|٧|•وصية.

1.1K 93 14
                                    

•الفَصِل السابِع مِن رواية زَهراءَ.
•{وَصية}.
----

هـالـة الحُزن التـي تملئ المكان، يعُمِّ الهُدوءِ لاصوت بكاء ولا  صوت نحيب فِي الأرجاءَ، فقط صوت المذياع يصدحَ فِي المكان، كانت ( سارة) من حين لآخر تختلسِ النظر لغرفة زهـراء التيِّ تأبَ الخروج منها، منذ أن تمَّت مراسِم الدفن لعمتها وهيَّ مُعتكفة بها، تَصلي ولاتُريد أن تنهي، أخبرتها بأنها تودِّ الدُعاء لعمتها، ولكن زهراء مظهرها الحزين والباهت يآكل قلبها.

ذهبت بخطوات هادِئة حتى لاتفزع زهراء، فتحت الباب وجدت أن الغرفة باردِة، ومُظِلمة، تماسِكت سارة بألا تبكِ، فمظهر زهراء وهيِّ ساجِدة تدعي وشهقاتها تملئ المكان، مظهر يؤلم القلب، وَيُدِميهِ.

وحين إنتهت زهراء ظلت شاردة وهي تنِظُر بعينين باكِيتين أمامها، ركعت سارة تجلس بجوار زهراء، لتُمِسك كفها الباردِ، وتحاول تدفئتهُ علىٰ قدِّر الإمكان، لتقُول سارة بنبرة حزينة:

- زهـراءَ .. إنتِ كُويسة؟!

كان سؤالها كالسُم لـِ زهراء، التيِّ لم تعرف كيف تكون بخير في حياتها الغير هادِئة، والغير عادِلة، كُّون أمها رفضت الجلوس معها في شقة عمتها لتؤنسِها وتربتِّ على قلبها المفطور من فقدان أعز شخصِ على قلبها، لم تعرف يومًا الحنان غير علىٰ يد عمتها، لم تعرف قيمة الأمُ إلا حين كانت عمتها تشغل هذا الحيز، لتشهق باكية وهيَّ تتذكر وجهه عمتها المُبتسِم والتيِّ كان جسدها بارِد كالثلجِ، وجهها قد تورم من كثر البكُاءَ، أحتضنتها سارة ، وهيَّ تُقبِّل مقدمة رأسَ زهراء، لتهتف زهراء بِبُكاء شديد:

- مِش كُويسة.. أنا مِش كُويسة، أنا تعبانة ، مِش قادِرة أتخيل أنها مشيت وسابتني وأنا كنت بستقوىٰ بوجودها فِي حياتي، برحيلها .. مبقاش لوجودي في حياة حد معنى، هرجع للذُل والمرمطة تاني، هرجع زهراء بنت السيدة روفيدة او الخادمة بتاعتها هيَّ وبنتها .. هرجع لقلة القيمة، أنا مبقاش ليا أهمية لحد اللي كُنت في حياتها وكانت بتحبني مشيت .. مـ مِشيت.

عادت للبُكاء من جديد، كانت مُقلتىٰ سارة مُمِتلئتان بالدِمُوع، أخذت تُربتَّ على ظهر زهـراءَ براحة يديها قائِلة:
- لعل الله يحدث في ذلك خيراً، مِش إنتِ دايماً بتشوفي أن ربنا بيختبر صبرنا على كُل حاجة، وأن فِي كل شيء حكمة!، زهـراء هي كانت تعبانة وأرتاحت من مرضهاَ، أنا عارفة إنتِ بتحبيها قد إيهِ .. بس متعرفيش الخير فين، فاكر يازهراء لما ماما تعبت قُولتيلي أيهِ .

- قُولتيلي أصليِّ وأدعيلها بالشفا فِي كُل فرصة، وان ربنا عمرهُ ماهيرد دعائي بل هيستجيب ليا، وقولتيلي أتحايل عليه وأن ربنا بيحب العبد اللي بيلح على طلبهُ، فاكرة حَصل إيه بعدها مِش ماما خفت وبقت أحسن من الأوُل، بالرغم من أن تعبها كان جايب آخره معها، زهراء إنت عمد يتسند عليهِ، والعمد مينفعش يتني فأي لحظة .. مينفعش.

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن