[ الفصل الخامس].

1.2K 86 3
                                    


#زِهراء.

[[ الفصل الخامِس]].

———————

مِرت ثلاثة أيامِ حيِن جاء يُوسف وعائِلتهُ لنقرا الفاتِحة، اليوم هُو الخمِيس، أتفقتُ معهُ بأن يأتي كُل خميس لنتحدِث، ولان لاوجودِ لخُطِبة .. فاردِتُ أن نتحدِث في بعض الأمُور.

جاءِ "يُوسف" بعدِ صلاة العِشاءِ، كانْ يرتدِي بنطَال أسودِ وقمِيص زيتي اللونْ مع عويناتهُ الطِبية، خِفق قلبي رُغماً عني من إطلالتهُ التي لازالت تجِذب تنفُسي .

جلس بُغرفة المِعيشة، أرتدِيتُ ثوب بُني اللون مع خِمار نبيتي، وذِهبت للجُلوس برفقتهُ هُو وأمُي، من المُفترض أن تأتي "ريفاء" وزوجهـا، ولكِن يبدُو بإن مروان هُو من سيأتي.

تركِتنا أمُي لنتحدِث ولكِني فقط ألتزِمُت الصمِت، قال وهُو ينظر للاسفل:
- رُقية .. لما عِرفت أنك اللي هتجِوزها فرحِت أوي.

إتسع ثغري مُبتسماً، فتاتهُ تِشبه، قلتُ وانا انِظُر إليهِ:
- كُنت بتشتغل إيه أيام الكُلية؟
ولاننا في فترة يجب علينا ألا نتحدِث كثيراً، أحببت أن يُحدِثني عن عملهُ، قال بهدِوء:
- أشتغلت مُضيف في شركِة، وبعدِين لما أتخرجِت بقيت مُساعد مُدِير.
- الشُغل كُويس هِناك؟، أقصد مرتاح فيهِ؟
هـزِ رأسهُ وهُو يبتسم بهدُوءِ وبصوتهُ العذِب:
- أي شغل بيبقى مُتعب في البداية بس بعدِين أرتاحِت فيهِ.
ثم أضاف مُتسائِلاً:
- وأنتِ شغلك في المدِرسة عامل إيه؟

ضممت شفتي بحُزِن، كم اكرهه هذه المدِرسة وبكل من فيها، أخِبرته بصراحة:
- مدرسة مُتعبة، تصدِق اني لما أشتغلت خدت فصلين من اولى وتانية وأول ما مدرس من القرية هُو قدمت أدِولهُ الفصلين بتُوعي.
تذمِرت بحدِة، حِسناً هذا الأمِر لازال يُضايقني حتى الأن، وإن كان الجميع يظِن بإنه أمر عادِي أرى بإنه أمر بغيظ!

أتسعت عينيهِ ليقُول بضيق:
- وعلى كده بتشتغلي إيه هناك؟
- مدِرسة تربية دِينية، بس مفيش أمتحانات دِين، اي مدرسة لغة عربية بيحُط درجات من عندهُ.. يعني مليش لازمة في المدرسة دي .
- طيب وإيه اللي مخليك موجودة؟
تسأل عاقد حاجبيهِ، سؤالهُ رن بِعقلي، لماذا أصرِّتُ على البقاء بالرغم من أنهُ لامكان لي هُناك!، مطِتُ شفتاي بإزدراء على حالي التعِس:
- حتى دِي معرفش إجابتها!

~~~~~~~~~~~~~

أمِس جاء إليّ أتصال من زُوج ريفاء، الدِكُتور مروان، كان يتحدِث بحُزن بالغ، بإنه حاول جعِل ريفاء تأتي معهُ ولكنها لم تقبل، ولأن الوقت مِر وأصبحِنا في مُنتصف الليل كان من العسير قدومهُ، ولان يوسف رحِل قبل العاشرة.

مِروان أصبح يُعاني بسبب ريفاءِ، ريفاء منذ زواجها ولم تقبل بان تنظف المنزل أو تحُضر الطعام وقالت بانه من المُفترض بأن يآتي بخادِمة لتخدمهُ، تقبِّل الأمر عن ظهر قلب ولم يتذمِر بل لم يبدي للامِر أهمية، ظِناً بإنها ستتعلم مِع مُرور الوِقت!

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن