|١١|•مرآة الحُب.

1.1K 79 30
                                    

الفصِل الحادِي عشر ..

----

| زهـراء|.

وصلتُ للمِشفى بِسُرعة، وإتجهتَ لموظفة الإستقبال أسألها عـنْ اين سأجـد أمُـيِّ. سارعتُ بخطواتَ حتى وصلتُ إلى المكان التيِّ أخبرتني بهِ المُوظِفة، وجدت الطبيب يقف يتحدثِ مع ممرضة، لأهِتُف:

- المدام روفيدة الهاشمي فين؟

- حضرتكِ بنتها؟.

أومـأتُ لهُ، لينِظُر إلي بإهتمام:
- المدام روفيدة لازم تعمل جراحة علي العمود الفقري، لذلكِ محتاجيـن موافقتك.

شعرتُ بثُقل على قلبي، هل الأمِر بهذهِ الخُطورة، ولكن تذكرت بإن ريفـاء تخصصت بالجراحِة من هذا النوع، لأهتف:
- هُو يمكن أتصل بـالدُكتورة ريفاء تيجي هي تعمل العملية، أصِلها أخُتي و..
- فهمت حضرتكَ، معندناشِ مانع بس المفروض تيجي بعد ثلاث ساعات لأن حياة المدام روفيدة في خطِر.

اومأت لهُ متفهمة، لذلكِ إسرعتُ بالإتصال بـ'ريفـاء'، يجـب أن تأتي وتُصلحِ الأمِر يجـب عليها أن تنقذ والدتها ..

---

نِـظرت لهاتفها بضجر فُور أن علمت المُتصل وفكرت ماليَّا هل تُجيب أم لا، ولكنها فضلتَّ عدم الإجابة هاتفة:
- أكيد عايـزاني في حاجة تافة زيهـا .
بدأت بلملمة ملابِسها في حَقيبة سفـر فَهي ومـروان سيذهـبان لرحلة أسبوع حتى يرتحان بها، فكرت ريفاء بأن من الممكن أن تتصل بهاتف زوجها لذلك أغلقتهُ ووضعته داخِـل الحقيبة غيـر عابِئـة لإي شيء .. متناسية بأنَ والدتها لم تُهاتفها اليـوم.

---

كانت زهـراء تبكي من فـرِط توترها، الأمِـر أصبح خارج نطاق تحمُلها الآن لاتُجيب ريفاء وأصبح هاتفها هي وزوجها مُغلقان، ولكنها حِسمت أمرها بأن تتطُلب من الطبيب أن يجـري العملية، وهي ستذهب لدفع مصاريفها ..

كانتَ تبكـي، فكرت مِرض والدتها هذاِ يثقل تنِفُسها، أي كان مافعلتهُ والدتها بحقِها ولكنها لن تستطيع العيش بِدونها ، كُل صباح كانت تتأكدِ من تنفِسُها المنتظِم، تخشى عليها التعب من أعمال المنزل لذلك كانت تفعل كل شيء، أخرجت مُصحفاً من حقيبتها وبـدأت بالقراءِة بهِ .. ومَع كُل آية تذِرفِ الدُموع الحارِقة لعينيها .. وتدعي بين كُل آية بأن يحفظها الله، لاتُريدها أن ترِحـل كما رحلت عمتها .. فهي لم تستطيع توديعها وداعاً يشفي جروحها ..

مَـرت ساعتين وهم يجرون العمِلية، حتى خـرِج الطبيب من الغُرفـة وهُو لايعلم بماذا سيُهتف :
- إحنا اقدرنا نوقف النزيف، بس حالة عمودها الفقري كانت متدهورة، يـاريت تدعيلها تقومِ بالسِلامة.

ويُعاد المشهد مِرة آخرى وهي تتذكِر كلام الطبيب وهُو يخبرها عـنْ حالة عمتها، صمتت ولم تفعل شيء غير البكاء كاتِمة شهقاتها بكفها .. لاتُريد رحيلها .. لاتُريد أن تكون وحيدة ..كان قراراً غبياً وهي تعترف عندما كانت تَظُن بأن البُعد عنها سلام ..ولكن كيف يكون السلام موجود في أرض قاحِلة ..يعمها الفُوضى ..

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن