|١٢|•نهاية مؤقتة.

1.3K 82 25
                                    

الفِصل الثاني عشر مِنْ رِواية زهـراءَ.

________

مَّر إسبوعَ ولم تتحدِث 'روفيدة' لـ زهراء بل تتجنبها، ولكن زهراء قدَّ لاحظت تغير ملامح وجههِ والدتها، زاد شحُوبها وضعفت بِنيتها بطريقة أوجِعت زهراء .. لم تتصور يوماً أن ترى والدتها تُعاني بهذهِ الدِرجة.

وفي يُـوم جمعة جاءت ريفـاءَ، كان مظهرها عادِياً لايظهر عليها انها حزينة لمِرض والدتها، تمَاسكت زهراء بألا تلكُم ريفاء وتنهش وجهها الذيِّ إمتلكتهُ من روفيدة .. ولكن ماظهر من زوجها بأنه حزين ومُتأسِفاً بإنهُ لم يستطيع إجراء العملية بِنفسهُ .. إقتربت ريفاء من والدتها بغيِة مُعانقتها، رأت زهراء بأن رُوفيدة هي من تشدِّ على العِناق وكأنها تُطالبها بالجُلوس معها .. ولكن عكِس توقعاتها بعد نِصف ساعة من قدُومها هتفت:
- أنا عندي عملية بليل، لذلكَ إحنا هنمشي دلوقتي .. وإبقي إتصلي بيا طمنيني عليكِ.
قالتها بدُون فعل شيء، لاعناق وداع ولاكِلمة، إعتذرِ مروان على رحِيلهم الباكِر وتابع خطوات ريفاء، نظرت زهراء لـ روفيدة بحِزُن .. ولكن كانتَ رُوفيدِة حزينة باهِتة، لاتبتسم، كانت تظن بإن ريفاء ستأتي مهرولة مشتاقة حزينة، ولكن خيبت أمالها لم تفعل شيء غير أنها مَثلت الحُزن ..

- أنا عايزة أروحَ البيت.
هكذا نطقت روفيدة، نبرة خالية من المَشاعر، لتنظِر زهراء إليها بحِزُن غامِر هاتِفة:
- هكلم الدكتور حالاً.
خرجت زهراء مُسِرعة إلى الطبيب لتتحدِث معهُ على أمور الخروج مِن المشفى، قـالت زهراء بعد أن سمِح لها الطبيب بالدِخُول:
- مـامـا تقدِر تُخرجِ؟
- حالتها النفسية وحِشة ياآنِسة زهراء، هي تقدٓر تُخرج بس مِش عارف أقولكَ إيهِ.
قلقت من حدِيثهُ لتنطُق:
- في إيهِ يادِكُتور؟
- العمود الفقري لو إتحسن هي إحتمال واردِ تمشي علي رجليها بس لو حالتها النفسية مُتحسِنة غير كدِه مضمنش إي حاجة ليها .
- طيب إيهِ المُطِلـوبِ علشان حالتها تتحَسن.
- المَطُلوب إنها تُكون وسطِ أهلها، حاولي تتصلي بعايلتك وتكُونو ونِس ليها، ممكن ساعِتها تتحسن.
إبتـسـمِت زهراءَ بوِدِّ:
- مفيش غيري أنا وريفاءَ، ملناش عايلة.
- خلاصِ يبقى الركَ عليكِ .
أومـأت لهُ، وأنهتَ ٱجراءات الخُروج مع موظِفة الإستقبال، وقد أشترت لوالدتها كُرسي عجلاتَ لإجلها في المنزلِ، كانتَ تِشعر بإن السبب الرئيسي في تدِهُور حالة والدتها هي 'ريفاء'، ريفاء لم تُظهر إي شيء لوالدتها وكأنها لاتعنيها.
كانت روفيدة تشعر بالعشم من معروفها الكثير لإبنتها ولكن لم تتصور بإنها لاتهتم لإجلها .. لذلكَ كانت طوال فترة مُكوثها حزينة ..تارةٍ تبكي وتارة تشرُود ولاتتحدِث مع أحدِ ..

وصلاَ للمٓنِزل رتبت زهراء الفراشِ لإجل والدتها، وقامِت بجعلها تتمددِ على الفِراشَ ولكن قبل أن تذِهب هتفت روفيدة بشجن:

- هُو أنا كُنت أمِ وحِشة اوي كِدة.
تعجبت زهراء من حديثها ولكنها إلتفت وجدتها تبكي، تبكي بحِرقة .. ولأول مرة رأتها تتمِسك بها لتجِلسِ بجوارها هاتِفة:
- أنا عارفة إنيِّ كُنت أمِ وحشة ليكِ .. بس أنا مكنتش متصورة اللي عملته ريفاء .أنا تعبت علشانها وهيِّ مهتمش ... هي عاملتني زي الغريبة وقت ماأحتاجتها .
أنخرطت بالبكُاء معها زهراء، حين تكُون الحياة مِشقة ومُكابِدة على القُلوب الضعيفة يكُون البكاء هُو الوسيلة الوحيدِة للتعبير عن مابدِاخلنا من وجعَ.

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن