت بوعي للمعيد أستمع باقي شرحهُ..

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن